قال علماء إن "الثورة القادمة" في علاج فيروس الإيدز قد تشهد طفرة من خلال حقن المريض ست جرعات علاجية في السنة بدلا من تناول الأدوية اليومية التقليدية.
وكان العلماء قد اختبروا استخدام الحقن التي تدفع ببطء وبصفة مستمرة أدوية علاج فيروس الإيدز في الدم.
وأظهرت نتائج التجربة التي شملت 309 من المرضى أن جرعات الحقن مرة كل شهر أو شهرين تظهر فعالية بنفس قدر العلاج اليومي بالأقراص، وهي الطريقة التي يتناول بها المرضى علاجات مضادات الفيروسات.
وقدم العلماء نتائج التجربة في مؤتمر "آي إيه إس" لعلوم فيروس الإيدز.
ويسهم تناول مضادات الفيروسات بصفة يومية في تراجع انتشار الفيروس، ومنع فيروس الإيدز من تدمير الجهاز المناعي ووقف تحوره والتسبب في الإصابة بمرض الإيدز.
وأسفر نجاح العلاج عن تراجع معدلات الوفاة الناتجة عن مرض الإيدز بواقع النصف منذ عام 2005 لتصل إلى نحو مليون حالة في العام.
لكن الدواء يشكل عبأ على المريض، إذ قد يضطر مريض يبلغ من العمر عشرين عاما إلى تناول أكثر من 20 ألف قرص علاجي لمكافحة فيروس الإيدز طوال حياته، وقد يعاني البعض الآخر من عودة فيروس الإيدز من جديد ومقاومة تأثير العلاج.
وأجريت التجربة في 50 مركزا في الولايات المتحدة وكندا وألمانيا وفرنسا وإسبانيا.
وعندما يصاب المريض بفيروس الإيدز يتعين عليه في البداية تناول علاج عن طريق الفم للسيطرة على الفيروس.
ثم يقضى المريض 96 أسبوعا يتناول خلالهم أقراصا علاجية تقليدية بصفة يومية أو حقن شهرية أو حقن كل شهرين.
ونشرت نتيجة الدراسة في دورية "لانسيت" الطبية وأظهرت نتائجها أن نسبة السيطرة على الفيروس بلغت: 84 في المئة في حالة تناول جرعات يومية، 87 في المئة في حالة الحقن كل أربعة أسابيع، و 94 في المئة في حالة الحقن كل ثمانية أسابيع.
كما ظهرت أعراض جانبية، من بينها الإسهال والصداع، على جميع من خضعوا للتجربة.
بيد أن الدراسة مازالت في نطاق تجربة صغيرة نسبيا، وجاري التحضير لإجراء تجربة أكبر طويلة الأجل للتأكد من النتائج.
وتمول التجربة مجموعة من الشركات من بينها "فيف هيلث كير"، التي تملكها شركة "غلاكسو سميثكلاين"، وشركة "جينسين"، التابعة لشركة "جونسون آند جونسون".