بين الحرب والحصار الاقتصادي

 

 

بلغت اليمن حصارا اقتصاديا طال واستطال مع استمرار الحرب التي أوجد الأطراف وداعميهم لها المبررات، فكل طرف قد خلق أسبابها وشرعها؛ ليصبح القتل والتجويع هو من نصيب المواطن في أرضه.

 حصار تصرُ عليه قوى التحالف من أجل التضييق على الحوثيين، ولكنه حصار يطال الشعب اليمني لإنهاكه، وتجويعه، خمس سنوات، ودول التحالف تصد عبر وسائل إعلامها، معاركها الوهمية التي تخوضوها ضد ميليشيا الحوثي الانقلابية.

وميليشيات تشرعن وجودها لرفد الجبهات وإبقاء المعارك مشتعلة، وجود تستقيه من كلمات السيد، وملازمه، لتملك الحق في إراقة دماء اليمنيين وإبقاء دماءها الطاهرة تجري في عروقها.

 ولا أحد يملك محاسبة وطرح الأسئلة على أمراء وتجار الحروب؛ فما الذي قدمه تدخل دول التحالف من أجل إنهاء هذا الانقلاب؟  وما الذي صنعه الحوثيون للاستقرار الاقتصادي لمواطن لم يعد يجد  حتى مرتبه الشهري البسيط.

لقد نفذ مخزون شركة النفط اليمنية بشكل كامل  وهو ما جاء في خبر الوقفة الاحتجاجية في صنعاء يوم أمس أمام مبنى الأمم المتحدة، مما ينذر من توقف كافة القطاعات الصحية الخدمية خلال الأيام القادمة.

 ولكن تظل الأمم  المتحدة الجهة التي توفر الغطاء للتحالف للاستمرار في احتجاز سفن النفط الذي تشارف فترة احتجاز بعضها على العام. والغطاء أيضا لاستمرار تعنت الحوثيين.

ما الذي أدى له هذا الحصار الذي لا نجد له تعبيرا مناسبا سوى أنه حصار متعمد، لا علاقة له بالحرب ضد الحوثيين. حصار أدى إلى انهيار كبير للعملة اليمنية أمام العملات الأجنبية ليصل اليوم  قيمة الدولار إلى أكثر من 800 ريال يمني أمام تجاهل كبير من الحكومة الشرعية القابعة في الفنادق.

ما الذي وصل إليه التحالف من إشعال هذه الحرب، سوى مزيدا من إمداداته لتفريع وتفريخ جبهات القتال في الداخل بين الجناح الحكومي الشرعي الذي يأوي قياداته، أو بتعبير أصح يحتجز قياداته ومسؤوليه، على رضا وتوافق منهم.

وها هي المعارك التي لا تهدأ على الأرض حسب المصادر العسكرية، كمائن لجنود من منتسبي القوات الحكومية تنصبها قوات مسلحة تابعة للمجلس الانتقالي في المحافظات الجنوبية، هجوم واغتيالات بين الأطراف المتصارعة، وتأجيج للفرقة والشقاق يضرب بأي اتفاقات وكأنا بها اتفاقات لاستمرار الحرب.  

  قذائف يمطرها الحوثيين في تعز ومأرب والحديدة ليذهب ضحيتها الأطفال والنساء، وضحايا القنص والألغام، التي لا تفرق بين ماشيا وراكبا، بين جندي ومواطن، بين طفل ومسن، هي الحرب فقط، ضد من، ولمن وإلى أين المفر؟ حصار فقط يتجرعه الشعب اليمني، وعيش أشبه بالاحتضار الطويل.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص