في مطلع العام 2007 كان لدى زميل في الجامعة اسمه مجد الدين كان صديق مقرب الى قلبي وانا ايضاً كنت مقرب الى قلبه نلتقي في بوفية الكلية ونشرب ليمون معتدل لان الكهرباء كانت في الاغلب متقطعة ولن يكون الليمون بارد..

مجد الدين كان من الجراف وانا كنت من سهول اب لكن كان يجمعني به مشتركات ثقافية كثيرة وكنا معارضين للنظام ونساند لمشروع التغيير ونتحدث عن من مرحلة ما بعد 2006 وانتخابات فيصل بن شملان الذي كان يطلق عليه مجد "العجوز المجدد" كانت اهتمامات مجد لا تختلف عن اهتماماتي كشاب يمني يعرفه نفسه هكذا على انه يمني لديه بطاقة شخصية وجامعية ..

بعد سنوات التقيت بمجد وشعرت ان لا حميمية تجمعني به وثمة فتور وملل في التواصل وان لقائي به فيه قدر من الضجر والضجيج الغير مرئي ولم تعد صداقتنا كما كانت من قبل.. وحسيت ان اهتماماته بدأت تختلف عن اهتماماتي العامة وكنت حينها ابحث عن عذر له من بينها اعتقد انه يمر بصدمات في الحياة من نوع ما لكن ذات مقيل كان يلمح لي من بعيد بتعريفات شخصية لها علاقة بالنسب والمشجر الممتد الى الحسن والحسين لم يعد مجد مكترث بمسألة اكمال شهادة البكالوريوس في قسم اللغة الإنجليزية ولم يعد يكلمني عن فضيلة المواطنة كما كان يحدثني عن نضالات و مكابدات الثورة الفرنسية من اجل الجمهورية والحرية والمواطنة بل ان مجد كان له نزعة وجودية تقدس الانسان ويشيد على الدوام بصيغة المواطنة ويشير بأصابعه الى عقله ويردد عبارة المجد لهذا المكان المقدس في الانسان

قبل أيام لمحت اسم مجد في احد كشوفات التعيينات السلالية كمدني انخرط في المؤسسة الأمنية بأوامر حوثية تم ترقيته من جندي الى عقيد بسرعة الفوتونات ادركت ان كلية التربية التي تخلى عنها مجد الدين لم تروق خياله الجديد وباله الجديد وتخليه عن التعريفات السابقة وبطاقة الهوية اليمنية التي لم تعد تروق له بعد الامتيازات المجانية التي حصل عليها دونما جهد ذهني او بدني وان كلية "السلالة والايركان "التي منحته امتيازات بلا جهد بعيداً عن اللوائح المؤسسية للمواطنة وامتيازاتها القائمة على الحد الأدنى من معايير الكفاءة وليس معايير السلالة ..

نتيجة الصدمة والقهر في ذات التوقيت عدت للبحث في معايير الحاكم السلالي على مر التاريخ والحاكم خريج كلية السلالة والاير كان المعتمد على السلسلة التناسلية الممتدة عبر قرون على حساب المعايير الوطنية والديمقراطية بحثت في كل المرجعيات لمعرفة بعض عينات من سلسلة الظلام في الحكم الامامي وخرجت بهذه العينات التي انتجتها كلية السلالة والاركان وليس من تلك المعايير سوى ادعاء الامامة باعتبارها حق الهي على اساس تناسلي فرص ومنها نماذج

ـ المتوكل أحمد بن عبدالله الحمزة ( 623 ـ 656 هـ ) ادعى الإمامة ودخل في صراعات وحروب.

ـ الإمام الحسن بن وهاجس الحمزي ( 656 ـ 668 هـ ) ادعى الإمامة ودخل في صراعات وحروب وحروب.

ـ المنصور الحسن بن بدر الدين ( 657 ـ 670 هـ ) ادعى الإمامة ودخل في صراعات وحروب وحروب

- يحي بن محمد السراجي ( 659 ـ 696 هـ ) ادعى الإمامة ودخل في صراعات وحروب عديدة

ـ الواثق المطهر بن المهدي محمد ( 729 ـ 802 هـ ) ادعى الإمامة ودخل في صراعات وحروب عديدة

المهدي احمد بن يحي المرتضي ( 793 ـ 840 هـ ) ادعى الإمامة ودخل في صراعات وحروب

المنصور الناصر بن محمد الناصر ( 840 ـ 876 هـ ) أعلن دعوته للإمامة وخاض الحروب مع مخالفيه .

ـ المؤيد محمد بن المنصور الناصر ( 876 ـ 908 هـ ) استلم صنعاء واستولى عليها بعد أن دفع خمسين الف دينار للملك مظفر بن طاهر مقابل تنازله عن الملك .

ـ المنصور محمد بن علي السرحي ( 900 ـ 910 هـ ) دعى لنفسه بالإمامة ودخل في صراع وحروب مع السلطان عامر بن عبدالوهاب .

ـ المتوكل يحي شرف الدين ( 910 ـ 965 هـ) دعا لنفسه بالإمامة وتحالف مع دولة المماليك وخاض حروبا ضد الدولة الطاهرية حتى أسقطوها ، ثم دخل في حرب مع حلفائها المماليك والحمزات مجددا .

الكشوفات التي من خلال تم ترقية جندي الى عقيد والى لواء فتحت من جديد تساؤلات مهمة للتفتيش عن التاريخ السلالي المظلم الذي حول الذات اليمنية الى ذات الشموخ الحضاري الى ذابع ذليل ومهان ومستلب

التاريخ السلالي المتسلسل الذي لمسنا نكباته في الالفية الثالثة في عصر التكنلوجيا والتدوين فكيف بتلك المراحل السوداء المغلقة التي تم التحكم فيها بالمصير السياسي والوج ودي للذات اليمنية التي تعرضت لمس خطير في كينونتها واتجاهاتها التاريخية والاجتماعية والحضارية من خلال اخطر مهدد تاريخي لها في كل العصور المتمثل بالعنصرية السلالية والتي تجسدت مؤخراً في الترقيات الاخيرة بناء على معايير كلية السلالة "والايركان "والامتيازات التناسلية للطاعون السلالي القاسي والشرير في ذات اللحظة والذي كان بالأمس يتحسس عقله وشهاداته العلمية والسيرة الذاتية والخبرات بدأ يتحسس خصيتيه .

ــــــــ

مرجعيات

*خلاصات من قراءة في التاريخ الحميري

* قراءة في المراجع التي لها علاقة بتاريخ الامامة في اليمن

* مقال في موقع ساسة بوست للكاتب اسامة قائد