أحمد عبدالقوي ...طفل وحيد في جبهة الألم

هذه الحرب سرقت منا الكثير من أحبائناوأحلامنا، صادرت الأمان الذي كنا نأوي إليه، لقد مرت على بيوت اليمنيين وقلوبهم وتركتها مثقوبة بالفقد والخذلان؛ لكنها لم تسرق منّا إنسانيتنا ولن تفعل، من أجل من ستكتب عنهم هذه الصفحة نستطيع أن نفعل الكثير إن لم نك من أصحاب المال نستطيع أن نوصل معاناتهم لأصحاب المال عن طريق إعادة النشر.


المحررة / غادة العبسي


قبل خمسة عشر عاماً كانت صرخة المخاض الأخيرة التي أطلقتها أم أحمد، لتتنفس بعدها الصعداء وهي تتأمل وجه ملاكها الصغير، بدا أحمد بالمناغاة الفطرية وكان قلب أمه يتراقص مع كل ماما يحاول صغيرها نطقها، ولكن فرحتها لم تدم طويلاً؛ فبعد مرور ستة أشهر فقط كانت تتنقل به من مشفى إلى أخر في محاولة يائسة منها لتخفيف الألم عن قلبها الصغير، في كل مرة كانت تعود محملة ببعض المهدئات والنصائح ومحملة بقلبها المذبوح بأنين طفلها، وبعجزها في مساعدته ليتخلص من كل هذا الألم.
أمراض الدم الوراثية مأساة لا يدرك معاناتها وأوجاعها غير المريض وأسرته، نعم هي ابتلاء يجعل لحظات الابتسامة معدودة إن لم تكن منعدمه في حياة المريض وابويه، لكنه ابتلاء يفتح أمام كثير من فاعلي الخير طرق لجعل أسمائهم تذكر في السماء في قائمة الرحماء الذين يرحمهم الله ويصطفيهم لرحمته.
أحمد محمد عبدالقوي طفل على مشارف الخامسة عشر من عمره يعاني منذ الشهر السادس من عمره من مرض الدم الوراثي فقر الدم المنجلي ومضاعفاته، وهي ما تسمى أنيميا الخلايا المنجلية وهي اضطراب وراثي في خلايا الدم الحمراء، حيث لا توجد خلايا دم حمراء صحية كافية لحمل الأكسجين إلى الجسم كله.
يعاني الطفل أحمد من مضاعفات كثيرة تجعله يتنقل بين صنوف الألام منها فقر الدم حيث يحتاج المريض إلى استبدال الدم بين فترة وأخرى وهي مكلفة جداً، أيضاً نوبات ألم شديدة في الصدر والبطن والعظام والمفاصل، تسبب له تورم للكفين والقدمين، لذا فإن نمو جسمه ضعيف جدا مايجعله يبدو أصغر من عمره.
قبل سنة ونصف اصيب الطفل أحمد بجلطة في العيون تسببت في فقده إحدى عينيه، ويعود السبب إلى أن هذا المرض عدوا لدوداً للعينين حيث أن الأوعية الدموية الصغيرة التي تغذي عليها العين تصبح مسدودةً بالخلايا المنجلية، لذا فهو معرض لفقد عينه الأخرى في أي لحظة.
خمسة عشر سنة يعيشها أحمد وأسرته بين صرخات ألم المرض وألم البحث عن قيمة العلاج، ومع تطور وتقدم العلم تم التواصل مع عدد من مستشفيات الهند، بدأت بشائر الأمل تلوح أمام عيني الأم وطفلها، هناك طريقة لعلاج أحمد وهي زراعة نخاع العظام من أخ شقيق للطفل، ويعد إجراء الفحوصات تبين أن أخته هي المتبرع المثالي للتطابق التام بينهما، الفاتورة التي ارفقها الطبيب ¬- الذي سيقوم بإجراء العملية - من المشفى المعالج تتحدث عن مبلغ (45 الف دولار) تتوزع بين تكاليف تشخيص وعمليتي المتبرع والمريض وعلاج كيماوي ورقود ومتابعة ما بعد العملية، قد يبدو الرقم لأول وهلة خيالياً ولكن إن تأملنا قليلاً سنجده رمزياً؛ لإننا سندرك أنه مبلغ لشراء حياة طفل يصارع الألم ويئن وحده منذ كان شهور حياته الأولى.
يستحق أحمد أن ينام دون ألم، يستحق أن يبدأ مرحلة شبابه بالأحلام أن يلهو ويمرح ويحارب من أجل مستقبله، في حياة مليئة بالحروب أقساها المرض حين يرافقه الفقر وقلة الحيلة.


رقم التواصل للمساعدة والاستفسار 00967773117105  إسلام محمد عبدالقوي

 

 

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص