الأجندة عندما تتغير في بلقيس
ذات يوم كتبت عن الأجندة ، ذلك البرنامج الذي يقدمه الأستاذ / عصام القيسي على قناة بلقيس ، وذكرت أنه من البرامج التحليلية والتثقيفة الرائعة التي نحتاج لها في قنواتنا الإعلامية ، لكن حدث أن برنامج الأجندة تحولت أجندته بعد أزمة قطر ومحيطها الخليجي وربما العربي ، لم يعد ذلك البرنامج الذي يقدم لنا التحليل بموضوعية وحيادية ، أصبح برنامج يدافع عن تيار معين هو الإسلاميين ، ويوجه سهام نقده لليسار العربي ، يدافع عن محور قطر وتركيا وإيران وروسيا ، ويرى أن محور السعودية والإمارات ومصر محور صهيوني أمريكي ، هو لا ينظر بعدل لهذه المحور ، إصطفافه لمحور قطر يجعله ينحاز للسلبي والإيجابي في سياسة قطر وتركيا ، لا شك أن تركيا خطت خطوات لصالحها في الفترات السابقة في ظل حكم حزب العدالة والتنمية وبقيادة أردوغان ، لكن هناك سلبيات كثيرة في تركيا منها ما يختص بالديمقراطية ، الإعتقالات التعسفية وطرد الموظفين من أعمالهم وإقصاء قيادات وضباط الجيش التركي لعدم ثقة أردوغان بهم ، الحرب على الإعلام المعارض ، كما أصبح البرنامج يتناقض في بعض الأحيان مع بعضه ، تارة تكون تركيا ديمقراطية متقدمة وتارة تكون ديمقراطيةً هشة ، ولأن قطر في تحالف مع الإخوان فهو لا ينظر لسلبيات السياسة القطرية ، كذلك ما آلت إليه الأمور في مصر بعد فشل الإخوان في قيادة السلطة وإدارة البلد ، يُحمل كل ذلك الجيش المصري ، مع أن كل متابع حصيف يعلم أن مرسي وجماعته فشلوا في إدارة السلطة بمصر وكان في يدهم حلول قبل تدخل الجيش المصري ولكنهم رفضوا هذه الحلول التي كانت ستبقيهم في السلطة ولو بجزء منها كالبرلمان والحكومة ، أيضاً تركيا تريد مصر تابعة لمحورها أو لهيمنتها ، وهو سعي مشروع بالنسبة لتركيا وغير مشروع بالنسبة لمصر وجيشها ، تنافس تركي وإيراني على تقاسم المنطقة تقف مصر والسعودية والإمارات حاجزاً منيعاً ضده ، ولذلك نرى هذه الحملات القوية على مصر والسعودية بالذات ، وما يحدث في مصر من أعمال إرهابية له صلة بهذا المحور الذي يريد إسقاط الدولة المصرية وليس كما يروج عودة الديمقراطية ، نعلم جيداً أن الإستبداد الديني هو أشد وأعظم النظم الإستبدادية كما قال ذات زمن المفكر الراحل / عبدالرحمن الكواكبي ، ولذلك يقف اليساريون والليبراليون العرب في حالة حذر من الإسلاميين ، فهم أي الإسلاميين يستخدمون الدين وسيلة ضد خصومهم ، تكفيرهم وإستباحة دمائهم ، هذا ما قالته ساحة رابعة في مصر عندما خرج المتظاهرون ضد جماعة الإخوان وضد مرسي ، الإسلاميون في غالبيتهم تواقون للسلطة ويعتبرون أن الديمقراطية هي وسيلتهم حالياً إليها ، وأنهم يستطيعون تطويع الديمقراطية لصالحهم ، حتى إذا تحقق لهم ما أرادوا نبذوها وشيطنوها ومن يروج لها ، الأجندة في برنامج الأجندة على بلقيس تغيرت وأصبحت أجندة تحمل بصمات جماعة معينة ومحور مُعين تدور في فلكه هذه الجماعة
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص