أوراق البرلمان.. ومشاورات السلام في اليمن

كل ما صفت غيمت، وقالت الأيام هذا مبتداها، وهو الحال بالنسبة للحرب في اليمن، والتقاعس الحكومي في إنهاء ذلك العذاب الذي يعيشه الشعب اليمني من خلال اتخاذ قرارات وطنية تاريخية لإنهاء معاناة الشعب اليمني من الجبروت الحوثي وقطع الطريق أمام التمدد الإيراني.

لم تكترث الحكومة اليمنية لمطالب شعبها بإنقاذهم من الظلم الحوثي، والقتل اليومي الذي يمارسه الحوثيين أو جماعات محسوبة عليهم، ولم تستمع إلى نداء القبائل اليمنية على الأقل لإسنادها في معارك الدفاع عن الشرف والعرض، ومعركة الانتصار للجمهورية.

هناك غضبًا شعبيًا من أسلوب إدارة الحرب من قبل الحكومة اليمنية، وسكوت البرلمان، وسباتهما العميق وسط قيادة الحوثي لكثير من اليمنيين إلى محارق الموت، للدفاع عن المشروع الإيراني في اليمن، دون أن تحرك الحكومة جبهة واحدة على أقل تقدير، لممارسة الضغط على هذه الجماعة المارقة.

النوم الحكومي والصراع على المناصب السياسية، جعلت القبائل اليمنية تتحرك منفردة في الجوف، والتي حققت وما زالت انتصارات كبيرة، وباتت على مرمى حجر من استعادة مركز محافظة الجوف مستعيدة أمل اليمنيين بالقبيلة، ويبدو أن هذا الأمل أقلق مارتن غريفيث الذي بدأ التحرك الفوري بهدف، تخدير الحكومة القبائل، أن الحل السياسي قادم، وهو ما سيكون لذلك نتيجة عكسية في الميدان.

تحرك مارتن غريفيث في هذا التوقيت، يأتي بعد تقرير خبراء الأمم المتحدة الذي يعد بمثابة ابتزاز للحكومة اليمنية والتحالف العربي، وهو ما يشير إلى مساعي دولية لتسليم اليمن للحوثي بعد أن فشلت الشرعية في استعادة اليمن لليمنيين، إضافة إلى تزايد المطالب الشعبي بتجمد اتفاقية ستوكهولم.

وفقًا للأخبار المتداولة، فمبعوث الأمم المتحدة لليمن مارتن غريفيث، بدأ التحرك لبحث ما يقال إنها مسودة أخيرة للإعلان المشترك لوقف إطلاق النار الشامل وبدء المشاورات السياسية لحل النزاع، بعد تزايد الضغوط الشعبية على الحكومة اليمنية لإعلان تجميد اتفاقية ستوكهولم، دون أن يتحرك منذ قبل لوقف تمدد ذراع إيران في اليمن.

التقي في مستهل لقاءاته برئيس مجلس النواب، الذي قال إنه تواق لعملية السلام، رغم علمه أن الحوثي لا يعرف لغة السلام، بل يعرف لغة القوة، ولجأ إلى اتفاقية ستوكهولم نتيجة لغة القوة التي استخدمت ضده.

حقيقة، تصريحات الشيخ سلطان البركاني، بعد لقائه بالمبعوث الأممي مارتن غريفيث مخيبة للآمال الشعبية، وكنا نتمنى أن يكون الحديث مع غريفيث أو مع أي وسيط دولي، هو  كيف يمكن مواجهة الشعب اليمني الضاغط على الحكومة اليمنية بتجميد اتفاق ستوكهولم، لا الحديث عن السلام الذي يرفضه الحوثي أصلا.

تستطيع الحكومة اليمنية، إرباك الحوثيين، ورد الصاع صاعين للدول التي تضغط عليها من أجل الامتثال لشروط الحوثي حول مشاورات السلام، من خلال إعلان تجميد اتفاقية ستوكهولم بعد قرابة السنتين من توقيعها وفشلها، مستغلة الضغط الشعبي، وكذلك عدم المصادقة عليها من قبل البرلمان اليمني.

 البرلمان اليمني، يستطيع أيضًا أن يحرك المياه الراكدة، ولديه خيارات كثيرة في هذا الأمر، والشعب اليمني يعول عليه أكثر، باستخدام أوراق كثير من أجل استعادة البلاد، وقطع التمدد الإيراني في اليمن، فمثلًا خيار عدم الموافقة على اتفاقية الحكومة اليمنية مع المليشيا الحوثي في السويد نهاية العام 2018، وهناك أوراق كثيرة يمكن أن يستخدمها مجلس النواب ليكون له وزنًا شعبيًا وعربيًا ودوليًا.

• نقلًا عن الرأي برس

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص