دور الاعلام الجامعي بالتنوير لمحاربة الافكار المتطرفة وغرس روح الانتماء الوطني
يعد الاعلام من أكثر أدوات التواصل الإنساني والمعرفي قدرة على التأثير في منظومة الوعي المجتمعي الانساني بما يمتلكه من مصفوفة أدوات فاعلة في فهم المزاج العام والمرغوب والمطلوب لدى الشارع العام لذلك فقد أستطاعت هذه الماكينة المعرفية في فرم وإعادت تشكيل الكثير من المجتمعات والقناعات الفكرية والسياسية بل وأستطاعت أن تقود حروب وصراعات غيرت الخارطة السياسية لكثير من الدول لذا فمن العقم تجاهل محورية وفاعلية المنظومة الاعلامية في أي وسط إنساني ولعل من أخصب البيئات للفعل الاعلامي الجامعات بما تمتلكه من تنوع بشري ونوعية عملية وبحثية مؤثرة في حركة المجتمعات ونموها فالجامعات هي من تصنع الفكر والتغيير والمعطى المعرفي وفي ذات الوقت تصنع رجالات الاعلام وتصقل أدواتهم وتثري روافد فكرهم بالرغم من الدور الجوهري للجامعات في صناعة أدوات الاعلام إلا أنه لازال مشروع الاعلام الجامعي الفاعل في المرحلة الجنينية منذ ظهور الجامعات والسبب يعود بأن السياسيات العامة للدولة في الزمان القديم ما قبل ثورة 11 من فبراير كانت تسعى إلى تحجيم دور الاعلام الجامعي لعدة أسباب ولعل من أهما الخوف من خلق إعلام حر يمارس دور السلطة الرقابية وهذه هي العلة القاتلة التي بسببها تم تهميش من دور الاعلام الجامعي خلال السنوات الماضية لا شك أن وجود إعلام جامعي فاعل هو الرديف الفعلي للعملية التنموية داخل الوطن بحيث أن هذه المنظومة الاعلامية الجامعية ستقوم على نقل قضايا المجتمع بشكل واضح بإعتبارها المرجعية المعرفية للمجتمع المحلي ومن خلالها إيضا سوف يتجلى دور الاعلام الجامعي بالتميز بالمساهمة العامة لحل العديد من الأزمات والمشاكل الاجتماعية والاقتصادية من خلاله نشر الوعي المجتمعي وربط المجتمع بالجامعة الذي سوف يكون مؤشرحقيقي على مدى تطور المجتمع وفاعليته لذا لابد من تفعيل دور الاعلام الجامعي بمفهومة الواسع والعمل على دعم الاعلام الجامعي من قبل السلطة المحلية لكي يقوم الاعلام الجامعي بدوره الفعلي لفتح نافذة مجتمعية من خلال إيجاد نشاط إعلامي نوعي وعلى مستويات متعددة كدعم الاعلام الجامعي من خلال تأسيس إذاعات محلية أو قنوات فضائية ومواقع الالكترونية وصحف ورقية والالكترونية من أجل الخروج من المفهوم التقليدي للعملية الاعلامية الجامعية بحيث لا يقتصر دورها على الجانب الاخباري فقط بل لكافة الجوانب الابداعية والبحثية التي تساهم بشكل كبير في خدمة المجتمع الخاضن لتلك الجامعات ولتحقيق الوعي الوطني وغرس روح الانتماء الوطني ولمحاربة الافكار المتطرفة في عقول الشباب من خلال تحقيق الاستراتيجية الوطنية المتمثل في صناعة الوعي وتنمية المجتمع بالجانب التنويري والعلمي والسلوكي. أ/ كريم الحاج ... مدير إدارة الاعلام بجامعة تعز رئيس تحرير صحيفة الحياة الجامعية بجامعة تعز
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص