هزة قلم! الثورة تحتاج إلى طغيان!
2020/06/14 - الساعة 09:58 مساءاً
لماذا تجعلون من أنفسكم آلهة؟
لماذا تسكتون كل صوت بسطوة الإله؟
لماذا تخرسون كل همس بسوط المذهب وحد سيف السلالة؟
ولماذا تزهقون الأرواح برصاصة مسدس قدسية الحاكم؟؟؟ لماذا ولماذا ولماذا...؟؟؟
ما أوقح وأقبح سطوة الجيوش، وما أقبحها حين تذهب تعلم العقول الإيمان بالله أو بالمذهب، أو بالنظام و الزعيم الملهم. وحين تذهب تفسر مزايا الحاكم القديس وصدقه، وتبرر له ظلمه وطغيانه وجبروته، فيذهب يسكت ويرهب ويميت كل ما في العقول والنفوس من احتمالات البسالة والذكاء والإبداع!
وما أتفه الشعب وأبلده حين يقبل أن يقتل الطاغية أحلامه، ويدوس كرامته وإنسانيته، ويحولهم إلى عبيد أو إلى مواطنين من درجة ثانية وثالثة ورابعه، ولا ينهض لمجابهة كل ذلك، ويثور!
وما أحقره من زمن حين يجتمع الإثنان معا: الطاغية المقدس والشعب المهان المداس المنصاع.
الثورة هي الخلاص الوحيد لكل شرور، ولكل مآثم الطغيان!
الثورة هي النفخة لروح جسد الوطن المغيب وعيه، المسجى بكفن الموتى الأسود ذي الرائحة الرهيبة!
الثورة حياة للشعوب الحرة.. ماء للأرض المجدبة المقفرة! حين يثور الشعب لأجل نفسه، لأجل حريته وكرامته وإنسانيته..
يثور الشعب يوم يشعر بقيمة ذاته، ويعرف أنه مواطن لوطن نهبه الطاغية وعشيرته وزبانيته، وباعوا خيراته للعميل الأجنبي ليعيشوا هم ويموت المواطن.
تار ٢٦ سبتمبر بالوطنيين الشرفاء، وثارت معهم الجماهيروانتصرت الثورة وقامت الجمهورية.. لكنها عادت ونكصت الثورة.. بل لم تنكص وإنما تقهقر المد الثوري السبتمبري لمصلحة من ثار عليهم، حيت أنهم استطاعوا الإلتفاف على الثورة والجمهورية.
هل الثورة تحتاج إلى نيران تحفظها ملتهبة وتحميها من الإخماد؟
هل الثورة على الطغيان مضطرة إلى طغيان؟؟
نعم هي تحتاج إلى وقود وحطب كي تظل مستعرة، ومضطرة إلى طغيان لأنها قامت على طغيان مسلح، فلابد لها من طغيان يحميها من مخلفات الطغيان وتكالب المؤامرات، والثورات المضادة.
بل هو مطلب وطني، وغاية شعبية على أساس أن طغيان الثورة قتال ضد القتال أو طغيان ضد آثار طغيان، ليتمكن من هدم الهياكل الفرعونية، ويحرض الشعب على الثورة أن انطلقوا، انطلقوا.. لأن الحق الأعزل لا يثبت أمام الباطل المسلح…
يتباكى الأعداء على الحرية، على الديمقراطية التي كانت، وعلى الرفاهية التي نسفت بفعل الثورة، لكن لمن كانت تلك الديمقراطية والرفاهية؟ أللشعب كانت أم للطغمة الحاكمة الفاسدة آنذاك؟
لم يحظ الشعب بغير القهر، ولم يكن له من الحرية والديمقراطية إلا الفتات من الآراء الهامشية، والنقاشات الجدلية العقيمة بغرض الإلهاء.. ثم وبعد ذلك فأنت مطالب أيها المواطن بأن تشكر الطاغية، وتقدم له الولاء والطاعة. تحقرني وتذلني وتخيفني، وتهدر كرامتي ودمي وحرمتي، وتنهب حقي وحريتي ثم تطالبني أن أهتف لك وباسمك واسم عائلتك ومذهبك وقطيعك؟؟؟!!!
النواح على الحرية هو أشهر سلاح في يد أعداء الثورات.
الثورة تعبير عن الشعب بأن الشعب لكل الشعب! إذاً فلابد للثورة من طغيان، ولكن لمصارعة الطغيان، ولكي ينطلق الشعب وتنتصر ثورته.
فالشعب الذي يولد من الموت هو الذي يقهر الموت!
إضافة تعليق