هزة قلم! شذاذ.. ليسوا بورثة!

تخيل نفسك وأنت رجل مشهور، ويظهر من يسطو على إسمك مدعياً بنوته إليك، أي أنه يدعي أنه ولدك من صلبك! ياترى ماموقف الناس منك ومنه؟ بالتأكيد ستكونون مادة دسمة، ومائدة الكلام الغنية لتكهنات المجتمع، وسوف تلاكون بالألسنة بحق وبغير حق، منهم الشامت، ومنهم الغاضب!

ماذا سيفعل هو، أقصد المدعي؟
وما سيكون موقفك أنت من المدعي عليك، وماذا ستفعل به؟؟
لابد أن يشكيك أو تشكيه للقضاء.. فهذه طامة حلت عليك، إن لم تفصلها اليوم في حياتك فإنها ستجر عليك الويلات حياً وبعد مماتك. وستضر بأبناءك الشرعيين كذلك.
وعلى الرجل المدعي أن يثبت صدق ادعاءه وإلا يؤدب بحكم قضائي، بعد أن تفصل المحكمة في القضية "البينة على من ادعى، واليمين على من أنكر".
هذا حين يكون المدعى عليه حيا، لأنه يستطيع الدفاع عن نفسه حينئذ.
وماذا لو كان الرجل ميتاً، وظهر المدعي بعد موته كما يحصل في كثير من الحالات؟ هنا تكون المسألة أعقد قليلا، لأن فيها نسب دم وميراث! وقد تطول المسألة في المحكمة، وتعطل قسمة التركة.. الخ
 
فياترى ماذا نقول ونحن شهود على أدعياء النسب إلى رسول الله (ص)؟؟؟؟
هؤلاء الذين نهبوا ويريدون إنتهاب المزيد من خيرات الأمة بدون أدنى حق، عن طريق الإنتساب العرقي الزائف إلى خير خلق الله محمد بن عبدالله صلوات وربي وسلامه عليه. إنهم حثالات الشعوب، مجهولة النسب، أدعياء الكرامة بالالتصاق للنسب النبوي، فهم ليسوا سوى شراذم من نهاب الشعوب، وشذاذ الآفاق، ولا أصل لهم في العروبة والنسب، وإن كان لبعضهم إنتساب عربي، لكنهم أبوا إلا أن يلحقوا بأولئك الموتورين!
 
الغريب في الأمر هو كيف انطلت حيلتهم تلك على الأمة طوال هذه القرون الماضية؟ وكيف تلقتها الأمة بكل سذاجة مع أن القرآن والسنة قد وضحا وفصلا في هذا الأمر بعلمٍ ووحيٍ إلهي مسبق؟
والأغرب من هذا هو قبول "العلماء"، و "المشائخ" لهذا الأمر وكأنه مسلمةٌ من مسلمات الدين وبديهة من بديهاته بعد أن قال الله تعالى عنهم: "هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون؟" يعلمون ماذا؟ يعلمون التشريع والقرآن والسنة.. أليس كذلك؟؟؟
فما بالهم نزلوا إلى أدنى مراتب الجهالة؟ بل ما بالهم شاركوا في إضلال الأمة عن دينها البين الواضح الكامل؟؟؟ القدامى بتثبيتهم لخزعبلات الشيعة والهواشم، والمتأخرون بترديد ألحانهم تارة، وبالسكوت عن الحق تارة أخرى؟؟؟؟؟
ألم يقل عنهم رسول الله (ص): "العلماء ورثة الأنبياء!"
فماذا ورث علماؤنا؟ وأين العلم الذي منحوا إياه لتبيان الحق وإرشاد الناس إلى الهدى؟!
لا يسعنا إلا أن نقول فيهم: لا حول ولا قوة إلا بالله!
 
أما النصابون والأفاكون وشذاذ الآفاق فنقول لهم، قال رسول الله (ص): "نحن معاشر الأنبياء لا نُوَرِّثْ. ما تركناه صدقة!". وقال (ص): "... العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولأ درهمًا، ورثوا العلم. فمن أخذه أخذ بحظٍ وافرٍ!".
فمن أين أتوا هؤلاء النصابون الأفاكون أصحاب الهاشمية وأدعياء آل النبي بالميراث - الخمس - من أموال الناس والدولة؟
ناهيك عن وضوح آيات القرآن في نسله:
"ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين"، "واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل".
ففي الأولى بيان واضح عن انقطاع النسب، وقد علم الله أنه سيأتي أقوام من بعد يدعون ماليس فيهم، لذلك قال تعالى بعدها: "وكان الله بكل شيءٍ عليما". يعني نعلم منكم هذا الإفتراء قبل أن تفعلوه.
وفي الثانية ذو القربى هم أقارب المجاهدين المحاربين الغانمين. وهكذا حكم الخليفة العادل عمر حين وزع الغنائم ورفض توزيع الأراضي المفتوحة على المجاهدين، وقال هي ملك لأمة محمد ممن يأتي بعدنا.
فمن أين أتاهم العلم اللدنِّي الخاص بهم وأن الخمس لهم، ولم يأت لغيرهم؟؟؟؟؟
أما بالنسبة لإلباس الرسول (ص) صفات تفوق صفات البشر، وكأنه من جنس آخر، فهذا أيضا قد رد عليهم القرآن قبل ١٥ قرناً وعلى لسان نبي الله (ص) نفسه:
"قل إنما أنا بشر يوحي إلى أنما إلٰٰهكم إلٰه واحد". فنفى عن نفسه صفة الفوقية والاستثنائية من البشرية. فهو بشر يتصف بصفات البشر، واصطفاه الله من بين خلقه ليكون للعالمين هاديا وبشيرا ونذيرا، وداعيا إلى الله وسراجا منيرا.
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص