الحديث عن تعز العظيمة في حضرة الكارثة علي المعمري يجعلك تتجه اجباريا باتجاه شوقي هائل المحافظ السابق ولا وجه للمقارنة بين الثرى والثريا .
علي المعمري الذي عرفته ملخجا منذ أول يوم التقيته في تكريم الناشطة المعروفة إشراق المقطري وهو يتجول بعينيه هنا وهناك وشامات وجهه التي تعمل كالبلوتوث لالتقاط الذبذبات ورأسه الذي لا يكف عن الحركة كدب الباندا .
المحافظ المعمري الذي يمتلك أكثر من عشرين رقما وأكثر من عشرين واتس تناسى واجبه تجاه تعز ليصنع من نفسه بطلا "دوناكشوتيا " يصارع طواحين الهواء في محافظة أثقلتها الحرب وهو يردد أهازيجه بأن معركة التحرير قادمة وأن مسألة اعادة الامن واستتبابه في مناطقها المحررة قد بات وشيكا ، وأن الشيك حق الرواتب باقي له توقيع واحد والتوقيع هذا لن ينجز على ما يبدو إلا لمن ينوق حمار البحر .
عاد من العاصمة عدن بمجموعة الأطقم العسكرية الى تعز من بوابتها الغربية وكان يرى نفسه فاتحا ليختلق بطولات وهمية أخرى بمحاولة الاعتداء عليه واغتياله لأنه أراد بسط نفوذ الدولة في تعز وحل مسألة الرواتب بكل إخلاص ونزاهة والحقيقة المرة أن ذلك لم يكن سوى مغالطة لتغطية شخصيته الضعيفة والانتهازية التي لا تمكنه من إدارة بوفية أو عربية بيع بطاط .
في الوقت الذي كان شوقي هائل قد بدأ بتطبيق مسألة المفاضلة والكفاءة في معايير الوظيفة العامة والتعيينات في المكاتب التنفيذية بالمحافظة حين كان محافظا لتعز وقفت أمامه الأحزاب وشنت عليه حرب شعواء وها هي اليوم تمارس نفس السلوكيات ولكن بطريقة عكسية تخدم مصالحها عبر المحافظ الفعلي لتعز المسمى محمد العمراني الذي يمثل مصدر ادارة القرار في المحافظة والاتجاه بتعز إلى وضع كارثي آخر من خلال قرارات التعيينات الغير خاضعة لأي معايير الوظيفة العامة من منطق التشبيب والتغيير الذي لا يخدم سوى أجندة حزبية ضيقة ولا يمثل تعز العظيمة التي قدمت التضحيات لأجل الدولة المدنية والمواطنة المتساوية مع احترامي لبعض الشباب الرائعين المثابرين والذين يستحقون أماكن تواجدهم لكن هذا لا يجعلنا نتغافل عن تكافؤ الفرص ورفض المحسوبية .
قد يكون ما يحدث في تعز من كوارث نتيجة الحرب العبثية والانتهازية القائمة من قبل الأحزاب التي كانت وما زالت السبب الرئيسي في تأخير مسألة الحسم العسكري بالإضافة إلى ملفات الاغاثة والصحة وملفات الجرحى والأرقام الوهمية في الجيش الوطني والأرقام العسكرية التي منحت لغير مستحقيها المحسوبة على قوى معينة و شخصيات نافذة ما زالت ترتبط بمشروع الهضبة .لكن يظل المعمري هو الكارثة الحقيقة والتي لا تقل شأنا عن بقية الكوارث الأخرى الحاصلة بتعز هي الكوارث في كفة والمحافظ الملخج في كفة أخرى ، بدءً من التلاعب بملفات الإغاثة تحت علم المعمري من قبل جمعيات ومنظمات لا حصر لها وصولا إلى المهجرين والنازحين مرورا بالقمامة التي صارت تتكدس في كل شوارع تعز بسبب تغيير المعمري للشاب حسين المقطري المكلف بإدارة الصندوق بشكل مؤقت و الذي كان قد بدأ بتفعيل دور صندوق النظافة والتحسين بالتعاون مع المنظمات المحلية والخارجية وتم تغييره من قبل المحافظ بتعيين ابن أخته مديرا للصندوق .
ملف الجرحى هو الأخر كان قد خضع لمعايير المجاملات والانتهازية رغم التغطية الاعلامية التي حظي بها المعمري لإظهاره في صورة" الأم تريزا " وبطلنا المقاوم ورفيق درب الثورة والنضال راجح الردفاني الذي صار يعاني من شلل بسبب اصابته واهماله عينة واحدة فقط تكفي لإدانة المعمري واحالته للمحاسبة القانونية .
تعز اليوم تحتاج لمشروع قائد عسكري قائد حر لا يرتبط بمشروع الهضبة كما هي قيادتها الحالية من المعمري إلى بعض قياداتها العسكرية ، مثلما كان شوقي هائل قائدا مدنيا لها في مرحلة السلم ، بحاجة لمحافظ قائد مش محافظ ملخج هارب بعدن ومن ثم القاهرة بعد أن رأى مسيرة البطون الخاوية تقترب منه لتحاصره وتعري انتهازيته .
المعمري نموذج مصغر لانتهازية وزراء ومسئولي الشرعية الذين تعاملوا مع الشرعية ليس من أجل استعادة مشروع الدولة من يد السلاليين ولكن لأجل تكريس حضورهم العائلي في مفاصل الشرعية وهي عقلية صالح وثقافته التي لوثت أجيال متعاقبة والمحافظ الملخج أنموذجا ، فالمواطن اليمني اليوم لم يعد يحتمل المزيد من الكوارث وسيكون يقظا لكل ما تقوم به الشرعية لإصلاح مسارها وتوجهاتها .