المبعوث الأممي والإتحاد الأوروبي
قد لا يبدو أن هناك ما يستدعي التعليق على تعيين مبعوث جديد للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن .
غير أن تعيين مبعوث هذه المرة لم يمر مرور الكرام كالمرات السابقة ، فقد كان التنافس قوياً بين بريطانيا والسويد (الاتحاد الأوربي) وروسيا . انعكست الإشكالات على الصعيد الدولي والمواجهات التي حدثت في القرم مؤخراً على سير عملية الاختيار لتستقر بعذئذ عند المر شح السويدي والذي عمل سفيراً للاتحاد الاوربي لدى اليمن لسنوات .
ويأتي التعيين ليدفع بالاتحاد الأوربي إلى موقع بارز في صدارة المشهد اليمني ، وهو الذي ظل يقف خلف كل من بريطانيا وأمريكا ، وهذا يعني أن الإتحاد الأوربي قد أدرك أن تخطي حواجز معينة في علاقته بالمنطقة بات مهماً ، بل وضرورياً ، وكانت السويد قد أدركت هذه الحقيقة من فترة مبكرة حينما استضافت مباحثات ما سمي يومذاك الانسحاب السلمي لمليشيات الحوثي من الحديدة ، والذي شكل أكبر خديعة تتعرض لها الحكومة الشرعية بسبب ما أفضت إليه من تداعيات خطيرة .
شخصياً لا اتوقع أن يكون التعيين الجديد منعطفاً ذا قيمة على صعيد وقف الحرب وتحقيق السلام ، ولنتذكر ما قاله المبعوث السابق السيد جريفتس بعد اربع سنوات من تعيينه عندما سئل عن مدى التقدم في تحقيق السلام في اليمن ، قال : علينا أن ننتظر ما الذي ستسفر عنه زيارة الوفد السلطاني العماني لصنعاء. .
ومع ذلك فإنه يمكن ترقب بعض الأمل بأن هذه الكتلة الأوربية الضخمة ستلعب دوراً إيجابياً في علاقتها بإيران التي تملك وحدها قوة الضغط على الحوثيين ، إلا إذا أجبروا على أن يتحولوا من مقبلين إلى مدبرين ، وفي ذلك قولان .
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص