المقاومة هي الخلاص

تجد الكثير يعيش أسيرًا للفكرة السلالية والجهوية  لماذا؟ لأن محيطه القيمي والقاموس الفكري الذي رضع منه منذ صباه ونما واستوى عوده مسكونٌ بتلك الخرافة، ظهر الكثير منهم وديعًا ولطيف ما جعل الكثير يطمئن إليهم ويخلد إلى الدِعة والثقة وحسن الصحبة، حتى انفجرت جلبة الصراع المشبع عصبويةً، عرقيةً ومذهبية مشبعةً بتشددها الجهوي البالي.


قد يفهم الإنسان تعصب أدعياء الهاشمية السياسية لمبدأ السلالية وللمذهب فقَّاسة الإرهاب التاريخي كما أطلق عليه الدكتور عبدالله الشماحي ذات مساء، لأنه الرافعة السياسية والدينية لهم.. الذي استعصى على الناس إدراكه من ألف سنة من عهد بني فُطيمة إلى عهد مقولة أصحاب الخط الأسود "الزفلت"  ماذا جنىت القبيلة المذهبية من دعمها التاريخي للمذهب وللأدعياء بالتميز العرقي والاصطفاء الجيني والاستئثار بالولاية والحكم، ومتى ستثأر لنفسها وتقاوم الحقيقة التي لم يعد يؤمن بها سوى العائشين خارج فضاء العصر الحديث، عصر الثورة الصناعية والمعرفية، وسرعة الضوء وبزوغ العبقريات اليمنية في كل علم وتخصص البارزين في كل مجال علمي ومشربٍ فكري  ومعتقدٍ أيديولوجي..


خرجت من شعابها العصابات والتحق بهم العرايا فكراً ومعرفةً وقادهم الحقد المركب واستقبلتهم الحاضنة المشبعة بكل مفاهيم العبث والحقد، سعت بكل جُهد للتخلص من شركاء العملية السياسية ونظام الحكم الجمهوري المشترك تحديداً بعد تولي عبد ربه منصور هادي الرئآسة وبحاح لرئآسة الوزراء في حاضرة اليمن صنعاء..


الكارثة الحالَّة هي انجرار هامانات الفرعنة مدمني الطغيان وراء الخرافة والتميز العرقي دون مقاومة ، أما الشبيبة فللتاريخ أن نسبة كبيرة من جيل مابعد ثورة السادس والعشرين من سبتمبر كانوا قد تجاوزوا ظلمات الجهل أدركوا الحقيقة وتشربوا ثقافة الحق في العيش الكريم كباقي الشعوب، ومارسوا حقوقهم قولاً وفعل، على مستوى المعركة الفكرية المعاصرة التي حمل لوائها حركة الأقيال والمقاومة في المراكز والمنصات وعلى أرض المعركة دفاعاً عن الثورة والدولة والجمهورية ولو أن الكهول رحلوا قبل الكارثة لاستقامت لهم الحياة.


استغل هوامير الهاشمية السياسية معارك الانقسام وأشعلت الحمية وشحنت العقول كيف لشخصٍ "من خارج المركز المقدس" أن يتولى الرئآسة، ترسخ مفهوم أن الرئآسة لابد أن تكون حصريةً في المذهب لشخصٍ قلَّ شأنه أو كثُر!! أكد النظرية ودفع ثمنها صاحب الدير الأكبر حينها يحى المتوكل حامل الألوان إبان خيانة جماهير حلم الجمهورية لصالح الهامانات ولم يقف الأمر عند ذلك الحد بل ذهب إلى فرض مبدأ مذهبية الرآسة توليها من بيت ضارب جذوره في الانتماء المذهبي وتلك أحد عقد الصراع بين الهوامير!! 


جاء ذلك في غياب كامل لفهم حقيقة مطلقة، وهي أن الوظيفة العامة من حق الجميع وأن الموظف سواءً  كان رئيساً أم مرؤس قائد أو عسكري مرور، ما هو إلا خادم لدافع الضرائب والجمارك والفلاَّح وبائع الحلوى على أرصفة الشوارع بموجب ما دفع هذا واستحق ذاك..


لم تعِ الشعوبُ نتائج انحطاطها وكرهها لبعضها ومصائب "الأيجو" وانتفاخ الذات جراء الشعور بالتميز الجيني والتفوق العرقي من البعض ضد الآخر إلا بعد أن سحقتها الحروب الأهليه، والحروب الدولية العالمية الأولى والثانية، وحروب الثلاثين عاماً التي سبقتها في أوروبا 1618-1648م، أيقنت بعدها حقاً أن مبادئ الدولة الجامعة وسيادة القانون والدستور هما الحل للخروج من دوامات وأمواج الصراعات التي لا ترحم أحد..


فهل أدرك اليمنيون رسالة الحرب والتي لم تترك بيتاً في اليمن إلا وجرعته سم المآسي والجراح؟ وهل سينخرط الشعب في مقاومة الظلم واستعادة الدولة والجمهورية كي تحل محل الطغيان الذي عصف بأرجاء اليمن وساقه إلى إرشيفات الأطماع الدولية والإقليمية والداخلية؟ طمعاً بموقعه الاستراتيجي وثرواته وخيراته، وعلى إثر كل ذلك فالمقاومة الوطنية التي بدأت طلائعها تلوح في الأفق وتأخذ لأقدامها على الأرض مواطئاً، مقاعداً ومنازل هي الحل للخلاص والتحرير وهي قادمة لا محالة "وإن غداً لناظره لقريب"..

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص