ان الهجوم علي سفينة إغاثية إماراتية في باب المندب بقذائف صاروخية استهدفتها المليشيات الحوثية يعد أمراً خطيراً للسلم والأمن القومي والأمن العربي والعالمي
بهذا الهجوم الميليشاوي للحوثيين ضد سفينة الاغاثة الإماراتية يوضح بجلاء الاستراتيجية والسياسة المتبعة في الحرب السورية المدمرة برفض فك الحصار للمدن السورية لإغاثة المدنيين والمرضي والجرحي نتائج القصف الهمجي ضد هم من قبل حلفاء النظام السوري وفي مقدمتهم ايران ومليشيات حزب الله
كل من كان يتردد في فهم العلاقة العضوية والسياسية بين ميليشيات الحوثي وجماعة صالح باتباع نفس سياسة ايران بالتدمير الممنهج وانتهاك مبادئ القانون الانساني ضد المدنيين في الحروب العبثية لديهم الان دليل إضافي ما حدث افي الهجوم ضد السفينة الاغاثية الإماراتية التي تقل المرضي و الجرحي ومواد الإغاثة الانسانية للمدنيين ضحايا الحرب في الجنوب
انها امتداد لجرائم الحرب التي ارتكبتها الميليشيات في عدن خاصة والجنوب عامة وبحصار تعز ومدن اخري وكل ذلك لما كان أن يحدث ويتكرر من جديد الان لو ان المجتمع الدولي وبالذات الدول الكبري تحملت مسؤولياتها في معاقبة مجرمي الحرب وتقديمهم الي محكمة الجنايات الدولية في لاهاي
وبذلك امام هذا العجز في ردود الفعل الدولي ضد مجرمي الحرب خاصة بوقوفهم موقف المتفرج امام الجرائم البشعة التي ترتكب يوميا في سوريا أعطي ذلك رسالة واضحة للحوثيين وجماعة صالح انهم يستطيعون بدورهم القيام بأعمال ضد الإنسانية دون عقاب دولي ضدهم
المغزى الخطير لتوقيت العملية في باب المندب
———————————————
توقيت الهجوم علي سفينة الإغاثة في باب المندب في ١ أكتوبر ٢٠١٦ هي رسالة خطيرة اراد الحوثيين وجماعة صالح توجيهها للمقاومة الجنوبية وقوات التحالف العربي
فقد كتبت في منشور لي في ١ أكتوبر ٢٠١٥ ما يلي “ تحرير جزيرة ميون الجنوبية المتحكمة بباب المندب في هذا اليوم بفضل المقاومة الجنوبية المدعمة بقوات التحالف العربي تمثل هزيمة أخري للحوثيين وقوات صالح “واردفت مع هذه المقدمة مقالاً سابقاً كتبته في ٢١ يوليو ٢٠١٥ يطالب “ الرئيس هادي بإعادة ربط باب المندب بعدن “ الذي جعله صالح في التقسيم الاداري الذي وضعه يتبع محافظة تعز الشمالية بدلا من تبعيته لعدن والجنوب
اختيار الحوثيين التوقيت في مطلع اكتوبر هذا العام يعني يا مقاومة جنوبية وقوات التحالف لا تستطيعون التحكم بباب المندب وحمايته وانتصاركم في اول اكتوبر ٢٠١٥ بتحرير جزيرة ميون واخراجنا منها ها نحن نذكركم اننا باستطاعتنا ضرب سفينة الانقاذ الإماراتية التي تتبع بجنسيتها وإن كانت خاصة احدي دول التحالف العربي
فسفن الانقاذ الاماراتية ليست المرة الأولي التي تمر عبر باب المندب لماذا يتم ضربها الان وليس قبل أو بعد ١ أكتوبر اليس لهدف سياسي بحت ذو أبعاد كثيرة ؟؟؟
في الخلاصة
————
عند قرب استقلال الجنوب حاولت بريطانيا وفق ما ذكره اميرال في البحرية الفرنسية والمتخصص بتاريخ البحر الاحمر والاستراتيجيات الدولية المتبعة للسيطرة علي منافذه ان تضع الجزر المسيطرة علي باب المندب تحت اشراف الأمم المتحدة بدلا من ان تكون تحت سيطرة الجنوب العربي بعد استقلاله وهو ما رفضه الجنوب عند مفاوضات الاستقلال
وهذا الهاجس هو ما كان يتحكم لدي القوي الغربية بعدم تحويل البحر الأحمر الي ( بحيرة عربية ) حسب تسميتهم ومن هنا كان تعاونهم الوثيق مع إثيوبيا حين كانت إريتريا تحت كنفها ومع إرتيريا مباشرة بعد استقلالها وسعيهم بعدم انضمامها الي عضوية جامعة الدول العربية
الغرب والاسرائيليين يتذكرون دور دولة الجنوب بالسماح للأسطول الحربي المصري في التواجد في جنوب البحر الاحمر عند باب المندب من قبل الرئيس الجنوبي سالمين وفك الحصار علي السفن الاسرائيلية تم مقابل فك الحصار عن الجيش الثالث المصري عبر مفاوضات اجراها هنري كيسنجر مع الرئيس السادات
من هنا سمح الجنوب حينها موقعه الاستراتيجي لخدمة الأمن القومي العربي والان الحوثيين وصالح يتمسكون بالجنوب وموقعه الجيوإستراتيجي لخدمة مصالحهم والمصالح الإيرانية شتان بين موقفنا وموقفهم وهذا ما يبعث برسالة قوية لدول التحالف العربي وعلي رأسهم المملكة العربية السعودية والإمارات بضرورة حماية هذا الممر الدولي الهام للتجارة الدولية وللعالم أجمع وضرورة إعادة النظر في مواقفهم نحو التطلعات المشروعة لشعب الجنوب كما خدم موقعه مصر العروبة في السبعينات سيخدم أمن الخليج العربي واستقراره
بريطانيا ٢ أكتوبر ٢٠١٦