أمشيخ حميد الأحمر وانزعاجه من تشكيل أمحكومة

في تأريخ 27 أبريل عام 2011 ، سافرت أنا ومجموعة من شباب المؤتمر من إب إلى صنعاء لنعتصم هناك في اعتصامات المؤتمر ، وصلنا صنعاء الظهر واتجهنا للتلفزيون لأنه كان لدينا البوم عنوانه لن يرحل قمنا بتسجيله في إب ، والتقينا بالاستاذ احمد الحاوري مدير عام قناة سبأ واعطيناه الالبوم ثم اتجهنا لمدينة الثورة الرياضية حيث كان الاعتصام.
وصلنا بعد العصر واثناء جلوسنا في احدى الخيام لم نلبث خمس دقائق حتى هجم علينا مجموعة من شباب الساحات الاصلاحيين وعناصر تابعة لبيت الاحمر.
خرجنا لندافع عن انفسنا ولم يكن لدينا أي شيئ لا سلاح ولا أحجار ، كان هناك بضعة جنود حراسة للبوابة قلت لهم اطلقوا النار على المعتدين علينا لأنهم سيقتلونا ويقتلوكم فردوا عليا ليس معنا أوامر.
فقلت لهم أعطوني السلاح الشخصي الذي معكم وانا سأطلق عليهم النار فرفضوا.
أيقنت بالموت واخذت هاتفي واتصلت لأهلي في إب وقلت لهم أني سأموت اليوم في صنعاء ، ثم اجريت اتصال للاستاذ احمد الحاوري واخبرته فاستفاد من ذاك الاتصال واخرج كاميرات القناة لجانب مبنى التلفزيون واستطاع ان يقوم بعملية تقريب الهجوم وتصويره وتوثيقه.
الذين هجموا علينا جاءوا ومعهم احجار واقواس وحماية بمسلحين  ، ونحن ليس معنا شيئ ، وكانوا يرموننا بالاحجار ونحن نأخذها ونرميهم بها واشتبكنا معهم واعاننا عليهم ودحرناهم بعد ان جرح منا الكثير وقلعت أعين بعض منا احدهم رجل كبير بالسن بفعل الاقواس التي رمونا بها.
تم نقل الجرحى للمستشفيات بعض منهم تقرر له الرقود والبعض تم علاجه وعاد لمدينة الثورة وأنا واحد منهم.
بعد صلاة العشاء جاء الاستاذ عارف الزوكا رحمه الله وجاء الحاوري.
الحاوري قال لي : بالله يا محمد كيف انتصرتم عليهم ودحرتموهم وانتم قلة .
فقلت اصبحنا  كالقطط التي يحبسوها داخل غرفة ويهجموا عليها فتواجه بشراسة ، ونحن ايقنا بالموت وواجهنا باستماتة.
الاستاذ عارف كان غاضباً جداً وقال هؤلاء جبناء ولا يحترموا انفسهم.
فقلت له يا استاذ ان هجومهم علينا في هذا اليوم الذي يصادف يوم انتخابات تأريخ 27 أبريل  يدل على ايصالهم رسالة لنا انهم لا يؤمنوا بالانتخابات وانهم من عطلوها.
الاستاذ عارف اعجبه كلامي وقال هكذا يتحدثوا الرجال وطلب ان اصرح بهذا الكلام للتلفزيون .. في تلك الاثناء اتصل بي احد اصدقاءي  من ابناء إب كنت قد اخبرته بوجودي بصنعاء وكان لديه فندق بالحصبة ، واخبرني ان فندقه تعرض للاعتداء من قبل عناصر تابعة لحميد الاحمر بحجة انه معلق لصورة الرئيس صالح خلف كرسي الاستقبال ونهبوه اكثر من مبلغ اثنين مليون ومجوهرات كانت كودائع لنزلاء الفندق.
تحركت إليه وعندما وصلت إليه وجدني مجروحاً في قدمي ورأسي فسألني من ضربك ؟
فقلت له سأخبرك بعدين.
قال لي لابد ان نذهب لعند الشيخ حميد الاحمر ونخبره بما فعل اصحابه من اجل اجبارهم ان يردوا ما نهبوه فلا يعقل ان يكونوا راضي بما فعلوا او لديه علم.
قلت في نفسي اذا كان غير راضي فأنا ساخبره بما فعلوا  بنا اصحاب ثورته عندما هجموا علينا لمدينة الثورة.
وصلنا لباب منزل الاحمر فوجدنا عناصر أمام الباب فقال صاحب الفندق بعضهم من الذين اعتدوا على فندقي ، وأنا عرفت بعضهم وقلت في نفسي بعضهم من ضمن الذين اعتدوا علينا.
قال لهم صاحبي الله المستعان عليكم لماذا تفعلون بي هكذا فردوا عليه : كلم أمشيخ.
قال لهم من الذي أمركم بهذا فردوا عليه : أمرنا أمشيخ.
انا ظننت انهم يقولون أن أم الشيخ هي من أمرتهم ، فقلت لصاحبي ليس الشيخ من أمرهم ولكنها أمه وغريب ان النساء تأمر بهذا.
فرد عليا وقال ياهبل معنى امشيخ هو الشيخ نفسه لانهم يستخدمون الميم مكان اللام.
قلنا لهم : هل ممكن نقابل الشيخ ، فردوا أمشيخ مش موجود ولا يمكن احد يقابله.
عاد صاحبي مستاءً بعد ان عرف انهم مأمورين من الشيخ وقال انت مؤتمري وقادر تجيب اطقم تحميني وتقبض على هؤلاء ويردوا ما نهبوه مني ، فقلت له لو كنت قادر لحميت نفسي واخبرته بما حدث لنا في ميدان الثورة ، ووصلت انا واياه لنتيجة  انهم كذابين عندما يقولون ان ثورتهم سلمية وأنهم يؤمنوا بالديمقراطية.
عدت لمدينة الثورة وكنت احيان أتألم واحيان اضحك في تلك الليلة.
اتألم من جراحي واضحك من مقولة أمشيخ.

 ليلة أمس وبعد ان لم يمر سوى مدة يومين منذ اعلان تشكيل الحكومة وفق اتفاق الرياض ، ظهر امشيخ حميد الاحمر بتصريح يشتم فيه التحالف والرئيس هادي ويحكم على الحكومة بالفشل المسبق.
هذا التصريح ناتج عن عدم ايمان حميد وحزبه بالشراكة وفقدانهم لمصالح شخصية وحزبية نتيجة هذا التشكيل.

 هل تتذكرون اول تصريح شتم فيه حميد الرئيس السابق صالح ، كان ذلك بسبب عدم منح صالح بعض المشاريع الاستثمارية لحميد وهذا حسب اعتراف حميد نفسه الذي شتم صالح وقال انه رفض ان يعطيه بعض المشاريع التابعة للدولة ليتقاولها.
لم يكتفي حميد بمشاريع سبأفون والكثير من الشركات وانما اراد ان يتقاول كل المشاريع ، وعندما رفض صالح انقلب حميد ضد صالح واتجه نحو شتمه وسبه حتى ركب موجة ثورة الشباب ليصبح الشباب وثورتهم ضد صالح بسبب رفضه منح مشاريع الدولة لحميد فكانت ثورة من اجل مصالح حميد وضاعت مصلحة الشباب ومصلحة الشعب ومصلحة الوطن.
سبب ذاك التصريح الذي شتم فيه حميد صالح ، هو نفس السبب الذي جعل حميد يشتم هادي.

 حزب الاصلاح وميليشيات الحوثي لا يؤمنوا بالسلام ولا بالديمقراطية ولا بالشراكة ولا بقبول الآخر.
الحوثي ينظر للحكم كمعتقد اصطفاء الاهي منحه الله لهم ولا يحق لغيرهم عبر تمييز عرقي ولا يؤمنون بقبول احد من خارج سلالتهم.
حزب الاصلاح فرع جماعة الاخوان باليمن ، ينظرون للحكم كمعتقد استخلاف الاهي لهم لا يحق لغيرهم عبر تمييز حزبي لا يقبلون من لا ينتمي ويؤمن بفكر جماعتهم

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص