جاء قرار رئيس الجمهورية القاضي بالتعديلات الوزارية الاخيرة ليشعل مجموعة من المواقف المتباينة والمتناقضة.
مستشار صغير في وزارة الأعلام صرح لإحدى القنوات الفضائية بأن تغيير محافظ محافظة عدن جاء بعد إخفاق وفشل في إدارة محافظة عدن، وهذا الرأي هو موقف اصطفاف سياسي عريض من مؤيدي الشرعية الذين يعتقدون انهم قد حققوا انتصارا ساحقا باستبدال اللواء عيدروس الزبيدي .
لم يعلق المعلقون ولم يتدحث المتحدثون عن تلك الحزمة الواسعة من القرارات التي شملت استبدال اكثر من 4 وزراء بما في ذلك إحالة احدهم الى التحقيق وهذا يبين حالة الفوبيا التي يعيشها هؤلاء تجاه اسم عيدروس.
الذين يتحدثون عن إخفاق السلطة المحلية في عدن يتناسون ان عيدروس وشلال استلما إدارة عدن عندما لم يكن يجرؤ موظف صغير من موظفي الشرعية (ناهيك عن نائب وزير او وزير ولا رئيس الوزراء او رئيس الجمهورية) على دخول عدن وأن عدن كانت خرابة بكل المعاني، امنيا وإداريا وخدميا وفي كل المجالات تسرح فيها العصابات وتمرح كما تفعل الوحوش في الغابة، وقد بذل الرجل جهودا خارقة ليهيئ التربة لهؤلاء ليعودوا وينعموا بالأمان في عدن ، وتعرض لأكثر من خمس محاولات اغتيال نجا منها بإعجوبة.
وأهم ما يتناساه هؤلاء أن البديل الذي جرى تعيينه وهو المستشار عبد العزيز المفلحي لن يرى فيه ابناء عدن إلا خير خلف لخير سلف وهو بالتأكيد سيخيب آمال كل الذين يراهنون على دق إسفين بين انصار القضية الجنوبية التي يراهن اصطفاف عريض من شركاء حرب 1994م من انصار الشرعية على وأدها.
لا يمكن في هذا المقام إلا التوجه بالتحية والتقدير لكل الجهود التي بذلها الأخ اللواء عيدروس الزبيدي طوال فترة إدارته لعدن وتمنياتنا له بالتوفيق والنجاح في مهامه الجديدة ونقول له أن البصمات التي تركتها في حياة عدن والعدنيين سوف لن تنمحي أما التغيير من وظيفة إلى أخرى فهو امر طبيعي عند شخص نذر نفسه للوطن وربما ستكتشف ذات لحظة انك انت الكسبان من هكذا تغيير.