نهب حوثي مستمر للإغاثة وسط تجاهل أممي ودولي

أعاد ضبط قوات أمنية يمنية شاحنات إغاثية باعتها ميليشيا الحوثي الانقلابية لأحد التجار، إلى الواجهة المطالبات المتكررة من قبل قوات التحالف العربي والحكومة الشرعية، بضرورة الإشراف الأممي على المساعدات الإغاثية في المنافذ البحرية والجوية التي ما زالت خاضعة لسيطرة الميليشيات. وأعلنت قوات الحزام الأمني في محافظة لحج جنوب اليمن (خاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية)، الأحد، عن ضبط ثلاث شاحنات محملة بمواد إغاثية عليها شعار منظمة اليونيسف التابعة للأمم المتحدة، باعتها ميليشيا الحوثي لأحد التجار وكانت في طريقها إلى عدن. وهذه ليست المرة الأولى التي تقدم فيها ميليشيا الحوثي على نهب المساعدات الإغاثية، بل إن تقارير محلية ودولية رصدت مئات الحالات من النهب المنظم للمساعدات الإنسانية والاستيلاء عليها، ومنع وصولها إلى المستحقين، وسط انتقادات من الحكومة اليمنية الشرعية لصمت وتغاضي المنظمات الأممية والدولية عن هذه التصرفات والممارسات الإجرامية. وأفاد قائد الحزام الأمني بمحافظة لحج، جلال الربيعي، أن أفراد النقطة الأمنية بالفيوش ضبطوا قاطره قادمة من صنعاء محملة بمواد إغاثية متنوعة عليها شعار اليونيسف، وعند استجواب سائقها أوضح أن لديه ترخيص مرور من وزارة الداخلية في صنعاء التابعة للحوثيين. وأكد الربيعي، في بيان، أن سائق القاطرة أفاد أنها تعود لأحد التجار الذي اشتراها من الحوثيين ويوجد لديه مخزن في صبر بلحج. الاغاثة مع فاتورة المرور وأضاف " خلال مداهمة المخزن تم ضبط قاطرتين تحملان نفس البضائع من معونات إغاثية وكان يجري توزيعها وترويجها للبيع في محافظة عدن". وأشار إلى أن الحوثيين يستحوذون على المعونات الإغاثية من المنظمات الأممية والدولية ويبيعونها للتجار، "في إطار ما يعرف بالمجهود الحربي".. معتبرا ذلك جريمة إنسانية تتطلب تحركا أمميا ودوليا لوقفها. وتستغل ميليشيا الحوثي سيطرتها على منافذ حيوية كميناء الحديدة ومطار صنعاء، لنهب المساعدات وبيعها في السوق السوداء لتمويل عملياتها الحربية، ما دفع قوات التحالف والحكومة الشرعية إلى مطالبة الأمم المتحدة مرارا بالإشراف على هذه المنافذ، دون أي استجابة حتى الآن. وذكر عاملون في المجال الإنساني، أن نهب الإغاثة من قبل الحوثيين يتخذ أشكالا متعددة بينها المصادرة وبيعها في السوق السوداء بعد استبدال طوابع المنظمات، أو تزوير أسماء وهمية للاستحواذ على مساعداتهم، والضغط على المنظمات الأممية والإنسانية العاملة بطرق وأشكال مختلفة. وبحسب تقرير لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، فإن ميليشيا الحوثي ارتكبت اعتداءات متنوعة على مساعدات المنظمات التابعة للأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية والعاملين معها خلال الفترة بين عامي 2015 و2017. وأوضح، أن الاعتداءات بلغت 16 حالة، تنوعت بين القتل والخطف والسجن وإغلاق المكاتب واعتداءات النهب والسلب، كما هاجمت واستولت على 65 سفينة و124 قافلة إغاثية و628 شحنة مساعدات. بعض محطات نهب الحوثيين لقوافل المساعدات في 2 ديسمبر 2015 صادرت الميليشيات شحنة أدوية كبيرة كانت منظمة الصحة العالمية تنوي إدخالها لإغاثة المرضى المصابين بأمراض مزمنة في تعز. في 10 ديسمبر 2015 الميليشيات تحتجز 31 شاحنة تابعة لبرنامج الغذاء العالمي وتمنعها من دخول مدينة تعز. في 4 يناير 2016م صادر الحوثيون أكثر من 12 ألف سلة غذائية مقدمة من المنظمات الإغاثية للمحاصرين في مدينة تعز. الاغاثة المضبوطة التي باعها الحوثيين وفي 20 يناير صادر الانقلابيون 286 شاحنة محملة بالمواد الغذائية يفترض أن تدخل محافظة تعز، والتي تحاصر منذ 9 أشهر وتعاني من أوضاع إنسانية قاسية. 18 ديسمبر 2016، استولى الحوثيون على مساعدات إنسانية ممولة من برنامج الأغذية العالمي، مقدمة لـ5500 أسرة فقيرة في محافظة المحويت. وفي 11 مارس 2017 أوضح وزير الإدارة المحلية ورئيس اللجنة العليا للإغاثة في اليمن عبدالرقيب فتح، أن ميليشيات الحوثي احتجزت ونهبت منذ اغتصابها السلطة إلى آذار (مارس) 2017، أكثر من 63 سفينة إغاثية في موانئ الحديدة والصليف وعدن. وذكر أن الميليشيات تقوم أيضاً بنهب ومصادرة عدد من قوافل الإغاثة المخصصة للمحافظات الخاضعة لسيطرتها باسم الجهد الحربي، ثم تقوم ببيعها في السوق السوداء. في 20 أبريل 2017، أقدمت الميليشيات على احتجاز قافلة مساعدات مخصصة لمحافظة تعز، مكونة ‏من 200 شاحنة، واحتُجزت في الحديدة. كما صادرت أدوية ومستلزمات الغسيل الكلوي الخاصة بـمستشفى الثورة في تعز. وفي شهر مايو 2017م نهبت الميليشيات الانقلابية 63 سفينة مساعدات، وصادرت 550 قافلة إغاثية خصصتها برامج الإغاثة الإنسانية للشعب اليمني.
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص