تشكيل الحكومة وفق اتفاق الرياض كشف ان اليمن يتجه نحو مشروع الدولة الاتحادية ، وان هذا المشروع هو الحل الأول والاخير ، ولتحقيق هذا المشروع يسعى التحالف العربي والمجتمع الدولي.
1- تشكيل الحكومة كان عبر شبه شمول حزبي ومناطقي كنسخة أولية حققت نسبة الثلث من مخرجات مؤتمر الحوار الوطني ، وهذا التشكيل يعتبر مرحلة أولى من تطبيق تلك المخرجات على الواقع في الجهاز الاداري لتمهد لمرحلة ثانية يتم تطبيق نسبة الثلثين من مخرجات الحوار عبر استيعاب المرأة وتمثيل بقية المناطق التي لم يتم تمثيلها ليمهد ذاك لمرحلة ثالثة يتم تطبيق فيها نظام الأقاليم وتشكيل جهاز اداري لكل اقليم.
2- أتفاق الرياض كان تعزيز لمشروع الدولة الاتحادية وسيكون ثلاث نسخ في اليمن كلها متساوية وتصب في هدف واحد .
اذ شكل تعزيز لمخرجات الحوار الوطني والمبادرة الخليجية والقرارات الأممية والمرجعيات بما يخدم قانونية الدولة الاتحادية ويرغم المجتمع الدولي على مساندتها.
وسيكون هذا الاتفاق ثلاث نسخ ، الأولى قد تمت من خلال حل الخلاف بين الانتقالي والشرعية ، والثانية ستكون حل الخلاف بين جناح صالح والشرعية ، والثالثة ستكون لايقاف الحرب اذا اذعن الحوثي للسلم وسيكون حصته في تشكيل حكومة كحصة طرف من الاطراف المتشاركة في السلطة والمتشاركة بمؤتمر الحوار والموقعة على مشروع دولة اتحادية .
3- مرور اليمن بثلاث مراحل بشكل عام منذ بداية الحرب حتى نهايتها وفق ثلاث مناطق كل منطقة تمر بثلاث مراحل بشكل خاص وجميعها تخرج لساحة مشروع الدولة الاتحادية.
المنطقة الأولى الجنوب تحريره ثم اتفاق لايقاف الصراع عبر اشراك الانتقالي بحكومة موحدة ، وان عاد الصراع سيتم ابرام اتفاق الأقاليم ، وان ظل الصراع سيتم الاحتكام لمشروع الصندوق عبر انتخاب قادة الاقاليم وكل هذا تطبيق لمخرجات الحوار.
المنطقة الثانية الوسط تعز وإب والحديدة والبيضاءالجوف ومأرب والتي سيتم استكمال تحريرها بعد استكمال المرحلة الأولى في الجنوب لتمر بعدها بثلاث مراحل.
المنطقة الثالثة صنعاء وعمران وصعدة وذمار والتي سيتم الانتقال لتحريرها كاملاً بعد استكمال المرحلة الأولى في المنطقة الوسطى في حالة عدم اذعان الحوثي للسلام .
4- ما يجب أن يفهمه المجلس الانتقالي الجنوبي ان توقيعه على اتفاق الرياض كان بمثل توقيع الحراك على مخرجات الحوار وهذا ما يمنح يقوي مشروع الدولة الاتحادية سياسياً أمام المجتمع الدولي ، وأي صراع في الجنوب سيخوضه الانتقالي بعد تشكيل الحكومة لن يكون صراع بينه وبين الدولة وانما صراع بينه وبين ثلاث مكونات اخرى مؤتمر حضرموت والحراك الوطني الجنوبي ومكون المهرة وحل هذا الصراع لن يكون الا بتطبيق الاقاليم والذي سيجعل الانتقالي متقاسماً لاقليم عدن مع الحراك الوطني ليكون الصراع محصور امام المجتمع الدولي داخل اقليم واحد من اقاليم الجنوب الثلاثة ، واذا اراد الانتقالي الشراكة بسلطة حضرموت المحلية فما عليه الانخراط بمؤتمر حضرموت الجامع وتأييده مالم فلن يستطيع وسيثير صراع مع حضرموت.
وليعلم ان الانتقالي انه الان حقق منجز لكل ابناء الجنوب تمثل عبر مشروع دولة اتحادية ويجب ان يمضي على هذا المنوال بما يخدم منطقة الوسط وبقية الشمال حتى يتم التخلص على الاستحواذ على الدولة والانقلاب عليها.
أما اذا اتجه نحو مشروع انفصال في الجنوب فإن لن يحقق اي نجاحات على المستوى السياسي الدولي بسبب تحول الصراع إلى جنوبي داخلي واذا توصل لشيئ فإنما اجراء استفتاء داخل الجنوب لاختيار الاقاليم او الانفصال والذي سيجعل غالبية الجنوب يختار الاقاليم لانهم يعرفون انها حل مناسب للقضاء على الصراع داخل الجنوب اما مشروع الانفصال فليس سوى اعادة للصراع الداخلي الجنوبي.
5- ما يجب أن يفهمه طارق صالح .
انه ليس هناك من حل سوى الدولة الاتحادية ، وانه مهما اختلف مع الرئيس هادي فليس هناك من حل سوى الالتفاف خلفه وهو الحل المناسب لمحاربة احتكار حزب الاصلاح للسلطة واستخدامه واستفادته من الرئيس هادي ، ويجب الاستفادة مما حدث في الجنوب وبدل تضييع الوقت يجب المطالبة بتطبيق مؤتمر الحوار والسير على ايجاد مشروع الدولة الاتحادية.
كما يجب على طارق ان يفهم ان ظهور الصراع بينه وبين اصلاح تعز بمثابة اظهار صراع بينه وبين ابناء اقليم الجند ، والافضل ان يظهر الصراع اما بين طارق صالح وعلي محسن في تعز ويكون الحل رحيل قوات الطرفين لتحرير صنعاء وترك السلطة في تعز والحديدة لابناء اقليم الجند وتهامة ، أو ان يظهر الصراع بين المؤتمر بقيادة البركاني واصلاح تعز ويتم الوصول لحل مماثل للذي حصل بالجنوب بما يصب في مصلحة ابناء اقليم الجند وتهامة ويمنع احتكار حزب الاصلاح للسيطرة على تعز.
6- ما يجب أن يفهمه حزب الاصلاح.
ان استحواذه واقصاءه وسعيه بكل الطرق للسيطرة على كل مفاصل الدولة كانت سبباً في اثارة الصراع ومحاربة مشروع الدولة الاتحادية واضعاف الرئيس هادي ، وهذا ما صب في مصلحة الحوثي وتأخر معركة التحرير .
ويجب ان يقتنع ويفسح المجال للبقية ويكف عن أثارة المشاكل الداخلية والتصعيد الاعلامي ضد التحالف ، وليعلم انه ليس هناك من حل سوى الدولة الاتحادية ، فلا يحاول ان يبرم اتفافات خفية مع بعض اطراف تصب في مصلحة الحوثي ويتضرر منها ابناء الجنوب والمناطق الوسطى ومشروع الدولة الاتحادية.
7 - ما يجب أن يفهمه الحوثي.
انه ليس هناك من سبيل لبقاء انقلابه واقامة دولته العنصرية في الشمال ، ومهما ظل متمرداً فتحرير صنعاء قادم لا محالة ويتم دحره لآخر معاقله في صعدة.
ولديه فرصة ان يذعن للسلام وينسحب ويقبل بصلح قائم على أساس مشروع دولة اتحادية وفق مخرجات الحوار الوطني الذي هو من ضمن الموقعين عليها لتكون صنعاء للجميع والشراكة لكل الاطراف ، مالم فإن بقاءه متمرداً سيقضي عليه ولن يستطيع بعدها ان يحصل على أي تواجد داخل دولة الشراكة ويمن السلام الاتحادي ، ليعود بعدها متمنياً ونادماً ولا ينفع الندم.