ثوابت اليمنيين وطواحين التشويش

لم يعد خافياً على أحد، جسامة التحديات وحساسية المنعطف الذي يعيشه اليمن، في ضوء جملة من التطورات المتسارعة، وما يرافقها من تهويل أو حتى تهوين، على الصعيد الإعلامي، الأمر الذي يلزم التنبه معه لضرورة عدم الوقوع في أفخاخ تشتيت البوصلة، وذلك في ظل المحاولات التي لا تكل ولا تمل، من قبل أصابع الحوثي وإيران بهدف حرف بوصلة المعركة الأساسية لليمنيين. 

وعلى مدى الأيام الماضية، تابع الجميع الأحداث التي شهدتها محافظة سقطرى، والتي أعلنت الحكومة بقيادة فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي الموقف الحازم بشأنها وبأنها "تمرد وانقلاب واضح على السلطة الشرعية لن يتم القبول به أو التهاون معه"، وكذلك جاء تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية اليوم، متناغما مع الموقف اليمني، بالتأكيد على رفض أية ممارسات تضر بالأمن والاستقرار وضرورة تنفيذ اتفاق الرياض وإعادة الأوضاع إلى طبيعتها في جزيرة سقطرى. 

ومن دون الخوض في التفاصيل، فإن من المهم أولاً التأكيد على أن معركة استعادة مؤسسات الدولة ليست معركة شخصية لأفراد  بل هي من أجل اليمن، وأن هناك صعوبات كبيرة تواجه الدولة، ولكنها لن تكون أكثر تعقيداً من تلك التي سبقتها إبان تمرد المليشيا الحوثية ودخولها صنعاء وما تبع ذلك من أحداث من بينها وضع رئيس الجمهورية والحكومة رهن الإقامة الجبرية. 

إن الحكومة مثلما ترفض رفضا قاطعا أي تمرد يستهدف الدولة ومؤسساتها، ومثلما تؤكد أيضا، على تمام الثقة بتحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة، فإنها لا يمكن بأي حال من الأحوال، أن تسمح بأي تدخلات أجنبية في أرخبيل سقطرى، كما حاولت بعض الأصوات أن تردد بفعل وقوعها ضحية لإعلام معادٍ يستهدف أمن اليمن والمنطقة، كما نؤكد أن  الحكومة بمكوناتها السياسية تؤمن إيماناً كاملاً بالمصير المشترك والعلاقة الاستراتيجية بالمملكة وأهمية تعزيزها. 

إن اليمن وسط كل التحديات، يرفض مزايدات أي طرفٍ كان والرامية لجعل القضية اليمنية ساحة إعلامية لتصفية حسابات ضيقة، تسعى لتشويش الرؤية على معركة اليمنيين، وهو ما لن يحدث بفضل وعي ويقظة الشعب اليمني، بقدر ما يبث الشائعات الإعلامية المسمومة التي سرعان ما تنقشع، فمعركة اليمنيين هي معركة الهوية والكرامة وهي امتداد للأمن القومي الاقليمي والعربي والدولي، ضد الإرهاب المدعوم إيرانيا. 

لقد أكدنا مرارا ونجدد التأكيد أن علاقتنا بالمملكة العربية السعودية علاقة تحالف وشراكة استراتيجية ومصيرية، وواهمٌ من يعتقد أن سمومه يمكن أن تؤثر عليها، لخدمة مليشيات الحوثي الإيرانية التي تمارس حرباً مدمرة على كل اليمنيين وتزهق أرواحهم وتدمر مصالحهم وتسعى لاستعبادهم.

 ولعل المثير للسخرية وللأسف في آن واحد، ترويج البعض أن الحكومة لديها رغبة أو تفكر بأية تحالفات أخرى تتعارض مع الرابط المتين الذي يربط بلادنا بجواره العربي، حيث أن تحالفنا مع الاشقاء في المملكة العربية السعودية، لا يمكن بأي حال من الاحوال أن نسمح بالتشويش عليه. ولدى الجميع إدراك أن هناك مؤامرة كبيرة من قبل أطراف اقليمية عديدة تحاك على اليمن وجواره، وأن التفاف المواطنين حول قيادتهم السياسية وحكومتهم الشرعية، والتماسك الداخلي بين كافة أبناء الشعب وقواه الوطنية، هو الصخرة التي تتحطم عليها كل الدسائس. 

 يعلم شعبنا اليمني أن نجدة أشقائنا في المملكة جاءت من أجل الشعب، ولديها هدف واحد وواضح وهو المساعدة على استعادة مؤسسات الدولة، وليس لديها أية أطماع أو أهداف اخرى كما يروج بعض المنتفعين المرتبطين بمشاريع مشبوهة. ولقد قدمت الرياض الدعم والمساندة لليمن ولم تقصر معه أبداً، وسيظل البلدان الجاران العون والسند لبعضهما في كافة الظروف. 

أخيراً من اللازم أن يستوعب البعض رسالتنا الواضحة وضوح الشمس: لن نسمح بالتفريط بأي شبر من تراب اليمن وكرامته وعزته ووحدة أراضيه، ولن نسمح بالتفريط بالعلاقة الاستراتيجية مع المملكة.. هذه معادلة واضحة تضعها الدولة اليمنية نصب عينيها، وهي تدرك جيدا كيف تواجه التحديات، وسط تركيز على هدف واضح لا نحيد عنه؛ هزيمة الانقلاب الحوثي بوصفه جذر كل الأزمات والاختلالات. واستعادة مؤسسات الدولة وبسط سلطتها على كامل ترابها الوطني بوصفها الضامن الأكيد لكل الحقوق والواجبات، والجسر الوحيد لتحقيق كافة الآمال والتطلعات من أجل يمن آمن ومستقر موفور الكرامة والسيادة.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص