حتى لا يفهم العنوان بشكل خاطئ أود أن أشير الى المقصد في الخيوط الواهية للسلطة الشرعية في تعز هو وجود السلطة المحلية وتأثيرها في حياة الناس ،
في تعز مقاومة شعبية قوية تسند الجيش الوطني هّذا أمر لا جدال فيه ، ولكن هذه المقاومة الشعبية ليس لديها عمليات تواصل قوية ، واقصد تواصل بين مكوناتها المختلفة ،
ظهرت تباينات بين بعض هذه المكونات التي همها الأكبر الانتصار لتعز ممن يقومون بالاعتداء على تعز وعلى سكانها من الانقلابيين الحوثيين وعلي صالح ، ويعود السبب في ذلك لتعدد المرجعيات القيادية وعدم وجود شخصية عسكرية حازمة تستطيع فرض القرارات ، ويكون لدى هذه القيادة قوة عسكرية وامنية نظامية تنفذ هذه القرارات التي تصب في صالح امن واستقرار تعز ،
الشرعية التي تمثلها الدولة ضعيفة في تعز ، وهذا الضعف في جزء منه مسئولية حكومة بن دغر وشخص الرئيس هادي ، كيف ذلك ؟
أجيب السلطة الشرعية لم تقدم الدعم الكافي للجانب العسكري والأمني والإداري في تعز ، ولذلك نرى هذا الانفلات الأمني الكبير في تعز والذي ظهر في الآونة الأخيرة ، لأسباب تعلمها جميع الأطراف في اطار المقاومة الشعبية والجيش الوطني ،
ولكن لان هذه الأطراف لديها مشاريع عصبوية صغيرة يتم السكوت عن حقيقة ما يدور في المدينة من حالات اغتيال لبعض كوادر المقاومة الشعبية ، وهذه الاغتيالات تضر بالمقاومة وعملها الوطني في مواجهة الحوثيين وقوات صالح وتضر بسمعتها في أوساط العامة ،
ونظن ان خلايا علي صالح والحوثي لها يد في ذلك ، وهنا يجب على كل الجهات المسئولة عن الامن في تعز العمل على الإمساك بهذه الخلايا وإظهار الحقائق للناس ،
هناك اطراف تسعى للسيطرة على كل شيء في المدينة ستكون أول الخاسرين في المستقبل ، لأن الشعب اليمني يرفض أن تحكمه او تسيطر عليه جماعة معينة او حزب معين ، وبالرغم من الدروس الكثيرة في هذا المضمار ..
مضمار السيطرة والاستحواذ قد سبقته تجارب كثيرة فاشلة آخرها ما قام به الحوثيون في محاولة منهم لإبتلاع الدولة والسيطرة عليها ،
دعوة أحزاب المشترك للمحافظ للعودة لا قيمة لها ما دامت تكوينات المقاومة وكامل الجهاز الأمني المحدود جداً لا يأتمرون بأمره ،
نعلم من حوادث سابقة ان القيادي في الجيش / صادق سرحان دخل في مواجهة مسلحة مع مرافقي المحافظ ، ونعلم ان عارف جامل له كثير من الإشكاليات الأمنية آخرها رفض بعض التابعين له تسليم مسألة الحماية الأمنية في مستشفى الثورة للواء 170 دفاع جوي كما جاء في بعض وسائل الاعلام ، الإصلاح والسلفيين والمؤتمر جناح عارف جامل يتحملون مسئولية الامن في تعز بدرجة أولى كونهم الأكثر تواجداً في المدينة في اطار الجيش الوطني او المقاومة الشعبية أو اللجنة الأمنية كنفوذ ، الأحزاب الأخرى مدنية ولا يجوز تحميلها المسئولية كالحزب الاشتراكي اليمني او التنظيم الوحدوي الناصري ،
فلم نسمع ان لهما تواجد مسلح ومعروف في اطار المقاومة وتواجدهم في اطار المقاومة تحت الاطار الرسمي الوطني ، ولا يمارسون أساليب الاستعراض بالقوة لفرض اجندتهم ، ونفوذ بعض الافراد الذين يمارسون الفوضى في المدينة هو نفوذ لشخصيات نافذة ومرتبطة بهم يجب ان توقفهم عند حدهم ( غزوان وعصابته ) ،
صالح لديه اياديه الاجرامية في تعز سيحاول استغلال هذا التباين لدق اسفين الصراع بين مكونات المقاومة الشعبية ، اصلاح ـ سلفيين ـ مؤتمر ، المطلوب ان تجتمع قيادات تعز وتحدد هذه الإشكاليات وتضع الحلول ، وعلى الحكومة ان تعمل على تأهيل كادر امني جديد بعيد عن الصراع الحزبي يقوم بدوره في ضبط الامن في المدينة ويتم توفير كل الأدوات اللازمة له ، و على الشرعية تمتين تواجدها في تعز ، وكذلك استكمال عملية تحرير المدينة من قبضة الميليشيات الانقلابية ، التي تستغل هذه الفوضى الأمنية في محاولات متكررة لاستعادة المناطق التي تحررت من جديد واقتحام مدينة تعز ،
وأيضاً واجب على الشرعية تسليم مرتبات الجهاز الإداري للدولة في تعز وبالذات المناطق المحررة داخل المدينة وفي الأرياف الخاضعة لسلطة الشرعية ، حتى تعود هذه الأجهزة للعمل بكامل طاقتها ، وحتى يكون ذلك من دوافع التحاق المترددين في صفوف المقاومة الشعبية والجيش الوطني في المناطق التي لازالت تحت سلطة الانقلابيين ، إذاً فإن تمتين خيوط الشرعية هو واجب الحكومة الشرعية حتى تمضي قوافل النصر بشكل أكبر وأسرع.