قال تقرير صادر عن المركز ان اليمن يعاني من مشكلة غذائية مزمنة متمثلة في انخفاض وعجز الانتاج المحلي عن الوفاء بحاجة الاستهلاك المحلي وانخفاض متوسط نصيب الفرد، وتستورد اليمن نحو 90% من الغذاء، وتأثرت عملية استيراد ونقل وتوزيع المواد الغذائية بسبب الصراع والحرب الدائر، وان البلد يواجه تحديات ومعضلات اقتصادية واجتماعية وسياسية متعددة أبرزها الفقر وانعدام الامن الغذائي والبطالة وعجز موارد الطاقة والمياه وتدهور البيئة الاستثمارية.
وأشار المركز الى ان نسبة انعدام الامن الغذائي بلغت 41% في مارس 2014م، وارتفعت الى 51% يونيو 2016م، ونحو 60% عام 2017م، وبينما كانت نسبة انعدام الامن الغذائي عام 2003 نحو 22%، وارتفعت الى 44% عام 2008، ثم انخفضت الى 32% عام 2009م، وفي سنة 2011 ارتفعت الى 45% ، وتتباين نسبة انعدام الامن الغذائي بين الريف والحضر، ففي الريف 48%، بينما في الحضر 26% . وقد دفعت الصراعات والحرب باليمن الى نزوح وتشرد أكثر من 15-20% من اليمنيين من مناطقهم.
وقد ادت الحرب والصراعات القائمة الى تفاقم الوضع الانساني الى مستويات غير مسبوقة، فقد انهار النشاط الاقتصادي في جميع قطاعات، وتدهور الخدمات الاجتماعية بما في ذلك الصحة والتعليم؛ وتدني الانتاجية في مختلف القطاعات الاقتصادية ومخاطر الانهيار الاقتصادي وتدهور الخدمات الاساسية والبنية التحتية، بالإضافة الى تفشي الفساد في جميع اجهزة الدولة، وعدم الاستقرار السياسي والامني، وتصاعد مستمر في الأسعار، وتضخم اقتصادي 30% عام 2016م، وانخفاض القدرة الشرائية للمواطن، وتدهور قيمة العملة الوطنية، ونسبة البطالة تتجاوز الـ 50%، وأن حوالي 17 مليون شخص لا يحصلون على الغذاء الكافي.
وأوضح التقرير ان سوء التغذية باليمن اصبح خطراً يهدد حياة الأطفال، ويعاني أكثر من 1.8 مليون طفل من سوء التغذية الحاد، منهم حوالي 385,000 طفل يعانون سوء التغذية الحاد الشديد، وقد تجاوز معدل سوء التغذية الحاد (الهزال) في ثلاثة محافظات حضرموت وابين والحديدة عتبة الطوارئ 15% حسب تصنيف منظمة الصحة العالمية، وبلغ معدل سوء التغذية المزمن (التقزم) في 12 محافظة اكثر من 40%، وهو ما يؤثر على نمو الأطفال وقدراتهم العقلية ، وتزداد احتمالات وفاة الأطفال بازدياد سوء التغذية، فالأطفال الذين يعانون سوء التغذية المعتدل يحتمل وفاتهم ثلاثة أمثال الأطفال الاصحاء، والذين يعانون سوء التغذية الحاد تسعة أمثال الأطفال الاصحاء.
وتصنف اليمن بانها ضمن أفقر ستة دول من اصل 118 دولة في العالم وفقاً لتقرير الجوع العالمي 2016م، الصادر عن المعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية، وجاء ترتيب اليمن في المركز 160 من بين 188 دولة، وفقاً لتقرير التنمية البشرية 2015م.
وبلغت نسبة الفقر عام 2013، 2014م ما يقارب 42%، 50% على التوالي، وارتفعت الى 70% سنة 2016م، وارتفعت نسبة من يعيشون تحت خط الفقر البالغ 1.9 دولار في اليوم (عند تعادل القوة الشرائية) من 44.9% عام 1990م الى 46% عام 2010م، وعند 4 دولار (عند تعادل القوة الشرائية) كان أكثر من 85% من السكان يعشون تحت خط الفقر عام 2010، وهناك عدة أسباب لارتفاع ظاهرة الفقر أهمها نقص المياه الذي خفض من الإنتاج الزراعي والغذائي، وتضخم القطاع العام، وسوء إدارة السياسات الاقتصادية. وانتشار البطالة بين الشباب الى 60%، وانخفاض مستويات التعليم بين الشباب وامية ما يقرب من نصف الشباب، وافتقار الشاب للمهارات اللازمة لسوق العمل.
مركز بحوث التنمية الاقتصادية والاجتماعية-اليمن- منظمة مجتمع مدني غير ربحية، أنشئ استجابة لحاجة المجتمع للبحث العلمي، ونشر المعرفة، ودعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتحسين مستوى الامن الغذائي، وتنمية المشروعات الصغيرة، وتمكين الناس اقتصادياً، ومكافحة البطالة، ودعم قيم العدالة الاجتماعية.