وداعاً عبدالله وعند الله تجتمع الخصوم

كم أصبح هذا الوطن شبيهاً بتلك الغرفة التي قتلوكَ فيها يا عبدالله ،و كم اصبح ضيقاً رغم إتساعه مذلاً و غادراً رغم كُثر اوفيائه ، لم تكن وحدك من مات في تلك الغرفة اللعينة جميعنا ما زلنا نموت و بلا توقف مع كل تفاصيل جديدة لساعاتك الاخيرة فيها ، لم يغتالوك وحدك بل اغتالونا جميعاً و اطفئوا بدواخلنا ما تبقى من احاسيس أمانٍ زائفة ،و افقدونا و للأسف رهاننا الأخير في اخلاق اليمني و كرمه مهما نالت منه الحرب ، خسرنا جميعاً حين كشفوا لنا حقيقة أن مثل هؤلاء الوحوش يعيشون بيننا و لم نتعرف عليهم إلا وهم يوسعوكَ ضرباً و عذاباً في تلك الغرفة حتى قتلوك . 

مذ قتلوك و رأينا ذلك اظهروا لنا كم كم كان رهاننا خاسراً على نبل و شجاعة اليمني الذي مهما جوعته الحرب و شردته فلن يأكل بشرفه و لن يفرط بعرضه أو عرض غيره فليس في الاعراض خلاف و "عرضي هو عرضك " هكذا نشأنا و عشنا طويلاً فمن اين ظهر هولاء ؟

كيف سنعيش و بيننا هولاء و كيف سنسامح انفسنا إن صدقنا فُتات الحقيقة التي ترمي لنا بها سلطة الامر الواقع في صنعاء و قد استطعت و حيداً و بشجاعة فرطّ عقدهم النتن كيف يمكن لنا أن نقبل ببعض الحقيفة و ساعات تعذيبك الموثقة تكشف كل الحقيقة؟  كيف سنأمن على صغارنا و بناتنا و انفسنا و مازال الاعلام الامني للحوثي يطمس الحقيقة و يمييع الجريمة و يمسح على وجوهنا جميعاً بدماء العار ؟  كيف نصدق أنهم خمسةٌ فقط و ننسى الكلاب سادتهم الذين مازالوا ينهشون اعراضنا في تلك الغرف اللعينة .. فما يحدث حتى الان في سير التحقيقات المستفزة يضعنا أمام حقيقة بأن الدعارة المنظمة ستصبح امراً مألوفاً و تحت عين السلطة بل و اشرافها وقد نرى لها عقود و بالساعات كما يحدث في بغداد و سوريا و بمباركة العمائم السوداء و ما تلك الحكايات التي تظهر بين الفينة و الاخرى إلا غيث من فيض .. فهذا الإستغفال و الإستخفاف بعقول الناس رغم  افتضاح الجريمة و ظهورها للرأي العام بإظهار المجرمين بأحسن حال و بإعترافات لا داعٍ لها تصورهم كما لو أنهم ما احتجزوك في الغرفة إلا للضرب لكنك مت و من تلقاء نفسك وحسب ، هم  يصفعوننا بواقع مر مفاده لن يكون إلا ما نريده و لن تعرفوا سوى ما نقوله ،لذا لكل من في صنعاء و كل من لديه ضمير و هزته جريمة مقتل عبدالله مدافعاً عن شرفنا جميع ..ارجوكم استمروا ب  الضغط الجماهيري و ليكن  مزلزلاً كزلزلة الجريمة الشنعاء ، مستمراً حتى تجد روح عبدالله العدالة منا كما وقد وجدها في السماء ، استمروا و لا تأملوا كثيراً على سلطات مشاركة للمجرمين و للجريمة بكشف الحقيقة و لا تنتظروا معرفة دافع التخلص من الشهيد و بتلك الوحشية فما سيحدث هو التخلص فقط من الوجوه التي ظهرت في الفيديو لأنها صارت بالنسبه للمجرمين الكبار مجرد كروت محروقة .. و " الجواب باين من عنوانه" فالتحقيقات الاضحوكة هي عنوان العدالة التي ينشدها الناس هناك من مليشيا،و منع التظاهرات الغاضبة و الداعمة للعدالة للشهيد دليل اخر يفضح القتله وسادتهم ،لكن ورغم ذلك اصرخوا بصوتنا جميعاً و طالبوا بحقنا و حقكم في العدالة فما نيل المطالب بالتمني و لكن تؤخذ الدنيا غلابا و ما ضاع حقٌ من ورائه مطالب .
 استمروا.. استمروا بالضغط و الخروج للشارع فلربما تنعشون فينا الحياة التي اخذوها منا في تلك الغرفة.. 
 اخيراً  .. وداعاً عبدالله وداعاً يا شهيد و داعاً و عند الله تجتمع الخصوم.

 

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص