تعز الان


مدينة تعود عافيتها يوماً بعد يوم، تقاوم كل ما هو سلبي في حياة ساكنيها.
تجولت في شوارعها وأزقتها، وجدت زحاماً في وسط المدينة، في شارع جمال وفي شارع التحرير وفي شارع 26 سبتمبر، فالنساء والأطفال والعجائز يتجولون ويتسوقون.
دخلت سوق الشنيني، وهو يعتبر من أهم الأسواق الشعبية في تعز، حيث توجد كل مستلزمات الأسرة الريفية، من معاول وجرار وبهارات وأجبان وملابس شعبية وأواني منزلية. الناس يتنقلون بين أسواق المدينة بكل سلاسة ويسر، ولا تخلو شوارع المدينة من بعض المسلحين، لكنهم قلّة، ولم يعودوا كما كانوا في السابق، ولم ألاحظ وجود أي نوع من الابتزاز ضد الباعة، وهذا لا ينفي وجود ذلك الأمر في بعض مناطق المدينة وأسواقها.
من خلال هذه الجولة القصيرة، تولّد لدي يقين أنّ أمر تعز وأمنها هو بيد أبنائها في إطار المقاومة والجيش الوطني، وطالما توّحدت رايتهم سينعم أبناء تعز بالأمن والاستقرار، ولن تستطيع أيّ قوة أن تجبرهم على ما لا يريدون، أو ما قد يضر بمدينتهم في الحاضر والمستقبل.
تخففت شوارع المدينة من أكوام القمامة على ما كانت عليه في السابق، وهي بحاجة إلى متابعة ورفع بشكل متواصل ضمن برنامج عملي، يضمن رفعها باستمرار حتى لا تعود إلى ما كانت عليه، فتجلب هذه القمامة معها الأمراض والأوبئة الخطيرة كالكوليرا وحمى الضنك.
وفي جانب آخر وجدت خطاباً جديداً في تعز يهاجم التيارات السياسية الليبرالية والعلمانية، وكأنّ هناك من يحاول إنتاج ثقافة التحريض ضد القوى اليسارية والقومية، كالتي كانت في الثمانينات وبداية التسعينات، وأفضت إلى حرب 1994 الظالمة، هذا الخطاب وجدته في ساحة الحرية في خطبة الجمعة، وأخبرني كثيرون أنه يمارس من منابر بعض مساجد المدينة التي يديرها إصلاحيون، وكأن حزب الإصلاح لا يتعظ من كل ما جرى، ويكرر أخطاءه نفسها، ويتجه مجدداً إلى خطاب التكفير والتفسيق للآخر، ويظهر جلياً من خلال ذلك مدى استغلال حزب الإصلاح للدين ضد خصومه السياسيين. هذا الخطاب سيؤثر على مستقبل الحياة السياسية والأمن والاستقرار في تعز، وسيكتوي به بقوة من يتبناه.
تجولت في سوق الصميل، ولم أجد تلك الصورة التي يروّجها الإعلام عنه، حيث يروّج الإعلام أنّ هذا المكان عمّق وجود تنظيم القاعدة، الشوارع فارغة سوى من بعض المارة، وأطفال هنا وهناك يلعبون، وبعض السكان يقومون بتعبئة الأواني بمياه شرب من أحد الخزانات التي تقوم بتعبئتها جمعيات ومؤسسات خيرية تموّلها دولة الكويت.
سمعت أيضاً، عن بعض عمليات القتل خارج القانون، لكن الناس يؤكدون أنّ من يقومون بذلك عابثون، لا دين لهم ولا أخلاق، ويقومون بهذه الأعمال باسم القاعدة أو التنظيم، وهم أفراد معدودون، يعتقد الناس أنّ الجميع في تعز من القوى التي تقاوم الحوثي تعرفهم، ولكنها مشغولة في الجبهات وليست متفرغة لتنظيف أوكارهم، وبالفعل داهمت حملة أمنية سوق الصميل وحي الجمهوري، وألقت القبض على مشتبه بهم في عمليات اغتيال، حدثت ضد أفراد من الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، وشاركت في هذه الحملة جميع الألوية العسكرية.

 

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص