لوبيات الهاشمية

إن المرحلة السابقة التي نجني ثمارها اليوم .. مرحلة النفعية السياسية هي المسئولة عن تطبيع جيل بأكمله على الفصل بين القيم وبين الممارسة وبالذات في السياسة وتحت ذرائع وشعارات شتّى ظلنا نسمعها من ببغاوات محسوبين على سوء قسمتنا بهم سياسيين كالقول "لا صداقة دائمة ولا عداوة دائمة ولكن مصالح دائمة" .

لقد سلكت أطراف في المعارضة "الإصلاح" هذا المسلك مع مكونات ولوبيّات الهاشمية واستراحت إلى نعومتهم فترةً ولكنها لم تطل حيث كانت تلك النعومة مجرد فرشة من الرمل الناعم الذي يغطي عبوات البارود الناسف ولقد أخلدوا إليه فما أن اطمئنوا إلى الرمل حتى انفجر بهم البارود .

وسلك صالح نفس الطريق مع هواشم الإماميين الجدد واعتبر صداقة أمسِ مع الإصلاحيين ذبيحة قربان يقدمها على أعتاب الإماميين الجدد فما كان من قدر الله وسننه التي لا تعرف ولا تعترف بمنطق المصالح إلا أن جلدته بدرسها القاسي ليجد نفسه هو الذبيحة والقربان غير المُتَقبَّل .

إن المبادئ كانت دائما هي الحارس الأمين الشريف للمصالح المشروعة الشريفة النظيفة للبشر، ذلك أنها تعطيهم مصالحهم بكرامة وبشكل دائم، وحينما يتخلى البشر ـ كلُّ بني البشر - حينما يتخلون عن المبادئ قد يُمهلهم العدوُّ فترة وجيزة من الزمن ليأخذوا بعض مصالحهم ثمناً لما تنازلوا عنه من مواقفَ وقيَم، ثم - وعن قريب ما يلبث أن يستلّ لقمة المصالح من أفواههم تاركاً إياهم يتخبطون وسط الخيبة والخسران يعضّون أصابع الندم بدل اللقمة، وعدوّهم يستحييهم أسرى مذلة مجردين من الأمن والمصلحة التي قدموا كل شيء ليشتروها بعد أن جردوا أنفسهم من مبادئهم وكرامتهم وركائز قوتهم .

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص