هزة قلم .....ما أكثر الذباب السياسي

يسابق الزمن.

في مضمار الوطن!

مراحل السباق: الحرب والبناء!

وهناك أكثر من متسابق للشرعية ولأعداء الوطن.

سباق شاق وطويل وفي مضمار خطر جدا، منحدراته ومطباته كثيرة ، يتساقط فيه المشاركون الواحد تلو الآخر، ولا يزال النزال قآئما بين الفريقين، ولا يبدو أنه شارف على نهايته في الأجل القريب، لكن المؤكد الذي يبهج القلوب أنه لن يستمر إلى ما لانهاية.

 

الوصول إلى نهاية المضمار لن يكون سهلا على الشرعية خصوصا أن الخصم يضم بين صفوفه أمهر المتسابقين الذي يشاركون بأضخم وأحدث سيارات السباق ومن أطياف عدة كلها تترقب سقوط فريق الشرعية ليظفروا بالجائزة.

سيلتحق الكثيرون بالسباق منضمين لأحد الفريقين، وسيتبدل كثيرون وتتبدل مواقفهم، ويتساقط كثيرون أيضا لعدم قدرتهم على المواصلة، أو لتبدل "قناعاتهم". الأمر يحتاج إلى عزائم قوية ومراس شديد وإرادة صلبة تفل الحديد وتناطح الجبال، والتخلص من المتنافسين لا يأتي بالتمني والتخاذل بل بالصبر والقوة والتكتيك الفني والعمل الدؤوب المتواصل دون كلل أو ملل، فلا وقت للكلام أو الالتفات إلى مصدر الصرخات، ولا تركيز إلا على ما  يدور داخل المضمار باعتبار ذلك واجباً وطنياً من اجل اليمن والأجيال القادمة.

فخامة المارشال هادي يقود الفريق الوطني، لم يكل ولم يمل، ولم تنقطع جهوده وجولاته وصولاته في الميدان، وقد أنجز الكثير الكثير، وأهم ما أنجزه فخامته أنه رسخ مفهوم الوطن والوطنية، واستطاع ان يفرز المشاركين ببن وطني وعدو للوطن، وهذا لم يك بالأمر الهين في مثل هذه الظروف الشديدة القسوة، والأجوآء التشاؤمية القاتمة السواد، حيث أن المتربصين والمخذلين كثر، والأعداء أكثر، والمتشعبطين والعابثين والمتسلقين، وأصحاب المصالح المتضاربة، ومن ينظرون إلى الوطن على أنه كعكة للتقاسم، واللصوص والعملاء والخونة عدد ولا تحص. فتجد أنه كلما أصدر فخامته قرارات جديدة بتعيينات جديدة تهافت الذباب والبعوض عليها من كل صوب ليضعوا بيضهم عليها، وكلهم يتحولون إلى حاضنات لذلك البيض كي يفقس ويتكاثر.

مناكفات حزبية وسياسية لا طائل من ورائها إلا زيادة الخراب والدمار على الوطن والمواطن، وإجهاضا لعمل الشرعية وتقويضا لقدراتها على بسط سلطتها.

 

تخيل نفسك عزيزي القارئ وأنت تواجه سيولا من الانتقادات والتسفيه على موقف ما او كلمة صدرت منك، وكيف أن حالتك النفسية تنهار وتصاب بالبؤس والكآبة إلى درجة الانهيار! وتخيل حالك وهم يشنعون عليك ويهزؤون بك على كل عمل تقوم به أو مجهود تبذله في حين كنت تنتظر المديح والإطراء والتشجيع والدعم!

 

كل تعيين أو تغيير تقوم به الشرعية يقابل بالاستنكار والاستهجان، وتكثر السكاكين ويكثر الجزارون، وتسمع الانتقادات والشتائم للرئيس، فلا يعجبهم هذا ولا ذاك، ولا يروق لهم قرار، ولا يقر لهم قرار، فتراهم كالدبابير اللاسعة التي أثيرت من عشها على الشرعية كون من صدر قرار بتعيينه كان كذا وكذا أو انه ينتمي لحزب وجماعة كذا الخ.

لا يهم من كنت، بل يهمني من تكون الآن، ولا يشغلني على أي حزب أو جهة تحسب بقدر ما يشغلني اين تقف الآن، مع الشرعية والوطن ام مع العملاء أعداء اليمن.

 

كن فلانا أو علانا، كن زعيطا المحسوب على هذ الحزب أو معيطا المنتمي لتلك الجماعة، مؤتمريا أو إصلاحيا أو إشتراكيا، كن ناصريا بعثيا سلفيا إخوانيا، كن من منطقة كذا أو منطقة كذا، كن من شئت غير مهم البتة، المهم هو ماهي الأرضية التي تقف عليها الآن؟ أرضية شرعية وطنية أم لا؟

هذا هو المعيار والأساس وبالذات في هذا الوقت العصيب الذي تمر به بلادنا ووحدتنا.

قرارات الظرف واللحظة تتطلب التعامل مع الجميع، من خلال سياسة الاحتواء والتقريب، واستيعاب كل الاطراف تحت مظلة الشرعية، واشراك الجميع في نطاق شراكة وطنية من شأنها تسوية وضع الشرعية الداخلي والخارجي، وإتاحة الفرصة للجميع في أن يعمل ويقدم للوطن ما يستطيع ، دون إقصاء أو تهميش او احتكار، فكلنا أبناء الوطن وكلنا يحبه.

الوطن على كف عفريت، إما ان نتعاون او سيهلك الجميع. لابد من تجاوز كل الخلافات التي سبقت ثورة فبراير 2011 المجيدة لنتمكن من بناء دولة المستقبل، الدولة المدنية الحديثة، دولة النظام والدستور المدني، والقانون فوق الجميع، دولة العدل والحرية والمساواة والتنمية وحقوق الإنسان التي يحلم بها كل مواطن.

خذوا من رئيسكم المارشال هادي بعض الثقة والإيمان بالنصر الكبير، وقابلوه بالإحسان إحسانا وبالخطأ عفوا ودعما ودعوات وضمانا وغفرانا!

الله غالب!

* كاتب يمني مقيم في المجر 

 

 

 

 

 

 

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص