"اذا اردت أن تعيش ظروف وأيام الحركة الوطنية ونضالاتها فعليك زيارة المقر الحالي لتجميع أفراد اللواء 35 في النشمة بتعز، ستجد المعاناة وقسوة الظروف، ستشاهد بأم عينيك معنى الوطن حين ترى الضباط والجنود بلا رواتب وملاصقين لذخيرتهم الشحيحة التي تبقت لديهم من معركة الصمود الأخير ولديهم الاستعداد الكامل للقتال والموت، صمود وتحدي، كبرياء يرافقه شح في الإمكانيات، وقبل كل هذا ستجد قائدا عسكريا قويا ومحنكا وستعرف أكثر ان التاريخ لازال ينجب الأبطال ولو في غفلة من اهتمامات السياسة والإعلام."
بهذه الاسطر قدم الزميل راشد محمد العميد عدنان الحمادي لحوار اجراه معه للاشتراكي نت في شهر يوليو من العام 2015 وهو يعيد من منطقة النشمة بالمعافر لملمة شتات اللواء 35 الذي كان اول من واجه توغل واجتياح المليشيا الانقلابية تحالف "صالح والحوثي" مدينة تعز في شهر ابريل من العام نفسه.
صمد الحمادي ورفاقه من ضباط وافراد اللواء 35 الذين بقوا معه بعد انهيار المؤسسة العسكرية وسيطرة المليشيا الانقلابية عليها وانضمام الالاف من منتسبيها للقتال تحت راية الانقلابيين واجتاحت تعز كغيرها من المدن، اليمنية، فأبى الحمادي ومعه حوالى 600 فرد وضابط ان يسلموا شرفهم العسكري لمليشيا انقلبت على الدولة وقوضت كل مؤسساتها.
فترة وجيزة لم تتجاوز الثلاثة الاشهر واللواء 35 ينبعث من الرماد كعنقاء مسطرا بطولات اسطورية خاضها ضد المليشيا في الجبهة الغربية لمدينة تعز، بعد ان اعاد ترتيب اوضاعه قائده عدنان الحمادي، بروح عسكرية مهنية متشبعا بعقيدة قتالية وطنية حرص على غرسها في صفوف افراده ليشكل نواة حقيقية للجيش الوطني، تسنده قاعدة شعبية عريضة في الحجرية وصبر وجبل حبشي.
حمل الحمادي على عاتقه من الوهلة الاولى بعد نجاته وخروجه من مقر اللواء 35 بعد اجتياح المليشيا له مسؤولية بناء جيش وطني متخذا معيار الكفاءة للتعيين في المناصب والترقي وليس معايير القرابة والمحسوبية وحرص أن ترفع الأحزاب يدها وتأثيرها عليه، وبهذه المعايير التي اصر على ان يتبعها وأكد عليها مرارا اعاد بناء قوات اللواء الذي يغطي الان ثلثي مساحة تعز من بير باشا غربا مرورا بكل مناطق جبل حبشي وصبر والحجرية حتى جبهة الصلو وحيفان والمقاطرة جنوبي شرق تعز، كما حقق الكثير من الانتصارات في الجبهة الشرقية للمدينة في ثعبات وصاله وغيرها، وفي الوقت الذي بدأت قيادته تعد خططها لتحرير تبة السلال وغيرها من المواقع الاستراتيجية التي تتمركز فيها المليشيا وتعيق أي تقدم لقوات الجيش يفاجأ بتسليم الجبهة الشرقية للواء 22 ميكا.
وفي الوقت الذي كان الحمادي يؤسس لنواة الجيش الوطني ذهبت بعض القوى التي انخرطت في المقاومة الشعبية الى تشكيل مليشيات موازية تعمل بمعزل عن قيادة الجيش الوطني ولها مشاربها الخاصة التي تتلقي عبرها الدعم السخي والمهول سواء من التحالف او الحكومة الشرعية على حساب الوية الجيش الوطني التي اعيد تشكيلها في تعز.
رافق ذلك حملات اعلامية شعواء شنت من قبل اعلام هذه القوى وناشطيها على شبكات التواصل الاجتماعي على العميد عدنان الحمادي واللواء 35 وكأنه نبتة شيطانية في تعز متناسين كل البطولات والانتصارات التي سطرها في مقر اللواء ببير باشا ومدينة تعز وجبل جره والضباب والمسراخ وصبر وحيفان والصلو والجبهة الشرقية وغيرها، وبدعم محدود جدا لا يكاد يصل الى الربع مما تلقته القوى و"المفصعين" كما يحلو لبعض الناشطين تسميتهم في تعز.
لم يستهدف الهجوم اللواء وقائده فحسب بل وجه نحو ما هو اكثر عمقا وكان مساعدا موضوعيا في اعادة بناء اللواء 35 ليشكل نواة الجيش الوطني وهي الحاضنة الشعبية التي كانت الغطاء والدعم الحقيقي له وتحديدا في كافة مناطق الحجرية، وكان الكل يدرك ماذا يعني ان تكون هناك حاضنة شعبية في ذلك النطاق الجغرافي تحديدا للواء 35 وقائده عدنان الحمادي .. فهو الامر الذي شكل رعبا للجميع وفي مقدمتهم القوى التي تقاتل معه جنبا الى جنب في خندق استعادة الدولة والقضاء على الانقلاب، فراحت تسعر من حملاتها لتشويه صورته وقائده وبعض افراده امام شعبيته في تعز عموما والحجرية على وجه الخصوص، وكانت حادثة شفيع صبر قائد الحملة الامنية في مدينة التربة وكلنا يعرف تفاصيلها لخير دليل على ذلك .. وكلنا ايضا تابع مالاتها وكيف صدر قرار عزل الحمادي حينها والتراجع عنه في غضون ساعات فقط.
لم يتم الاكتفاء بحملات التشويه هذه والتضليل والتي لازالت مستمرة حتى الان ضد الحمادي واللواء 35 والتي ووجهت بوعي لدى الجماهير الشعبية دون ان تحقق أي اختراق في اوساطها.. بل دُبرت العديد من محاولات الاغتيال التي نجي منها بأعجوبة والتي كان اخرها مطلع العام الجاري في منطقة الشعوبة بقدس.
امام كل هذا العبث اللامسؤول يقف اللواء 35 وقائده العميد عدنان الحمادي كما وصفه الزميل راشد، القائد العسكري القوي المحنك يقف صامدا في معاركه التي يخوضها مع القوى الانقلابية او تلك القوى ولو اطلقنا عليها مجازا "الصديقة" والتي لا يروق لها ان يكون هناك جيش وطني حقيقي يحمي ويؤمن مصالح الدولة ومواطنيها كما كان يأمل الحمادي وهو يعيد بناء اللواء 35 ان يكون هدفه من اجل ترتيب الوضع الأمني لتعز بعد التحرير، والسيطرة على كل المؤسسات والأماكن في تعز والتي لاتزال حتى اليوم القوى المليشاوية التي تشكلت في اطار الشرعية ترفض تسليمها، والكل يتابع ما يمارسه اليوم الوكيل الاول لتعز عارف جامل من اعمال بلطجة وبغطاء سياسي من تلك القوى.
ترددت كثيرا في الكتابة حول هذا الموضوع لاعتبارات كثيرة، منذ الفترة التي قطع الدعم والامداد عن اللواء 35 بعد معركة تحرير المسراخ من قبل يوسف الشراجي حين كان قائدا لمحور تعز وعارف جامل الذي كان مسؤول الامداد والتسليح في المجلس العسكري ، وبعدها ما تعرض له قائد الحملة الامنية في مدينة التربة شفيع صبر والتي كانت تستهدف بدرجة اساسية اللواء 35 وقاداته، لكن طفح الكيل، وخصوصا بعد الحملة الشعواء الاخيرة التي تعرض لها الحمادي شخصيا من كثير من ناشطي الاصلاح ومناصريه في تعز وخارجها على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد استعادة المليشيا مواقع كانت قوات الجيش سيطرت عليها، فزادوا بالقول عن الحمادي مالم يقله مالك في الخمر، متناسين ان القادة الميدانيين لجبهة الصلو من القائد الاول "الاهدل" الى مسؤول التسليح والعمليات واعلام الجبهة وغيرهم كثير كلهم محسوبين على تجمع الاصلاح، وغيرها الكثير من الاسباب التي يعرفونها هم جيدا ولا يريدون الافصاح عنها ليعلموا الناس كيف استعادت المليشيا مواقع دحرت منها بالصلو، لكن وجدوها الفرصة المواتية للنيل من الرجل والتشكيك بوطنيته .. ولا نريد مقارنة جبهة الصلو بجبهات اخرى وكيف تجري الامور فيها فنحن ننظر اليها كلها على السواء جبهات قتال يخوض غمار معاركها جيش وطني يسعى لدحر الانقلابيين واستعادة الدولة اليمنية واعادة بنائها وفقا لما اتفق اليمنيون عليه في مخرجات الحوار الوطني الشامل.
عن الحمادي والجيش الوطني
2017/06/14 - الساعة 01:53 صباحاً
إضافة تعليق