في أيامها الأخيرة أدرجت إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب جماعة الحوثي ضمن الجماعات الارهابية ، لكن سرعان ما ذهب ذلك القرار أدراج الرياح بعد أن وصلت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى البيت الأبيض وكانت كل جهودها الأولى منصبة في إعادة النظر في القرار وإلغائه حتى يعتقد المتابع أن إلغاء تصنيف جماعة الحوثي كجماعة إرهابية كان ضمن الأجندة الانتخابية للرئيس بايدن .
وما أن ألغت ادارة الرئيس بايدن تصنيف الجماعة من قائمة الإرهاب حتى عاد الصلف الحوثي هذه المرة وبصورة أشد ضراوة عن سابقه ، بشكل يوحي أن ثمة علاقة ما تربط هذه الجماعة بنظام بايدن وهي التي تكيل للأمريكيين كل يوم الاف اللعنات .
امتد صلف جماعة الحوثي ليصبح أكثر عدائية باتجاه الإمارات العربية المتحدة وكما هو معروف ما تكنه جماعات الإسلام السياسي ممثلة بجماعة الإخوان المسلمين والجماعات الارهابية الدينية الأخرى ، من عداء لدولة الإمارات التي انتهجت طريقا واضحا في محاربة ومكافحة الإرهاب ليس على المستوى الإقليمي ولكن على المستوى الدولي ، وهو موقف ثابت وواضح في السياسة الإماراتية التي لا يمكن أن تهادن أو تساوم فيما يخص الإرهاب أو ما يزعزع الأمن والسلام الدوليين .
تلعب الإمارات العربية المتحدة دورا بارزا في السياسية الدولية في ظل قيادة حكيمة استطاعت أن تجعل منها رقما على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية الثقافية على خطى الشيخ زائد رحمة الله عليه ، وهو هيأها اليوم لتعلب دورا مهما في المنطقة والعالم وتحظى بمكانة دولية لا يمكن تجاهلها ، وهناك فرق بين من يمارس سياسة من باب اللعب بالنار والتخبط وبين من يمارس سياسة من باب الحكمة والقوة والإرادة مرتكنا إلى عوامل القوة والحضور الفاعل وفقا لمعطيات اللحظة الراهنة والمدرك للواقع بكل حقائقه .
تبت الإمارات مشروع قرار تصنيف جماعة الحوثي مرة أخرى كجماعة إرهابية ونجحت في كبح جماح هذه الجماعة الارهابية المتطرفة وتوج المشروع بالقرار 2624 والذي أعاد تصنيف الحوثي كجماعة إرهابية كما يدرج القرار الحوثيين ككيان على قائمة عقوبات اليمن في ظل حظر السلاح، بالإضافة إلى إدانة هجمات جماعة الحوثيين الإرهابية عبر الحدود على المدنيين والبنية التحتية المدنية في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، ومطالبة الجماعة بالوقف الفوري للأعمال العدائية.
وكانت الامارات قد تسلّمت رئاسة مجلس الأمن الدولي لشهر آذار الحالي، وعلى جدول أعمالها قضايا عدة ملتهبة على الساحة الدولية ولكنها عليها يكون الرهان وهو ما كان واضحا من تصريحات مندوبة الإمارات لدى الأمم المتحدة، لانا زكي نسيبة ، التي قالت أن بلادها لن تنسى هذا الشهر ملايين الأشخاص حول العالم، وما يواجهونه من أوضاع في إفريقيا والشرق الأوسط وسوريا وليبيا والعراق وأفغانستان، “ممن يحتاجون أيضًا إلى انتباهنا كمجلس أمن”.
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن ما الذي يمكن أن تستفيد منه الحكومة الشرعية في اليمن من القرار 2624 الصادر عن مجلس الأمن في تغيير استراتيجية المعركة مع جماعة الحوثي الإرهابية وما هي الخطوات التي يمكن أن تقوم بها الشرعية استفادة من هذا القرار والفرصة الذهبية التي جاءت لها على طبق من ذهب بدعم أشقاءنا في الإمارات ، هل حان الوقت لتتغير استراتيجية المعركة ، وهل سينعقد مجلسي النواب والشورى في اليمن لتأييد القرار الدولي بالتصويت وتصنيف الجماعة أيضا كجماعة إرهابية عبر مشروع قرار يمني أيضا أم أن الأمر لن يتعدى الترحيب فقط من قبل الحكومة والمجلسين والرئاسة .