أثار تعيين الدكتور أمين أحمد محمود محافظا لمحافظة تعز بدلا عن المحافظ السابق المعمري جملة من النقاشات والتساؤلات كونه جاء من خارج التوقعات وخارج التوافقات الحزبية والمكونات السياسية في تعز وهو الاهم من وجهة نظري واعتقادي كون سياسة التوافقات في السابق لم تخلق سوى حالة من اللهث وراء السيطرة على المكاتب التنفيذية لخدمة الأحزاب أنفسها بعيدة عن مصلحة تعز وأولويات المرحلة الحالية والمتمثلة في انتصار تعز لمشروع الدولة والمشروع المدني كونها المحافظة التي يعول عليها تقديم النموذج الأمثل .
سنتين من تعيين السابق المعمري جعلت المحافظة تغرق في حالة من الفوضى واللاستقرار في المناطق المحررة مع غياب المعمري من التواجد على أرض الميدان بمبررات واهية ولم تلمس المواطن التعزي منه سوى الخطابات والتصريحات على مواقع التواصل الاجتماعي عبر شلة من المنتفعين حوله وإعلاميي الدفع المسبق .
كان لقاؤنا الأول ايجابيا مع المحافظ ولو أنه لم يكن مرتبا بموعد مسبق ، الرجل مستمع جيد إلى ما يطرحه الأخر ، ولديه تحدي كبير واصرار على العمل في هذه المرحلة الصعبة والمفصلية والتواجد من على أرض الميدان وهو شيء يحسب له ، ونتمنى أن يكون واقعا ملموسا على المدى القريب كون تواجده في تعز سوف يخلق حوله التفاف شعبي كما رأينا عند تواجد الوزير جباري في تعز فالمواطن اليوم متعطش لوجود الدولة ورأس قيادة السلطة المحلية في تعز .
ملف التحرير والخدمات العامة والجرحى والاغاثة والملف الأمني هي أبرز الملفات التي ستكون على خارطة العمل للمحافظ الجديد وهي تحتاج لفريق عمل خاضع لتوجيهات المحافظ بعيدا عن الضغط الحزبي الذي لن ينتج سوى المزيد من التعقيدات والعراقيل وليس معنى هذا أن يبتعد المحافظ عن التواصل مع الأحزاب ولكن يجب أن يكون التواصل مبني على أساس المصلحة العامة العليا لتعز بعيدا عن المصالح الحزبية وسيكون الشارع التعزي هو الحاضن والساند القوي الذي يتكئ عليه المحافظ الجديد بالإضافة إلى الطاقات الشبابية الكبيرة لشباب وشابات تعز بعدما أن مل الشارع التعزي من الصراعات الحزبية التي لم تنتج سوى مشاكل وعراقيل أدت إلى عرقة مسألة الحسم في تعز والتي تعد بوابة الانتصار للجمهورية واليمن الاتحادي .
صباحك يا تعز محافظ جديد يصحى مبكرا لأجلك ، وصباحك تفاؤل وارادة واصرار سيادة المحافظ .