تحيل علينا الذكرى الثامنة والخمسون من الأعياد الوطنية لثورتي 26سبتمبر و14 من أكتوبر المجيدتين
*فعلى الرغم من التهويل الاعلامي والجماهيري والشعبي للاحتفالات التي تنظم بهذه المناسبات الوطنية لإحياء الذكرى السنوية للثورة اليمنية الإ أن كل ذلك التهويل يذهب سدا دون أن يحقق أي مصلحة عليا في سبيل تعزيز وترسيخ مبادئ وأهداف الثورة اليمنية في أوساط المجتمع المحلي وحفر هذه المناسبة في قلوب اليمنيين من خلال إهتمام ورعاية الدولة لمناضليها الأحرار الذين بذلوا كل التضحيات الجسيمة في سبيل مقارعة النظام الإمامي الكهنوتي ممن شاركوا في معارك الحفاظ على الثورة ومكتسباتها، وأسهموا في تأسيس الجمهورية في اليمن.
*اليوم وبعد مرور مايقارب عن 58 عاما من إنتصار الثورة اليمنية السادس والعشرون من سبتمبر المجيد لايزال هناك العديد من الأبطال الأشاوس الذين سطروا أروع الملاحم البطولية والنضالية حيث أن المتابع جيدا للأغلبية العظمى لهؤلاء المناضلين سيعلم جيدا بأن معظمهم لا يجد قيمة الدواء لاسيما وأن مرتباتهم الشهرية لا تتجاوز سته وعشرون الف ريال كأحد ادنى أو خمسون ألف ريال كأحد أعلى في أحسن الاحوال كون تمت إحالتهم للتقاعد الوظيفة دون عمل أي تسويات*
*مؤسف جدا حال الثورات الشعيبية حيث يقوم بها المناضلين الأحرار الذين لا يجيدون بعد إنتصارها حبة دواء بينما من كان يتآمر على إفشالها أصبح ينعم بكل مقدرات الدولة وبدون رقيب أو حسيب*
*قد لا يخفي على عاقل أن هناك العديد من الشخصيات الوطنية البارزة من كبار أركان الجيش اليمني وممن كانت لهم إسهامات وطنية عريقة في سبيل الثورة اليمنية والدفاع عنها ماتوا بصمت دون أن يحظى أحدهم بأي إهتمام ورعاية من الدولة على غراء بعض الشهائد الكرتونية والأوسمة الحديدية التي لا تغني ولا تسمن من جوع*
*هناك الكثير من الأسماء من مناضلي الثورة اليمنية الذي تغيب دورهم النضالي والوطني عن ذاكرة اليمنيين كأمثال القردعي الذي علمنا مؤخرا بنضالة الوطني بعد أن كان مغيب تماما عن ذاكرة التاريخ*
*كثير من مناضلي ثورة السادس والعشرون من سبتمبر والرابع عشر من أكتوبر ماتوا بدون أن يتم إعطائهم أي حق من حقوقهم ولو من باب الإنصاف والعرفان والوفاء*
*بينما لايزال بعضهم يعاني من التهميش والإقصاء ليس على المستوى السياسي وإنما على المستوى المعيشي فحتى على مستوى صرف عشر حبات كدم التي كانت تصرف سابقا لمناضلي الثورة اليمنية توفقت منذ بداية الحرب باليمن*
*ليبقى ذلك المناضل الوطني الشريف قعيد مريض لا يملك قيمة حبة دواء أو عشر حبات كدم ناهيك عن عدم إنتظام صرف مرتباتهم الشهرية التي تأتي بعد إنتظار وعناء يصل إلى أشهر متتالية*
*أن المناضلون الآباء من الرعيل الأول أدركوا خطر الكيان العنصري الكهنوتي على اليمن أرضاً وإنساناً فواجهوه بكل صلابة واستبسال وقدموا في سبيل ذلك الغالي والنفيس حفاظا على حق الأجيال القادمة في العيش بكرامة*
*أفلا يستحقون للفتة كريمة من قبل الدولة لاسيما في ظل الوقت الحالي مع كبر سنهم تقديرا لدورهم النضالي في الحفاظ على مكتسبات الثورة اليمنية وتعزيز النظام الجمهوري ومحاربة النظام الإمامي الكهنوتي البغيظ*