بعض القراء يطالبونني بالكتابة عن العمل الإغاثي في تعز ، وعن حقيقة ما يدور من ضياع ما يقارب ستمائة الف سلة غذائية ، وعن الإتهامات المتبادلة بين طرفين سياسيين لهم علاقة مباشرة بالعمل الإغاثي ، سواء في الإشراف على هذا العمل أو العمل الميداني كتسجيل الفئات المستهدفة ، وتسليمها ما تحتاجه من مواد غذائية عاجلة ، في البداية نأيت بنفسي أن أكتب لمجرد الظن بهذا الطرف أو ذاك.
وإرتأيت أن أظل مراقباً لتطورات هذا الموضوع من الاطراف المختلفة ، بدأت المسألة بالحديث عن حجم كبير من السلل الغذائية وهي أكثر من نصف مليون سلة ضائعة ، مسلمة من مركز الملك سلمان للإغاثة لمحافظة تعز ، وعبر اللجنة الفرعية للإغاثة التي يرأسها الأستاذ / رشاد الأكحلي تقدم المنظمات الراغبة في العمل الميداني طلبها للقيام بذلك العمل ، تقدمت حوالي ست منظمات ومؤسسات لهذا العمل من بين منظمات كثيرة وتم إعتمادها وهي.. إئتلاف الإغاثة بتعز. . وإئتلاف الخير حضرموت للإغاثة .. مؤسسة إنجاز .. مؤسسة جنات .. مؤسسة البادية.. والمنسقية الرباعية.. اللجنة الفرعية للإغاثة أصدرت أكثر من مرة توضيحات تبين أن دورها إشرافي ، فليس لديها مخازن وليس لديها حسابات بنكية ، وتتم عملية التسليم لهذه المؤسسات بشكل مباشر من مركز الملك سلمان للإغاثة ، بتنسيق مع فرع اللجنة العليا للإغاثة بتعز ، عندما تبين أن هناك كميات كبيرة ضائعة من مواد الإغاثة طالبت اللجنة الفرعية للإغاثة هذه المؤسسات بتقديم كشوفات التوزيع وكشوفات الإستلام ، شعرت هذه المؤسسات بالحرج إذ أنها قامت بتوزيع الجزء الاقل من مما تم إستلامه ، وبدأت تتكشف بعض فصول المسألة مع حملات إعلامية محمومة حول ضياع هذه الكمية الكبيرة من المواد الغذائية الخاصة بسكان مديريات مدينة تعز ، حاول نشطاء حزب الإصلاح في البداية إستغلال ذلك للإساءة للجنة الفرعية للإغاثة بإعتبار أن رئيس اللجنة ينتمي للتنظيم الناصري الذي يخوض نشطاء الاصلاح ونشطاء الناصري حملات ضد بعضهم على خلفية تحالفات الناصري المنفردة مع كتائب ابو العباس.
تبين أن معظم المؤسسات العاملة في مجال الإغاثة محسوبة على الإصلاح وهي من تدير في الاساس عمليات التسليم والتوزيع ، وتبين أن هناك مخازن تابعة لهذه المؤسسات مليئة بالمواد الغذائية التي شارفت على الإنتهاء ، تركزت هذه المخازن في معهد العلوم الإدارية ومستشفى الثورة ومسجد النور في التحرير الاسفل ومسجد القرشي ، مخازن تتبع هذه الاماكن ، إئتلاف الخير أقر بتوزيع حوالي 12000 الف سلة من مجموع 115000 الف سلة غذائية منها خفيفة من مركز الملك سلمان للإغاثة ، المأساة هو في تسخير العمل الإغاثي للمزايدة والمكايدة السياسية والحزبية ، والمفترض هو العمل على تجنيب العمل الإغاثي كل أشكال العمل السياسي والحزبي ، وفضح كل من يتلاعب بحقوق الناس ومن يتسبب بجوعهم مهما كان إنتماؤه السياسي والحزبي ومحاسبته ، وليس تسخيره للإساءة ضد بعضهم البعض ، على منظمات حقوق الإنسان متابعة هذه القضية ونشر حقائقها للناس ، وإيقاف عمليات الإستغلال السياسي لهذا العمل الإنساني في هذه الظروف المأساوية التي يعيشها شعبنا اليمني..
وهنا أوضح أن حملات نشطاء الاصلاح على الناصري لا تقتصر على مسألة الاغاثة ، ولكنها تجاوزت ذلك للإساءة الى كل القيادات الناصرية في الماضي والحاضر ، وهو ما يزيد الطين بله بين مكونات تعز السياسية والحزبية .