بين الفينة والأخرى تندلع اشتباكات في مدينة تعز اليمنية يذهب ضحيتها العديد من القتلى والجرحى في حين تقف ما تسمى بالأجهزة الأمنية والعسكرية التي يكون المتحاربين من أفرادها موقف الحياد .
ظاهرة نهب الأراضي واقتحام منازل المواطنين ورفض اعادتها إلى ملاكها منتشرة في المدينة بشكل كبير جدا ومعظم الجناة محسوبين على ما تسمى بالأجهزة الأمنية والعسكرية التي تحولت إلى ميليشيات وذراع عسكري لجماعة الإخوان المسلمين التي توصف في اليمن بالتجمع اليمني للإصلاح .
ست سنوات هي عمر الحرب تحولت فيها تعز إلى ساحة حرب وفيد وتم تجريف كل مقوماتها المدنية والثقافية لصالح جنرالات الحرب الذين تاجروا بكل شيء لحسابهم الخاص بما في ذلك الصحة والتعليم والكهرباء ومختلف الخدمات على حساب الدولة ومؤسساتها التي نهبت وجرفت وأصبحت هياكل قلما يمكن الانتفاع بها من قبل المواطنين ..
مولدات الكهرباء التي نهبت من المؤسسات العامة والخاصة أصبحت تستغل خطوط الكهرباء العامة التي لم يعد لها وجود وبأسعار خيالية ، فيما انتشرت المدارس والمعاهد الخاصة بالوقت الذي ما زالت فيه العديد من المدارس ثكنات عسكرية يرفض أمراء الحرب اخلائها رغم التوجيهات المعلنة والتي تلاقي اذان صماء على الدوام ..
إنها تعز عاصمة الثقافة اليمنية ومنطلق حركات التحرر الثورية والوطنية في اليمن شماله وجنوبه ، المدينة التي تتقاسم النفوذ فيها ميليشيات الحوثي والاصلاح وتستقيم بينهم طرابيل من البلاستيك هي الفاصل بين الحرب واللاحرب في ظل هدوء تشهده الجبهات الا قليلا فيما يشبه الاتفاق المتبادل على التجميد والتبريد وتعطيل كل مقومات البناء والبقاء في مدينة ظلت عصية على الاستسلام والموات طوال التاريخ ..
في تعز يمكن لمسلح مغمور أن يطلق النار عليك أمام المارة ، أن ينهب بيتك ويجتز حنجرتك إذا ما طالبت بها ، دونما أن يتدخل ما يسمى بالأمن ، حتى المحافظ لا يملك من القرار شيء اذا ما تعارض ذلك مع رغبات القائد الميليشياتي سالم الذي له الأمر من قبل ومن بعد وله تخضع كل أذرع الإصلاح الميليشاوية المسيطرة على وسط المدينة .
في تعز كل شيء اسلم قياده للانفلات الأمني والفوضى والبلطجة التي أصبحت سمة تتمايز بها احياء المدينة المختلفة التي انتدب بها سالم قائد عصابة يحكم ويتحكم بكل حي فيها بعد أن تم التخلص من رفقاء السلاح لتسلم المدينة ما تبقى لها من احلام وتنزوي في ظلام التاريخ الدامس .