سقط “بحاح” ولم تسقط تعز

. حينما قرر” بحاح” أن يعود إلى المشهد الإعلامي، كان حريصاً على غسل سمعته السياسية بأي طريقة، ولكنه أخفق في اختيار المدخل المناسب والأدوات المناسبة.. لقد اختار الإساءة إلى تعز، التي أسقطت، بصمود أهلها المسالمين وغير المسلحين، وبموقفها الأخلاقي، المخلوع صالح، من قبله، وهو أوسع نفوا وأرسخ أقداماً في الدولة اليمنية.

 

فما إن انتهى المخلوع صالح من حرق ساحة الحرية وقتل المتظاهرين في 29 مايو 2011، حتى سقط هو الآخر جريحاً محروقاً في عملية لا تزال غامضة حتى اليوم، واستهدفته في حصنه الحصين، وكانت رسالة إلهية أكثر منها محاولة استهداف مباشرة، وها هو المخلوع صالح يعاني حتى اليوم، إذ لم يتمكن من استعادة عافيته البدنية والعقلية، فقد السلطة وفقد كل شيء معها

 

نائب الرئيس ورئيس الوزراء السابق خالد محفوظ بحاح، برهن في المقابلة الأخيرة مع قناة بي بي سي عربية، البريطانية، أنه كان يضمر النوايا السيئة لتعز، ولهذا لم يستمر في منصبيه الرئيسين، سقط أخلاقياً لأنه تمالأ على تعز وتواطأ ضد رغبة أهلها في التحرر، ولهذا سقط مخططه في الوصول إلى سدة الحكم على حساب الرئيس هادي الذي كان بالإمكان هزيمته بسهولة، حيث لا يوجد شخص يمكن أن يفرط في صلاحياته مثل الرئيس هادي، حدث هذا مع الحوثيين الذين استدعاهم إلى صنعاء ومكنهم من كل شيئ، أملاً في الحصول على رضا الخارج.

 

الجميع تآمر على تعز، لا أحد يشعر بأي التزام أخلاقي تجاه هذه المحافظة.. الجميع يشعر بأن أهل هذه المحافظة مبالغون في عصاميتهم، ويذهبون بعيداً في تحقيق طموحتهم استناداً إلى إمكانياتهم الشخصية وليس استناداً إلى نفوذ الشيخ وإلى وساطة نافذ ما في الدولة.

 

المعلومة التي كشف عنها بحاح بخصوص تلقي مقاومة تعز 300 مليون ريال سعودي، ليست جديدة، هناك ما يشبه التعميم بخصوص أن تعز تتلقى كل احتياجاتها من أموال وأسلحة، ولكنها لم تستفد من هذا الدعم، بل تواصل الشكوى بخصوص عدم تلقيها للمساعدات.

 

الجديد هو أن بحاح اختار مكوناً لم يسمه في مقاومة تعز، وهذا لا يدل على مصداقية بحاح، ولكنه يدل على أن هناك مخطط للنيل من تعز من خلال ضرب مصداقية المقاومة، ومن خلال جرح موقفها الأخلاقي الذي هزمت به الجميع.

 

هل يعقل أن يظل هذا الطرف مجهولاً حتى الآن، وبيده نحو 100 مليون دولار

 

أما إذا كان الذي استلم هذا المبلغ محسوب على الإصلاح، فلن يسكت بحاح ولا من يدعم بحاح وسوف تقوم القيامة ولن تقعد، ولكن لأن الأمر لا يعدو كونه دعاية كاذبة اكتفى بحاح بالقول إن “مكوناً في المقاومة” هو الذي أخذ هذا المبلغ، واتهم كذلك، ” أطرافاً سياسية باستغلال قضية تعز.

 

لا يوجد مانع أبداً في أن يسمي بحاح الطرف الذي استولى على المال والأطراف التي تستغل تعز سياسياً.. ولكنه لن يفعل، فالخطة تقتضي أن تطلق التهم على عواهنها، حتى يتحرر الجميع من العبء الأخلاقي الثقيل الذي ينوء به التحالف العربي، جراء خذلانه لمقاومة تعز.

 

لم يتردد بحاح في إجراء المقارنة بين الضالع وتعز، قال إن 80 ألفاً هم سكان الضالع، استطاعوا تحرير المحافظة، وعجز أبناء تعز الذين يبلغ عددهم 4 ملايين، وهنا أسأل بحاح، هل تم احتساب سكان مديريات الضالع كلها، لأن المديريات التي تتمتع بالثقل السكاني الهائل في محافظة الضالع وهي قعطبة ومريس ودمت والحشا لا تزال تخوض مواجهات حامية مع الانقلابيين..

 

وبعد أن كانت مقاومة دمت قد نجحت في تحرير المديرية من الانقلابيين، عاد الانقلابيون وسيطروا عليها، وبالتزامن أطلق عيدروس الزبيدي اتهامات للإصلاح بالانسحاب من المعركة، على الرغم من أن خيرة قيادات المقاومة من الإصلاح وغير الإصلاح استشهدت في تلك المعركة..

 

أطلق الزبيدي اتهاماته الباطلة تلك وهو في الإمارات، التي عاد منها محافظاً لعدن.

 

إذا هذا يعني أن بحاح مسكون بعقلية انفصالية بدليل أنه تجاهل بقاء مركز الثقل السكاني الحقيقية في محافظة الضالع بيد الانقلابيين وتحدث عن الضالع المديرية التابعة لمحافظة لحج.

 

لا نريد أن نقلل من تضحيات ونضالات أبناء الجزء الجنوبي من محافظة الضالع فقد قاتلوا الانقلابيين، ولكنهم تلقوا دعماً متواصلاً من الطيران وتلقوا الأسلحة والمعدات الثقيلة.

 

ولكن في تعز كلها لا توجد سوى دبابتين فقط، وفيما كان بحاح لا يزال رئيساً للجمهورية ورئيساً للوزراء، تم احتجاز 10 دبابات في عدن من قبل المنطقة العسكرية الرابعة، بعد أن تم شراؤها من المقاومة الجنوبية، وتم طرد 1000 مجند من أبناء محافظة تعز من قاعدة العند، بدون أسلحة، حتى لا يتمكنون من تشكيل وحدات حديثة ومدربة تضاف إلى قوام الجيش الوطني، الموقف نفسه حدث بالنسبة لمقاومة البيضاء.

 

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص