الجيش الوطني ( تشكيل الالوية العسكرية )

يتم تشكيل الالوية العسكرية حسب قوانين صارمة، ليس فيها محاباة أو تساهل، لأن الهدف من تشكيل هذه الالوية هو زيادة تنظيم الجيش وتطويره وتوسيع اختصاصات هذه الالوية، فهذا لهذه المهمة وذاك لأخرى، كما يتم تأهيل هذه الالوية بما تحتاجه المؤسسة العسكرية من تخصصات في مجال الفنون العسكرية والقتالية، و إن من أهم ما يجب أن تتميز به هذه الالوية ولائها الوطني وإبعادها عن العصبيات المناطقية والحزبية والقبلية، لأن هذه العصبيات هي أول مسمار يدق في جدار الوطن مما يؤدي لتمزقه وتفتت قواته، وفي ظل الحرب التي تدور رحاها بين سلطة انقلابية استطاعت السيطرة على بعض وحدات الجيش على أساس قبلي ومذهبي وبين شرعية اضطرت إلى إعادة تشكيل جيش وطني جديد يدمج ما بقي من جيش الدولة مع المقاومة الشعبية التي تشكلت عقب الانقلاب، كانت الضرورة تقتضي أن يتم قبول أي شخص مستعد وقادر على القتال في اطار هذا الجيش، مرت سنوات وظهرت بوادر سيطرة توجه حزبي معين على الجيش، وهذا مؤشر خطير ويتمثل الخطر في المستقبل الذي سيكون عليه جيش من المفترض أن يكون ولاؤه لله ثم الوطن، حيث سيكون جيش يعمل على خدمة مصالح حزب معين أو قبائل معينة أو مناطق بعينها، وهذا هو جوهر الاشكالية القائمة في الجيش الوطني المدافع عن شرعية الدولة اليمنية وعن مخرجات الحوار الوطني التي تتناقض مع ما يتم عمله في المؤسسة العسكرية الحالية، ومن المفترض على القيادات المتمرسة والتي لها تاريخ عسكري التنبه لهذه المخاطر وأن تعمل جل جهدها من أجل بناء جيش وطني حقيقي كما قال ذات يوم الشهيد القائد عبد الرب الشدادي رحمة الله عليه ( إذا اردنا بناء جيش وطني حقيقي فلا بدي أن نبعده عن الولاءات الحزبية والقبلية والاسرية وأن يكون جيش ولاؤه لله ثم الوطن والثورة ) بهذا المعنى لخص الشهيد القائد الشدادي ما يجب أن يكون عليه جيش الوطن، ونعتقد أن ما يصير اليوم من حزبنة الجيش هو سبب رئيسي لعدم حسم الحرب وان كانت هناك أسباب اخرى لكن يظل عامل السيطرة الحزبية والقبلية والاسرية على الجيش الوطني أو بعضه هو أحد اهم عوامل تأخير حسم المعركة، ذلك أن هذا التوجه ولد مخاوف داخلية وخارجية، داخلية بإمكانية استخدام الجيش في المستقبل لضرب القوى الاخرى، والعمل على إنتاج سلطة حاكمة تستمد بقائها من تبعية الجيش لها، وخارجية من نظرة الجوار المريبة والمليئة بالمخاوف من هذه السيطرة لاحتمالية أن تكون في المستقبل قوة لزعزعة امنها واستقرارها، كنتيجة لصراع اقليمي بين دول المنطقة لضرب مصالح بعضها ، تسبب ذلك بالعمل من جهة التحالف على صنع مكونات عسكرية غير الجيش الوطني الرسمي لمواجهة هذا الواقع، فتم تشكيل الاحزمة الامنية والنخب العسكرية في محافظات جنوبية وتم تشكيل حراس الجمهورية في الساحل الغربي وكذلك القوة الضاربة الوية العمالقة التي يقودها السلفيون وابناء الصبيحة، وكل ذلك حتى لا تكون سيطرة حزب وتوجه معين هو المحرك والمتحكم بالجيش الذي هو قوة البلاد، وهنا نقصد بذلك حزب الإصلاح الذي لا يتعظ من كل ما يجري ويصر على السيطرة على الجيش، وبالذات في تعز وما زال الى اليوم يحاول تشكيل الوية عسكرية وتفريخها من رحم الوية موجودة، واضعاف بعض الالوية كاللواء 35 مدرع الذي تمكن من السيطرة عليه بعد اغتيال الشهيد القائد / عدنان الحمادي رحمة الله عليه، والذي كان يرفض الجمع بين العمل الحزبي والعمل العسكري وكانت له مواقف ضد تدخل الاحزاب في العمل العسكري، وكان يقول أن من يدخل الجيش من الحزبيين عليه أن يخلع الحزبية ويضعها خارج المعسكر، وان على القادة العسكريين أن يتوجهوا للعمل في معسكراتهم لا في مجالس ومقايل الأحزاب، ويعتقد كثيرون أنه اغتيل بسبب توجهه هذا ومحاولته بناء جيش وطني ولاؤه لله والوطن والثورة، ولن يفلح هذا الجيش الذي نراه إلا عندما يبتعد عن سيطرة الأحزاب وسيطرة العشائر والاسر، ويتم تنقيته من الاسماء الوهمية التي تستنزف قدراته لصالح قوى الفساد داخل الشرعية.. وان يكون تشكيل الالوية بناء لإحتياجات عسكرية وطنية.. وكذلك إنشاء المعسكرات تكون بتوجيه من القيادة العسكرية للبلاد.. واقصد رأس السلطة القائد الأعلى فيها.. أما غالبية ما يجري الآن فليس سوى نزعات حزبية للسيطرة على الجيش.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص