قالت مصادر مطلعة في العاصمة اليمنية صنعاء، إن المليشيا الحوثية، اطلقت حملة تجنيد واسعة للأطفال بمناطق سيطرتها تمهيدا للزج بهم في جبهات القتال، بالرغم من اتفاق مبرم سابق مع الأمم المتحدة وتعهداتها بعدم القيام بذلك..
وفي أبريل 2022، وقّعت الامم المتحدة والمليشيا الحوثية التي تسيطر على العاصمة اليمنية صنعاء “خطة عمل” تهدف إلى منع تجنيد الأطفال في الحرب وحماية المرافق التعليمية، حسبما أفادت المنظمة الأممية.
وتمنح خطة العمل الحوثيين، ستة أشهر “لتحديد جميع الأطفال دون سن 18 المتواجدين في صفوفهم”، وتطالب “بتسهيل إطلاق سراحهم وإعادة دمجهم في مجتمعاتهم”، لكن الحوثيين، عادوا بعد يومين من ذلك التوقيع وحشدوا نحو 30 طفًلا من مديريات محافظة إب وفقًا لمصادر محلية.
وأكدت المصادر أن المليشيا الحوثية، علملت على استدراج عشرات آلاف الأطفال دون سن (18) لمعسكرات تدريب تحت غطاء ما يسمى “الدورات الصيفية” وغسل عقولهم بالافكار الطائفية الدخيلة في انتهاك صارخ للقوانين والمواثيق الدولية.
وأوضحت المصادر، أن عملية التجنيد القسري للأطفال، يكشف عن نوايا الحوثيين المبيتة لجر البلد لدورة جديدة من الدم، دون اكتراث بحياة أولئك الاطفال، والاوضاع الإنسانية الكارثية للمواطنين الذين يعانون ويلات الحرب منذ 7 اعوام.
اغتصاب
إلى ذلك، كان فريق الخبراء التابع لمجلس الأمن، أشار في تقريره الذي صدر رسمياً أواخر يناير 2022، إلى حدوث اغتصابات أطفال ضمن الدورات الثقافية الخاصة بجماعة الحوثي، وقال إنه وثّق حالات من تلك الانتهاكات.
وقال تقرير الخبراء إنه أحصى 1406 أطفال قُتلوا وهم يقاتلون في صفوف الحوثيين خلال عام 2021، ورغم أن الإحصائيات أكثر من هذا العدد على يد المشرفين الحوثيين.
واللافت أن قيادة الحوثيين لا تتحرج من الاعتراف بأنهم يجندون الأطفال، وينشرون ذلك في وسائل إعلامهم الرسمي، يتكتمون على الفظاعات التي تحدث في أطر الجماعة وتشكيلاتها القتالية.
تجنيد صغار السن بالقوة
وفي السياق، يظهر عدد من قادة الجماعة البارزين وخلفهم حراس شخصيون من القصّر، وأبرزهم أبو علي الحاكم، رئيس الاستخبارات الحوثية، الذي يظهر في صور عدة بحراس من صغار السن، ما يعني أنها عملية ممنهجة في أعلى هرم الجماعة وبات معروفاً ومتداولاً في أوساط اليمنيين، خصوصاً في صنعاء ومحافظات سيطرة الحوثيين، أن الأطفال الذين يجبرهم أو يستدرجهم الحوثي للقتال في صفوفه يتعرضون لانتهاكات قاسية.
وتجمع المنظمات الحقوقية الدولية الأممية والمحلية وتقارير مجلس حقوق الإنسان على كثافة تجنيد الحوثيين لصغار السن بالقوة.
ودأبت جماعة الحوثي منذ بداية حروبها وخاصة حروبها التوسعية خارج صعدة عقب 2010 على تكثيف تجنيد الأطفال وصغار السن وأخذهم بالإجبار إلى القتال رغماً عن أهاليهم.