قبل ان تطأ أقدام الحوثي صنعاء  وبعد أن وطأتها بفترة قليلة ، كان الحوثي يدعي ان المحافظة على النسيج الاجتماعي أحد أهدافه ، ولكن بعد انكشاف سوء تعامله مع القبائل اليمنية اتضح ان ما يدعيه هو مجرد تقية يظهر المحافظة على النسيج الاجتماعي وهو يقتلعه من جذوره.

من ينظر إلى تعامل الحوثي مع القبيلة اليمنية سيدرك ان هناك مخطط حوثي متكامل لشن حرب ضد القبيلة اليمنية لم يسبق أن حدث مثلها حرب منذ فجر التأريخ ، وممكن ان نلاحظ ذلك المخطط من خلال خمسة أوجه.

1- أستخدام
أستخدم الحوثي الكثير من القبائل والمشائخ لتنفيذ مهمة معينة ، وبعد ان قاموا بها استغنى عنهم وهمشهم ولم يجعل لهم أي اعتبار.
استخدم بعض المشائخ ليتقدموا نحو اقتحام مدن معينة ومناطق ، وبعد ان أتموا العملية جاء الحوثي ليسيطر عليها وهمش أولئك المشائخ وأعادهم إلى بيوتهم دون ان يعطي لهم أي منصب ودون ان يقدم لهم أي دعم .
فقط هو يعتبرهم ككرت يستخدمه لفترة محددة وتحقيق خدمة معينة ثم يرمي به تحت قدميه.

 2- تفكيك
تعامل الحوثي بعملية تفكيك تجاه كل قبيلة صغيرة أو كبيرة ، من خلال دفعه بعدة عناصر داخل كل قبيلة ليكونوا رموزاً لها ويتنافسوا داخلياً وكل واحد منهم يريد أن يبقى هو الشيخ وهو الرمز الأول.
وهذه الطريقة خطيرة من حيث أنها تشق القبيلة داخلياً ويأمن الحوثي توحدها ضده ، وهذا التأمين يتمثل في استخدام بعضها ضد بعض في حالة ان توجه جزء منها ضد الحوثي.

 3- تزوير
استخدم الحوثي عملية تزوير تمثلت في حرف انتساب الكثير من القبائل اليمنية لأصولها وتوجيه انتسابها نحو السلالة الهاشمية .
وهذه الطريقة يريد من خلالها ان يوسع نطاقه السلالي داخل القبائل ويوهم تلك القبائل بأنها جزء من الهاشمية وانها من تحكم وهذا ما يجعلها تصبح اشد ولاءً للحوثي وأشد دفاعاً عنه.

4- أستنزاف :
من خلال استخدام الحوثي أبناء القبائل للحرب في الجبهات ، يمارس ذلك الاستخدام بطريقة تستنزف القبائل وتحافظ على السلالة ، ومن يلاحظ منذ بداية الحرب حتى اليوم ، سيجد ان القتلى من ابناء القبائل يشكلون اكثر من نسبة 95%، بينما سلالة الحوثي يشكلون نسبة قليلة جداً.
بينما هذه الطريقة تجعل الحوثي يضرب عصفورين بحجر واحد ، ففي الوقت الذي يستخدم ابناء القبائل لمواجهة من يحاربه ايضاً يستنزفهم ليتخلص منهم ويجعل ذلك التخلص للتخلص من عدوه .

 5- أدانة : 
عندما يكلف الحوثي شيخ القبيلة لحشد عناصر قبيلته للقتال مع الحوثي في الجبهات ، هو بهذه الطريقة يجعل الشيخ مجرد مجرم يسوق ابناء القبيلة للموت ويجرده من الصفات اللائقة التي جعلته كشيخ للقبيلة يخدمها ويحل الخلافات داخلها .
وتصبح مسؤولية الدماء التي نزفت والأنفس التي لقت حتفها في الجبهات يتحمل وزرها الشيخ أمام القبيلة ، وهذا ما يثير احقاد داخل القبيلة ضد بعضها ستظل باقية في المستقبل ولن يعفي عليها الزمن.