. الصراع الخليجي - الخليجي هو صراع مصالح بين قطر والسعودية واﻻمارات وبينهم مصر ، صراع ليس من أجل مصالح الشعوب ، ولكنه من أجل مصالح أُسر حاكمة تسعى لمزيد من الهيمنة ، وفي هذا الصراع يستخدم كل شيء .. الدين ..والديمقراطية .. واﻻعﻼم .. والمال ، من بين المطالب للدول الخليجية التي أعلنت مقاطعتها لقطر مع مصر إغﻼق قناة الجزيرة ، وهو مطلب جاء على إثر السياسة التي تنتهجها القناة ضد هذه البلدان وبالذات مصر .
لست مع إغﻼق الجزيرة وﻻ قناة العربية ، ولكنني ضد هذا اﻻستغفال الذي يتم ترويجه ، بمزاعم ان هذا الطلب جاء بسبب ان الجزيرة تقف مع الشعوب المقهورة وان دول المقاطعة تريد اسكات هذا الصوت ، ﻻ شك ان سياسة الجزيرة في تغطيتها اﻻعﻼمية لثورات الربيع العربي كان لها أثر كبير في نجاح بعض جوانب الثورة، ولكن الجزيرة أيضاً وضعت سياستها في خدمة تيار وحيد داخل هذه الثورات ، وهذا التيار هو جماعة اﻻخوان المسلمين ، الجزيرة كغيرها سخرت امكانياتها لخدمة طرفٍ بعينه ، كما هو حال قنوات أخرى كالعربية والحدث وسكاي نيوز عربية ، سُخر اﻻعﻼم لخدمة أجندة حزبية ، وأجندة مصالح للسعودية وقطر واﻻمارات ، حتى اﻻخوان قد تتغير سياسة الجزيرة لتصفهم بما هو أكبر مما يوصفون به اﻵن عبر قنوات العربية وسكاي نيوز والحدث ، هو إعﻼم بﻼ مبادئ وﻻ قيم أخﻼقية تحكم سياساته ، هذه اﻻزمة التي نراها بين هذه الدول ، أظهرت حجم غباء البعض الذي يقدس هذه القناة او تلك ، مثال ذلك التغير الذي حدث لقناة الجزيرة من اﻻحداث في اليمن ، وان كان هذا التغيير ما زال في مﻼمحه اﻻولى ، تغيير في مصطلحات اﻻحداث ، قوات هادي أصبحت بدﻻً عن مصطلح الجيش الوطني ، والقوات السعودية أصبحت بديﻼً لمصطلح قوات التحالف العربي ، قوات صالح بديﻼً لقوات المخلوع او ميلشيات الحوثي والمخلوع صالح ، وربما يتم فتح مكتب قناة الجزيرة في صنعاء خﻼل فترة قصيرة قادمة ، انها سياسات المصالح .صحيح ان قيادة الشرعية اليمنية وقفت مع دول المقاطعة ضد قطر ، لكن القيادة القطرية وقناة الجزيرة يعلمون ان ذلك شيء طبيعي في ظل رعاية السعودية لكل قيادات الشرعية ، وقيادة المملكة للتحالف العربي في اليمن ، يعني اننا مضطرون للوقوف مع السعودية واﻻمارات وبقية دول المقاطعة ضد قطر ، هذا لم يشفع لليمنيين عند قطر ، وهاهي ذي تُغير سياستها تجاه الشعب اليمني بأسره ، وتعود لحضن ايران التي لها اطماعها الطائفية في المنطقة الخليجية واليمن ، في مسألة التطبيع مع إسرائيل ﻻ يجوز العبث بعقول الناس قطر والخليج لديه عﻼقات مع إسرائيل ، لعل أوضح مثال التطبيع اﻻعﻼمي الذي تمثله قناة الجزيرة وقناة الحدث والعربية وسكاي نيوز في نقلهم المباشر لﻼحداث من داخل اﻻراضي المحتلة ومن القدس الشريف ، هذا النقل يتم عبر عﻼقات تربط هذه القنوات بوزارة اﻻعﻼم اﻻسرائيلية او الكيان الذي ينظم اﻻعﻼم في دولة اﻻحتﻼل ، كفى عبثاً بعقول الناس ومحاولة إستقطاب الجماهير لهذا الطرف او ذاك .. هي سياسات مصالح الحكام .. وليس الشعوب .. افهموها يا عرب ، ﻻ ننسى ان أكثر قناة عربية صنعت شخصية حسن نصر الله في عقولنا عبر بث خطاباته ومهرجاناته هي قناة الجزيرة ، وساهمت في الترويج اﻻعﻼمي له ولحزب الله اللبناني كجبهة مقاومة ضد اﻻحتﻼل اﻻسرائيلي ، عندما ننظر لكل هذه اﻻحداث والتطورات فيجب ان ﻻ ننسى التطور الزمني لكل ما يحدث ، من خﻼل قراءة الماضي الذي وصلنا من خﻼله لما نحن عليه اليوم ، من ضمن سلبيات الجزيرة تركيزها المباشر والمعمق بالحياة اليومية في مصر سياسية وامنية واجتماعية بطريقة تحريضية ضد المؤسسة العسكرية واﻻمنية والسياسية وأحياناً الدينية ممثلة باﻻزهر الشريف والكنيسة القبطية ، بما قد يؤدي الى فوضى وحرب اهلية كما يحدث في سوريا ، وأيضاً جزيرتي تيران وصنافير قضية بين السعودية ومصر تتناولها الحزيرة كما لو انها بين قطر ومصر ، وتوتير عﻼقات السودان ومصر عبر التركيز على قضية حﻼيب وشﻼتين الحدودية ، هناك تجاوزات لقناة الجزيرة يجب ان تتوقف لتبقى الجزيرة قناة اخبارية تثقيفية توعوية تنويرية وليس تحريضية ، جانب آخر يثبت عدم قيام الجزيرة بتناول اﻻحداث بطريقة عادلة .. في ليبيا هناك برلمان شرعي منتخب ، وهو ما يطلق عليه ببرلمان طبرق ، وهو يعتبر السلطة الشرعية في البﻼد ، ولكن وﻷن اﻻخوان المسلمين لم يكونوا اﻻغلبية ، وﻷن هذا البرلمان فوض اللواء المتقاعد / خليفة حفتر بقيادة الجيش الوطني الليبي فقد وقفوا ضده في سياساتهم الإعلامية.
هناك مصالح غير مصالح الشعوب تدار عبر شبكة الجزيرة والحدث والعربية وسكاي نيوز والميادين وغيرها من القنوات اﻻخبارية .. هناك فرق بين نقل حقائق اﻻحداث وبين استغﻼل اﻻحداث ﻹثارة الخﻼفات والنزاعات ..ركزت على الجزيرة ﻷنها في قلب اﻻحداث الجارية ومن صانعي هذه اﻻحداث .. والحديث يطول .