شهدت قاعة قصر الثقافة "استانا بودايا" بالعاصمة الماليزية كوالالمبور، حفلا موسيقيا كبيرا ضم ست مقطوعات موسيقية مستوحاه من الفن اليمني بلونه الحضرمي الأصيل، والذي رعته كل من وزارة الثقافة والسياحة والفنون الماليزية والسفارة اليمنية بماليزيا، ونظمته السلطة المحلية بمحافظة حضرموت.
وفي كلمة سفير بلادنا لدى ماليزيا الدكتور عادل محمد باحميد اثناء تدشّينه الاحتفال عبر عن سعادته بالحفل قائلاً "يطيب لي بدايةً أن أرحّب بكم جميعاً .. في هذه الليلة الأوركسترالية اليمنيّة الحضرميّة .. التي جئناكم فيها حاملين رسائل المحبّة والسلام .. بالتعايش والتناغم .. جئناكم اليوم من يمن الحكمة والإيمان .. من أرض حضرموت المحبّة والسلام .. من ديار أولئك الذين هاجروا كالأطيار الذين شقّوا عُباب البحار .. وتجشّموا عناء الأسفار .. حتى وصلوا إلى هذه الدّيار .. فنشروا الإسلامَ خيراً ومحبّة .. وامتزجوا بهذه الأرض الطيبة وامتزجت بهم فصاروا جزءاً منها وصارت جزءاً منهم".
واضاف "من حضرموت اليوم يُطلق اليمنُ رسائل السلام واستعادة الدولة ومؤسساتها، فبينما نحن هنا تنعقد في حضرموت أولى جلسات مجلس النواب اليمني بعد أكثر من (4 أعوام) من توقفها بسبب الانقلاب الحوثي، وهنا من كوالالمبور تبعث حضرموت اليوم برسائلِ المحبة والخير والسلام، عبر الموسيقى الحضرميّة (الأمل من عمق الألم)، فبرغم كل ما يجري هناك في بلادنا الحبيبة، وبرغم كل المعاناة التي تسببت بها جماعات الشرّ والانقلاب، إلاّ أن الأملّ لا يزال مشرقاً في نفوسنا أن يحلّ السلامُ مجدداً على أرضنا، وينعم بها أهلنا، وتعود اليمن كما كانت سعيدة".
وفي الحفل الموسيقي الباهر عزفت المقطوعات الموسيقية الست من قبل مجموعة من الموسيقيين اليمنيين بالاشتراك مع فرقة اوركسترالية وتراثية من ماليزيا واليابان وعدد من الجنسيات الآسيوية حيث بلغ عددهم 90 عازفا بقيادة الموسيقار محمد القحوم الذي قام بإعادة تأليف المقطوعات الموسيقية وتوزيعها في قالب اروكسترالي عالمي.
وقد نالت المقطوعات المعزوفة استحسان الحضور الكبير في دار "الأوبرا" الذين بلغ عددهم قرابة 1000 شخص كما عكست العمق الحضاري والموروث الثقافي الموسيقى الكبير الذي تزخر به اليمن ومحافظة حضرموت على وجه التحديد.
وأفاد المنظمون للحفلة انها تحمل رسالة سلام ومحبة وتعايش كبيرة، وتنضوي خلف مقطوعاتها تطلعات جيل كامل يستحق الإحترام والتقدير والرعاية، ففي الوقت الذي يحمل فيه السلاح وتطلق الصرخات والشعارات التي تفرّق ولا تجمع يطلق شباب حضرموت بقيادة القحوم مقطوعات الموسيقى والفن والمحبة وهي دعوة لنبذ العنف وإشاعة الحب والسلام.
وتأتي هذه الإحتفالية تحت عنوان "الموسيقى الحضرمية.. أمل من عمق الألم" حيث استطاع فريق العمل تجاوز كل التحديات والصعوبات التي تمر به بلادنا اليمن وأخذوا على عاتقهم نقل هذه الرسالة إلى العالم، بأن اليمن ومحافظة حضرموت هي موطن السلام والتعايش والفن.
وقد حضر الليلة الموسيقية اليمنية الحضرمية صاحب السمو الملكي سيد فايزالدين بوترا ابن جلالة السيد سراج الدين جمال الليل ولي عهد برليس وعدد من الوزراء والسفراء ورجال السياسة والاقتصاد والفن والإعلام من مختلف البلدان العربية والآسيوية بالإضافة إلى حشد من ابناء الجالية من رجال الأعمال والاكاديميين والطلاب اليمنيين الدراسين في ماليزيا.
تجدر الاشارة إلى أن المقطوعات الموسيقية المموسقة مستوحاة من التراث الشعبي الحضرمي وقد قام بتأليفها بقالب حديث الشاب اليمني المهندس الموسيقار محمد القحوم وهذا يثبت مدى مرونه الموسيقى الحضرمية وقدرتها على تطويع التطور الرهيب الذي تشهده الموسيقى بألآتها وقوانينها، ومدى قدرة الفن الحضرمي على مجاراة المعزوفات العالمية في الشرق والغرب بمختلف ألوانها.