ما أشبه اليوم بالبارحة

 

                               سهير السمان

أثناء انعقاد مؤتمر الحوار الوطني بعد ثورة 2011 والذي ضم جميع المكونات السياسية والمدنية وكانت اليمن على أعتاب تأسيس مرحلة جديدة لنظام سياسي ومجتمعي يضمن الشراكة والعدالة للجميع، حسب ما كان  يراد من هذا الحدث التاريخي، كانت فصائل الانقلاب الحوثية تعمل على اقتحام المحافظات الشمالية، وتسقط تواجد الشرعية المعترف بها دوليا، والمدعومة إقليميا.

 والغريب في الأمر أن تحركات الانقلاب تلك كانت على مرأى ومسمع الداعمين الدوليين والاقليميين، والأغرب أن مكوناتهم السياسية كانت مشاركة في دهاليز المؤتمر.

واليوم يتكرر الحدث، ولكن هذه المرة مع انقلاب في المناطق الجنوبية. ويجتمع الأطراف أنفسهم تحت قيادة التحالف نفس الداعم الإقليمي وفي الرياض ملجأ الحكومة الشرعية، من أجل التوصل إلى حل سياسي مع الانقلاب الجنوبي.

وها هي الشرعية تسقط مرة أخرى، ويستمر فتح جبهات المعارك في المحافظات الجنوبية، ويظل التحالف في تمثيل دور الراعي الرسمي للشرعية، والحفاظ على تواجدها. محادثات غير مباشرة يعقدها السعوديون بين الحكومة والانتقالي، تتركز على تنفيذ اتفاق الرياض وإعادة تطبيع الأوضاع في سقطرى، التي وصل محافظها هو الآخر إلى الرياض على متن طائرة سعودية.

وتأتي هذه التطورات عقب سيطرة الانتقالي على جزيرة سقطرى، وفرضهم الإدارة الذاتية على الجزيرة البعيدة عن مجرى الحرب الذي تعيشه البلاد.

وتصل اللجنة العسكرية سعودية إلى أبين لفرض ومراقبة وقف إطلاق للنار بين الانتقالي وقوات الحكومة، و لكن مع تجدد المواجهات العسكرية بين الحكومة والانتقالي بشكل يومي، وما نستغربه كيف تعقد المفاوضات والمعارك مستمرة على الأرض. وكأن تواجد الشرعية أصبح يشرعن تلك الانقلابات، ويدعم الفوضى، ويبقي اليمن على صفيح ساحن من الأنات والموت اليومي. ولم يبق من هذا الوطن سوى اسمه المغضوب عليه.   

 ما حدث وما يحدث أصبح مكشوفا، والمخطط بات معروفا، و الموجع هو موقف الشرعية الذي لا يزال حتى اللحظة يغض الطرف عن كل ما يحدث، وأصبح هدفها هو الحفاظ على تواجدها في فنادق الرياض.  

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص