دعت منظمة رايتس رادار لحقوق الانسان في العالم العربي ومقرها هولندا، المجتمع الدولي للتدخل العاجل لإنقاذ حياة أكثر من ثلاثة ملايين و600 ألف نسمة تقريباً يسكنون 26 مديرية بمحافظة الحديدة، التي شهد القسم الجنوبي منها مواجهات مسلحة عنيفة خلال الأسابيع الأخيرة دفع المدنيون ثمنها من حياتهم واستقرارهم المعيشي والنفسي.
وطالبت الأمم المتحدة بسرعة التدخل الإنساني العاجل لانقاذ حياة المدنيين في المناطق التي شهدت مواجهات مسلّحة في محافظة الحديدة، غربي اليمن، خلال الفترة الماضية، وبالذات في مناطق جنوب مدينة الحديدة، التي شهدت نزيفاً بشرياً كبيراً، فضلاً عن تفاقم الوضع الإنساني لسكان المناطق والأحياء الواقعة في منطقة التماس العسكري بين القوات الحكومية المدعومة من قوات التحالف العربي بقيادة السعودية وبين ميليشيا الحوثي الانقلابية ، كما هو الحال في حي مَنْظَر والرَبَصَة، وفي حيس، التّحيتا، الدّريهمي وغيرها من المناطق.
وذكر راصدو منظمة رايتس رادار في الحديدة نزوح أكثر من 5600 أسرة من الحديدة خلال الفترة 15 إلى 30 يونيو المنصرم، بعضهم توجهوا إلى صنعاء والمحافظات المحيطة بالحديدة، والبعض الآخر توجهوا إلى محافظات عدن وأبين ولحج وحضرموت والمهرة.
وأوضحوا أن مئات الأسر لم تجد المأوى المناسب في مناطق النزوح، كما لم تجد أي مساعدة من أي جهة، ولا تزال العشرات من الأسر تفترش الأرض تحت أشجار المزارع أو على أرضيات المدارس التي اكتضت بهم هناك.
وتوافدت أكثر من 85 أسرة خلال يومين فقط إلى مدرستين في منطقة دار سعد بمحافظة عدن، بينما تعرضت بعض الأسر النازحة الى صنعاء لمضايقات شديدة، ناهيك عن عجز الكثير من النازحين عن تحمل نفقات ايجار السكن وتكاليف المعيشة.
ورصدت رايتس رادار حالة اعتداء مسلح من قبل ميليشيا الحوثي الانقلابية على نزلاء السجن المركزي في مدينة الحديدة، الساعة العاشرة من مساء الأربعاء 27 يونيو، حيث اقتحمت عربة مسلحة مصحوبة بناقلتي شحن متوسطة الحجم ساحة السجن المركزي وحاولت نقل السجناء بالقوة إلى مواقع مجهولة، وحين رفض السجناء الأوامر خشية نقلهم الى جبهات القتال الحوثية، تعرضوا للاعتداء الجسدي وتطور الأمر الى الاعتداء عليهم بالرصاص الحي ما أسفر عن مقتل 2 من السجناء أحدهما في السبعينيات من العمر، فيما أصيب أكثر من 20 آخرين متأثرين بالضرب وبالغازات المسيّلة للدموع.
وقالت مصادر من داخل السجن المركزي لرايتس رادار ان مسلحين حوثيين عزلوا بعض السجناء بعد هذه الحادثة ومارسوا ضدهم التعذيب الشديد بتهمة التمرّد، فيما لازال مصير بعض السجناء مجهول، بينما تم نقل العشرات من السجناء قسراً إلى مواقع مجهولة يُخشى أن يستخدموا فيها دروعاً بشرية أو ينقلوا الى جبهات القتال الحوثية.
وتلقت رايتس رادار بلاغا من أهالي نزلاء السجن المركزي في الحديدة يناشدون فيه الجهات المعنية بحقوق الإنسان والمجتمع الدولي إنقاذ حياة ذويهم السجناء مما وصفوه بالاضطهاد داخل السجون الحوثية. وكشفوا أنهم منعوا في اليوم التالي لحادثة السجن من إدخال الدواء والغذاء لبعض النزلاء وأن ذلك يهدد حياتهم.
وكان أهالي (حيّ الرَبَصَة) المجاور لمطار الحديدة من جهة الشمال قدموا شكوى عن قيام مليشيا الحوثي بطرد بعض السكان للتمترس في منازلهم، كما ذكر بعض سكان (حي غُليل) أن المسلحين الحوثيين نصبوا مدفعاً في حيهم ما عرّضهم للخطر.
وفي يوم الأربعاء 27 يونيو قتل 7 مدنيين من سكان حارة الجعبلي المجاورة لسور مطار الحديدة نتيجة سقوط قذيفة أطلقها الحوثيون.
ودعت رايتس رادار المجتمع الدولي والأمم المتحدة على وجه الخصوص الى الاضطلاع بدورهم المسؤول تجاه المدنيين في الحديدة، باعتبار ذلك التزام أخلاقي تقتضيه مبادئ الأمم المتحدة، تجاه سكان مناطق النزاع المسلح، وذلك بوضع حدٍ لمعاناة النازحين، كما طالبت بالتحقيق في أحداث السجن المركزي في الحديدة وحمايتهم من أية انتهاكات وأخطار تمسّ حياتهم.
إضافة تعليق