الإنعطاف الكبير في المساحة الضيقة
التحالف الخميني الإخواني قديم، يعود إلى بداية حكم الخميني لإيران، دعمت طهران فوز محمد مرسي بالرئاسة في مصر وكان أول رئيس مصري يزورها ويطبع العلاقات معها، تطبيع إخوان اليمن مع إيران تأخر بسبب عدة عوامل أولها أنهم كانوا يحكمون اليمن في الظل بعد صالح ما جعل محاولة فرض إيران نفسها في اليمن تأتي على حسابهم والتقى هذا المسبب مع رغبة حوثية في النيل من علي محسن وأبناء الأحمر وكسر شوكة القبائل وهؤلاء الثلاثة يمثلون الثقل الحامل للإخوان في اليمن، ويبدو اليوم أن الإخوان قرروا سد الفراغ في توفير غطاء سياسي للحركة الحوثية بعد غياب علي عبدالله صالح، وهو ما يفسر التغيير التدريجي في لغة خطابهم تجاه الحركة.
يحاول الإخوان المضي في التحول في الموقف بشكل متأنٍ مع إبقاء خط رجعة في حال حصلت مفاجاءات على الطريق من خلال إبقاء قيادات الصف الأول متواجدة في الرياض؛ هذه القيادات التي تظل صامتة عن انفصال جناح إخوان اليمن الاسطنبولي لينضم إلى اسطبل الحوثيين شيئاً فشيئاً، وكأنها إشارة تطمين للحوثية من أن دخول إخوانهم في حضيرة شرعنة الإنقلاب حاز ضوء أخضر من المرجعيات العليا في التنظيم، كما أن قادة التنظيم المتواجدين في الرياض يحاولون التخفيف من تبعات الانعطاف الكبير في المساحة الضيقة ويعملون على امتصاص صدماته.
وسواء ذهب الإخوان فرادى أو جماعات لتوفير غطاء كلي أو جزئي للانقلاب فسيكون قد دخل التنظيم أو جناحه السياسي والإعلامي للعب الدور المزدوج مع الشرعية والانقلاب بعد أن سبقه غيره بالخروج، وفي أسوأ الأحوال سيكون الحوثي قد خسر جزءاً من مؤتمر عفاش وعوضه بالمقابل بجزء من إصلاح اسطنبول.
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص