السياسة في الدراما الرمضانية


 يعتبر شهر رمضان موسم هام من مواسم الدراما العربية ، حيث يتسابق المنتجون على عرض اعمالهم على قنوات فضائية مختلفة ، هذا العام كان نصيب السياسة في هذه اﻻ‌عمال وافراً وبطرق مباشرة كالعمل الدرامي المستقى من واقع اﻻ‌حداث ( غرابيب سود ) ، والذي حاول الغوص في افكار وسلوكيات تنظيم الدولة اﻻ‌سﻼ‌مية ( داعش ) ، والجرائم التي ترتكبها الجماعات الدينية بإسم اﻻ‌سﻼ‌م ، المسلسل أغضب البعض من تيارات اﻻ‌سﻼ‌م السياسي بحجة انه لم يتطرق لﻼ‌سباب الرئيسية بنظرها التي اوجدت هذه الجماعة ، كالفساد والظلم واﻻ‌ضطهاد ، وانه مسلسل تشويهي اكثر منه واقعي ، كذلك مسلسل ( الجماعة ) والذي يحكي قصة جماعة اﻻ‌خوان المسلمين كان له حضور ، وهو مسلسل يؤرخ للجماعة ويتناول مراحلها المختلفة ، ولهذا العمل الدرامي أجزاء عُرضت سابقاً ، حضور المسلسل لم يكن عالياً وذلك لعدم عرضه في قنوات ذات مشاهدة عالية كmbc ، وبطريقة غير مباشرة كان العمل الدرامي ( عفاريت عدلي عﻼ‌م ) بطولة الفنان الكبير / عادل امام ناقداً للفساد ، حاول من خﻼ‌ل هذا العمل انتقاد مظاهر الفساد في مصر ، بطريقة جميلة ورائعة اظن انه كان موفقاً في الطريقة التي حاول فيها ايصال صوت الشعب في نقد مظاهر الفساد ، وان اﻻ‌موال التي تتدفق على مصر مهما كانت ضخمة لن تستطيع عمل شيء إذا لم يتم القضاء على الفساد في أجهزة الدولة ، العفاريت في المسلسل كانت مجرد رمزية لﻼ‌موال التي تتدفق على مصر من دول الخليج ، وكان مهمتها ايصال رسالة للسلطة السياسية واﻻ‌دارية ان هذه اﻻ‌موال لن تخدم مصر ولن تساهم في حل مشاكلها مادام الفاسدون في مناصبهم ، وانه يجب تشبيب الوظيفة العامة وابعاد الجيل القديم من صدارة المسئولية ، مسلسل سيلفي 3 كانت له تلميحات سياسية وهو مسلسل خليجي ، في قناة اليمن تم عرض المسلسل التركي ( أرطغرل ) وأظن ان القائمين على القناة لم يحالفهم الصواب عندما قاموا بعرضه ، بالرغم من روعة المسلسل كعمل درامي تاريخي إﻻ‌ أن عرضه مترجماً يجعله خاص بفئة معينة من المشاهدين ، من الذين يستطيعون متابعة الترجمة ، وكان اﻻ‌جدر اﻻ‌نتظار لحين دبلجة المسلسل للغة العربية حتى يتم متابعته بشكل واسع ، خاصة مع وجود اﻻ‌مية بشكل كبير ..

هذا مجرد مرور عابر لبعض أشكال الدراما الرمضانية لهذا العام ، وهي بحاجة لقراءة اﻻ‌بعاد السياسية التي حاولت إيصالها .. او اﻻ‌فكار التي ارادت ان تصل للجماهير في هذه الظروف المأساوية التي تعيشها اﻻ‌مة العربية .. ربما يكون لنا بعضاً من هذه القراءات في المستقبل عن بعض هذه اﻻ‌عمال الدرامية.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص