أيها الأخ الحبيب تستفزني التهاني بالزمن الجديد ونحن نغرق في دمائنا وتجار الموت يرقصون على أشلاءنا و ما يحدث ليس إلا أيامٌ تمضي وأخرى تأتي ونحن بين ما رحل من عمرنا والقادم منه كالغرباء لا نفعل شيئاً يُحيي الأمل ويحقق الحلم الجميل وكأننا قد استسلمنا للحريق الذي يلتهم كل طموحاتنا بقسوة ويزرع فينا الآلآم الموجعة ويحجب عنا النظر في المستقبل الذي يجب أن نرمي إليه بكل طاقاتنا لتحقيق طموحاتنا .
ولكن للأسف أن أعوامنا تمضي وأخرى تهل علينا بذات اللباس ،والوجه القبيح ، والعيون الدامعة، والأوردة النازفة ،والرقاب المُنحنية التي لا تستطيع المقاومة؛ لذلك أرى أننا نُهني بعضنا بزمنٍ تاريخه جديد ولكن ألوانه ولباسه ومعانيه تلك التي خلعها العام المنصرم ليلبسها العام الجديد .
أيامٌ موحشة بالموت، والغربة، وإفلاس الأخلاق انتزعت منها الرحمة، وحلّت فيها القسوة، وبدلاً من العين الرقيقة واليد الحانية، تمُر علينا نظرات الغضب واليد التي تصفعنا أينما ذهبنا.
أُنتهكت الكرامة ، ودِيس على الإنسانية بحوافر المتوحش ،ورصاص القاتل، ورداء الموت.
فما أجدني إلا شديد الحزن ، والألم لأنني لا استطيع صادقاً التهنئة بالعام الجديد لأنه لا يحمل في تفاصيله وثناياه هذا المعنى.
لاسيما أن أوطاننا تغرق في النار ، وأرواحنا تبحث عن مخرج بدلاً من الموت البطيء.
الكل يُنافق الزمن من دون قصد وعن حُسن نية فيتبادلون التهاني وفي ذات الوقت أياديهم على الزناد باستمرار يحصدون أرواح بعض.
أيها الحبيب أينما كنت أعذرني عما قلت فزمننا قاسٍ ونحن محاصرون بالموت أينما ذهبنا ولم نعد نفكر كيف نُعمر لنرقى إلى مرتبة الخلافة على الأرض فقد صار كل اهتمامنا فقط منصب في كيف ننجو؟!.
أيها الحبيب إلى أن نتخلص من أنانياتنا وعذاباتنا وننتقل من ذلك إلى لحظات السعادة فنطرب بها ونرقص على أنغامها الجميلة، ونتغنى بقدراتنا على تحقيق أحلام أطفالنا في الأمن والسلام في تلك اللحظة سنتعانق ونتبادل التهاني وعيوننا تدمع فرحاً لأننا قد حملنا الورد فنهديه لبعضنا بدلاً من الرصاص الذي لا يعبر إلا عن معنى القبح والخوف والمرض .
إلى تلك اللحظة نبتهل إلى الله في أن يغسل قلوب البشر من خبثها وينفخ فيها من الجمال ما يضمن الوصول إلى فرص التعايش والتسامح والسلام.
ورغم هذا وحتى لا نُخالف معاني الأمل أرجو أن يكون القادم من زمننا ما يستحق لحايتنا التي يجب أن تكون كريمة.
أُمنياتي لك بالخير وكل السعادة
أكاديمي وسياسي يمني.