المقال : مسام السعودية تنزع الألغام الإيرانية في اليمن ..
رندا الفتاة الريفية .. نزحت رندا من قريتها الواقعة في جبل حبشي محافظة تــعــز أثناء المواجهات الدائرة بين الجيش الوطني والحوثيين ، بعد شهور نزوح طويلة قررت الفتاة ذات العشرين ربيعاً و نيف العودة لبيتها بعد أن أصبحت المواجهات بعيدة عن قرية القوز ، عادت الى ممارسة حياتها البسيطة الشاقة التي تبدأ عقب صلاة الفجر بجمع الحطب و تنتهي بقطع الأمتار الطويلة لجلب الماء . ثلاثة ايّام مضت على عودة سميرة ورفيق و أمهما، و في الناصفة من رمضان الكريم و تحديداً صباح اليوم الرابع من عودتها الى القرية ذهبت رندا و هي صائمة و لسانها مبتل بذكر الله برفقة ابنتها سميرة و ابنها رفيق لجلب الماء ، ذهب الأطفال مع امهم تتطوي خطواتهم الأرض وعيونهم مليئة بالخوف و الرجاء ، تتلمس رندا بقدميها موقع خطوات طفليها اللذان يتبعانها ، لم تعلم رندا ان قدرها يسوقها الى مستقر لغم أرضي إيراني الصنع ، لغم لعين زرعته المليشيات التابعة لنظام الملالي قبل ايّام قليلة من عودتها، انفجر اللغم الأرضي و أصيبت رندا إصابات بليغة بينما تعرض طفليها لجروح متوسطة ، تم نقل رندا وطفليها منتصف رمضان إلى مستشفى البريهي بتعز ، وأثناء العملية تم بتر القدم اليمنى لرندا، و بعد ايّام تقيحت جروحها وقرر الأطباء بتر قدمها الأخرى و بعدها فارقت رندا الحياة و تركت لله سميرة ورفيق .. إحصاءات حكومية .. رندا نموذج و الحالات بالآلاف فبحسب تقارير صدرت عن الحكومة اليمنية بالفترة ما بين ديسمبر 2014 م وحتى ديسمبر لعام 2016م ، تم رصد 1539 قتيلا و مصاب من المدنيين اغلبهم من النساء والأطفال ، الألغام المنفجرة تسببت بإعاقات دائمة وكلية لأكثر من 900 شخص و أكثر من 615 قتيلا منهم 101 من الأطفال و 26 امرأة ، فيما بلغت الإصابات المسجلة في محافظة تعـز وحدها 274 حالة بتر لأطراف وإعاقات دائمة منهم 18 حالة لفقدان البصر. خلال عام واحد فقط سجل البرنامج الوطني لنزع الألغام عددا كبيرا من الضحايا والإصابات فقد وصل عدد ضحايا الألغام في كل من محافظات عدن ولحج وأبين وتعز 418 ضحية ، في حين أنه تم في نفس الفترة تسجيل 1775 إصابة، وسجل في كل من محافظتي الجوف ومأرب 380 ضحية و 512 إصابة. الألغام الأرضية .. اللغم ذخيرة توضع عمداً تحت سطح الأرض أو تحت سطح اي شيئ آخر و تنفجر بفعل وجود شخص أو مركبة وتنقسم الى قسمين ، اللغم المضاد للأفراد وهو مصمم للانفجار بفعل وجود شخص او حيوان قريباً منه او ملامس له ، و نظراً لفداحة و خطورة هذا النوع من الألغام الذي لا يفرق بين طفل و مقاتل ولا بين إنسان وحيوان فقد اتفق ما يزيد عن ثلاثة ارباع المجتمع الدولي على تدمير و حظر الألغام المضادة للأفراد خلال معاهدة اُعتُمدت في عام 1997 و المعروفة باتفاقية اوتاوا ، انضم الى هذه الإتفاقية أكثر من 150 بلدا . وقد كان لهذه الاتفاقية أثر عميق في تعزيز السلم و شكلت نقلة نوعية، فمن آثارها الإيجابية انها أدت الى إنخفاض ملحوظ في الإصابات، وتزايد عدد الدول الخالية من الألغام، والمخزونات المتلفة، وتحسّنت بصورة ملحوظة بعد هذه المعاهدة نوعية المساعدة المقدمة للضحايا. تعهدت الدول الموقعة على الإتفاقية بألا تقوم تحت أي ظروف باستعمال الألغام المضادة للأفراد. تعهدت ايضاً بعدم استحداث أو إنتاج الألغام المضادة للأفراد أو حيازتها بأي طريقة ، أو تخزينها أو الاحتفاظ بها أو نقلها إلى أي كان، بصورة مباشرة أو غير مباشرة. وتعهدت كذلك بعدم مساعدة أو تشجيع أو حث أي طرف كان و بأي طريقة كانت على القيام بأنشطة محظورة على دولة طرف بموجب هذه الاتفاقية. أما النوع الآخر من الألغام الأرضية فهي التي تكون مصممة لتنفجر بفعل وجود مركبة، وليس شخص و تكون مجهزة بأجهزة منع المناولة ولا تعتبر ألغاماً مضادة لأفراد و جهاز منع المناولة جهاز معد لحماية اللغم ويكون جزءاً من اللغم أو موصولاً أو مرتبطاً به أو موضوعاً تحته وينفجر تلقائياً بمجرد محاولة العبث باللغم أو إفساد نظامه عمداً بأي طريقة أخرى . الألغام البحرية : استخدمها الصينيين في القرن السادس عشر ضد القراصنة اليايبنيين ، و فجر في عام 1812 المهندس الروسي بافل شيلينغ لغم تحت الماء مستخدماً دائرة كهربائية ووفِق المراجع يعتبر يوم التاسع من يوليو عام 1855 أول تاريخ تمت فيه تجربة ناجحة للغم البحري في التاريخ ، وذلك قبل ظهور الالغام على مسرح العمليات البحرية فى الحرب بين روسيا و اليابان عام 1904م حيث استخدمت الألغام البحرية لاول مرة و تمكنت هذة الألغام من اغراق عدد 16 سفينة في تلك الحرب . يتم تصميم اللغم البحري بحيث يسبح تحت سطح الماء أو على عمق خمس أمتار و يربط بسلسلة حديدية في أسفلها مرسىى مثبت في قاع البحر تمنعه من الطفو او الانجراف بعيداً عن الهدف . هذه الألغام تنفجر بالسفن لا تفرق بين حربية و مدنية ، مثل هذه الألغام مزوده عادةً بمجسات الكترونية مصممة بحيث ترصد حركة السفينة و تنفجر عندما تصل السفينه إلى مدى اللغم. إيران تُحرق خطى اليمنيين .. الألغام الإيرانية .. لم توقع إيران على معاهدة اوتاوا و لم يرى المجتمع الدولي ضير في ذلك أنذاك و لكن الصورة اختلفت الآن بعد تدخلها السافر في الشأن العربي و اليمني بصورة خاصة وبعد ان كشف الخبراء الدوليون عن نوعية الألغام المستخدمة في اليمن و نشئتها الإيرانية . تم رصد و توثيق العديد من الألغام الإيرانية الصنع في مختلف المدن اليمنية المحررة و التي راح ضحيتها الألاف من المدنيين :منها لغم PPM-2 المضاد للأفراد هو لغم مصمم للانفجار بالافراد القريبين منه أو الملامسين له مباشرة كذلك تم رصد ألغام GYATA-64 وتعتبر هذه الألغام من الأنواع شديدة الانفجار حيث تحتوى على قرابة 300 جرام من مادة TNT و تصل مدة بقاءه فى التربة دون الانفجار أو التلف لعشرات السنين ، و غيرها من الألغام التي تأتي على هيئة صخور او أواني منزلية . تفنن الإيرانيون بصنع آلة القتل و أفرغت أذرعهم الحاقدة باليمن حقدها الطائفي على المدنيين العزل، لم تستثني أطفال بعمر الزهور و لا نساء في ريعان الشباب و حسبنا الله و نعم الوكيل ، الألغام البحرية الإيرانية تهدد الملاحة الدولية .. لم يقتصر زراعة الألغام الإيرانية المنشأ على البر بل تخطاه الى البحر ليشكل بذلك خطر كبير على احد اهم الممرات المائية في العالم و على الأمن الملاحي و الإقتصادي الدولي وهذا حديث منفصل يحتاج الى تفصيل كبير ليس وقته الآن . مشروع مسام .. بمطلع هذا الأسبوع و تحديداً في الخامس و العشرين من شهر يونيو اطلق مركز الملك سلمان للإغاثة ، اطلق مشروع ضخم لنزع الألغام أسماه ( مسام ) . المشروع يتكون من خمس مراحل متتالية تبدأ بالتجهيز والتدريب و إعداد الفرق الميدانية المؤهلة لنزع الألغام وتنتهي بالانتشار في الميدان و تأهيل الكوادر اليمنية التي ستستمر بادارة المشروع و في عملية نزع الألغام على المدى الطويل ، ليصبح اليمن أرضاً بلا ألغام ، سيستخدم في المشروع أحدث ما توصلت إليه التقنية والأجهزة المتطورة في نزع الألغام، اثناء تدشين المشروع لفت الإنتباه مشاركة منظمات دولية معروفة و ذات مصداقية و باع طويل في نزع الألغام ، هذه المنظمات أكدت استمرار العمل في تجهيز 32 فريقاً للعمل داخل الأراضي اليمنية وخمسة فرق متخصصة للتدخل السريع وتفكيك العبوات الناسفة، إضافة إلى الاستعانة بوسائل حديثة ومتطورة، للكشف عن المتفجرات. الدكتور فلاديمير كوفشينهوف الأمين العام للمنظمة الدولية للحماية المدنية صرح ان المنظمة تتابع و ترصد كل ما يجري و لن تتخلى عن اليمنين في هذه الأوقات العصيبة ، لافتاً إلى أنها ستستمر في عملها بمساعدة من شركاء المنظمة والدول الأعضاء الداعمة وعلى رأسهم المملكة السعودية. اليمنيون شعب كريم أراد الله ان يُمحصه ، شعب يمر بمحنة عظيمة، شعب يشهد لها التاريخ بالشجاعة و الوفاء ، لن ينسى هذا الشعب من استأسد عليه و قت محنته وزرع في أرضه الموت .. و سنُكبر نحن اليمنيون دور كل من وقف معنا و ساندنا في هذه المِحنة الكبيرة و الطويلة، نقول لأخوة الدم و التراب مشروعكم مبارك لأن مسام مشروع حياة و ما فعلتموه معنا من خير لن تُكفروه، شكراً لكم من القلب و قليل من عبادي الشكور .. د. زهير علي عبدالعليم الأمين العام للتكتل اليمني البريطاني لدعم الشرعية و الديمقراطية
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص