الرسم في الخيال ..قصة قصيرة - محمد هائل السامعي

بعد انتهاء المحاضرة، وفي ساحة الكلية جلسا الاثنان كل واحد مقابل الآخر، كان يتأملها بشغف، وباستطاعتهُ أخذ صورة لها، لقضاء بقية يومه مستمتعاً بمشاهدة صورتها على جواله، لكن الخوف ردعه، فذهب يتخيل ردة فعلها، وكيف اذا شكته الى عمادة الكلية؟!
كان الشاب يمتلك مهارة فن الرسم، وفي لحظات رسمها على غلاف دفتر محاضراته.
كم تمنى في نفسه ان يبطئ الوقت لتطول الاستراحة، لكن تعالت اصوات زملائه وهم يهمون بدخول المحاضرة، خيبت أمله، معلنا نهاية الاستراحة.
دخل الشاب القاعة، وبدات المحاضرة،وضع الدفتر على الطاولة وظل يحدُق في تلك الرسمة، وغاص في تفكير عميق، متخيلا كل تفاصيل تلك اللحظات الاجمل في حياته، غاص في ملامح وجهها، حركات عينيها، وسحر ابتسامتها.
وظل غارقا في تخيلاته ولم يفق إلا بعد انتهاء المحاضرة. ليلتفت يمنة ويسرى، لم يبق في القاعة احد غيره، نهض مسرعاً نحو الباب، لعله يلحق باحدهم. تاركاً دفتر محاضراته على الطاولة.
في اليوم التالي، اعتلت الفتاة منصة القاعة، ملوحة بدفتر في يديها: من صاحب هذا الدفتر المفقود!
صاح الجميع وبصوت واحد:
إنه دفترك..
إنه دفترك.
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص