قبلة الثورة وعلم الوحدة في أحضان تعز
من ظلام الإمامة والسنوات المظلمة التي عاشها الثوار إلى تلك الدماء التي سفكت لأجل إعلان الجمهورية اليمنية وفي ظل تلك المعارك التي دارت بين أبناء الشعب اليمني وبين الاماميين والانفصاليين والدماء التي سألت في سبيل تحقيق النصر والوحدة ظهرت شمس الحرية والآمال بارزة من بين جبال اليمن في الشمال والجنوب وأعلنت ثورة 26 سبتمبر لنجني من خلالها مكاسب كثيرة تلك المكاسب التي جاءت لتبني الآمال الكبيرة في نفوس الشباب إيمان بمبادئ الحرية والكرامةإن ثورة 26 من سبتمبر لم تكون مجرد حرب وإنتصار للحق ولكنها كانت ذلك الباب الذي نبحث عنه في كل الازمان انه باب الانتصار ضد الظلم والطغيان والكهنوت والاستبداد من أي ظالما يدعي الحق الالهي كالوصاية على الشعب اليمني ومقدراته لعل لايخفي على الجميع بأن مدينة تعز كانت تمثل بالمدرسة الثورية والنضالية لكافة أرجاء الوطن فمعظم القادة والمناضلين بالثورة 26 سبتمبر اليمنية كانوا من أبناء مدينة تعز بل حتى الوحدة اليمنية رسمت طريقها من تعز عبر من مهد للوحدة اليمنية كثيرا قبل أن تولد حيث كانت للرئيس الراحل عبدالفتاح إسماعيل الذي تعود أصوله إلى منطقة الحجرية بتعز جهودا كبيرا في التمهيد لحلم الوحدة اليمنية الذي أصبح بعد ذلك الحلم والآمال واقعا ملموس وبعدما توحدت اليمن أبناء محافظة تعز كانوا رواد في الازدهار لبلادنا بالتقدم العمراني والعلمي وتطور العلم حيث كان تمتليء بهم الجامعات بمختلف التخصصات حتى ساهموا بالتنمية والازدهار فكان منهم طبيبا في صعدة يعالج المرضى ومدرسا في الجوف وعمران والمحويت يعلم الاجيال ومهندسا في شبوة وحضرموت والمهرة وعدن يبني الصهاريج ويخرج النفط والمعادن وعلى الرغم من الإضطرابات وإرهاصات كان تحدث بين الحين والاخر في معظم المحافطات الشمالية والجنوبية مثل الحروب الستة في شمال محافظة صعدة التي كانت تهدد مستقبل ثورة 26 سبتمبر ومثل الحراك الجنوبي التي كان يهدد مشروع الوحدة اليمنية وفي ظل ذلك كانوا أبناء محافظة تعز يدافعون على الثورة والوحدة بأرواحهم ودمائهم الزكية للدفاع أن الثوابت الوطنية. الُمٌمٌثُلُةِ بالثورة السبتمبرية والوحدة اليمنية الذي وأن كل شيء نقدمه لهما سيكون ضئيلآ جدا مقارنة بما قدمته لنا الثورة والوحدة بإعتقادي سوف تظل مدينة تعز بالمدرسة الثورية الاولى في تعليم الاجيال الثوابت الوطنية فأبناءها نجدهم كشباب متعلم مثقف يقف بوجه كل من تسول له نفسه لزعزعة أمن الوطن أو هدم الوحدة اليمنية أن تعز لاتعني بمحافظة أو مدينة وإنما تعز هي مشروع لدولة الحديثة التي يحتكم فيها الناس لحكم القانون تعز ترفض هيمنة الشيخ وهيمنة من يلّقب نفسه سيد الكهف القادم من صعدة، ترفض كلّ أشكال التمييز بين أبناء اليمن التي يعمل على ترسيخها من يريدون الشعب عبيداً لا أحراراً، تبغض الحروب والإقتتال، فرض عليها فرضاً أن تحمل السلاح دفاعاً عن اليمن بأسرها وليس عنها وعن أحلامها فقط، إنسانها يسكن في ربوع الوطن باحثاً عن الأمل وتحقيق الحلم مدينة تعز، مدينة المقاومة الأولى على مستوى اليمن، تقاوم في ريفها والحضر، وتنتصر، ولو بشكل بطيء نوعاً ما، نتيجة نقص الذخائر وكذلك شبه إنعدام للأسلحة النوعية التي من خلالها يستطيعون إبطال وإعطاب الأسلحة الثقيلة، التي بواسطتها يتم إستهداف المدنيين في أحياء تعز. وعلى الرغم من كلّ ما تعيشه تعز الآن، إلا أنها سرعان ما ستعود بعد انتصارها إلى ما كانت عليه من مدينةٍ للسلام وواجهةٍ للتنمية، ستكون هناك نوع من الإرهاصات ستتجاوزها، لأنّ الأصل في هذه المدينة الحالمة حب النظام والعيش في سلام وفي أمن وإستقرار، والعام الجديد ربما يحمل، في طياته، بشرى الانتصار الكبير لتعز واليمن بأسرها خصوصا لو صدق العزم وطابت النّفوس وقلّ الكلام وزاد العمل.
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص