بعد ست سنوات من الانقلاب الحوثي الكارثي المغامر الذي أشعل الحرب في اليمن لم تعد الهزيمة، ولم يعد الانتصار، قراراً يمنياً أو إقليمياً.
لا يريد الحوثي أن يدرك هذه الحقيقة منذ أن أنقذه المجتمع الدولي من الانهيار في الحديدة عام 2018، ومع ذلك يواصل سفك دماء اليمنيين ويرفض مسارات السلام.
كل ما يقوم به الآن هو تغطية تطاول النظام الإيراني بتخريب كل جهود البحث عن مسار للسلام بهدف استقطاب الأزمة اليمنية لتحقيق تسوية تتعلق بحل مشاكل نظام ايران الداخلية وبمستقبل علاقته بالمجتمع الدولي.
الحوثيون يقومون بتعطيل مسارات السلام لتحقيق هذا الهدف لصالح النظام الإيراني، بوعود أن الانتخابات الأمريكية ربما تحمل معطيات تسوية لمشاكل إيران مع المجتمع الدولي ويرهنون عملية السلام في اليمن لهذا الغرض.
* * *
إيران تخطو خطوات كبيرة نحو استقطاب الحل في اليمن في إطار هدفها الذي ظلت تعمل طويلاً من أجله، وهو أنه لا حل لأي مشكلة في الاقليم إلا بمشاركتها في إعداد الطاولة.
كان على اليمن أن يدفع الثمن من حاضره ومستقبله مقابل تحقيق هذا الهدف الاستراتيجي لايران.
اليمن دفع الثمن الفوري.. ودول الإقليم ستدفع الثمن بالتقسيط غير المريح.
سنوات من اختبار القدرة على مواجهة تحديات استراتيجية واضحة للعيان لأمن المنطقة ومستقبلها أسفرت عن نتيجة مؤسفة وهي أن الجزء الرئيسي من هذه القدرة استهلك بعيداً عن هذه التحديات، ومعه تضاعفت فرص الآخرين في انتزاع نصيب من القرار أكبر مما كانوا يحلمون به.
*من منشورات الكاتب على صفحته في الفيس بوك