إلى وفد الشرعية.. إلى الوزير اليماني والعزيز جُباري

تأخذ المفاوضات السياسية في الغالب مداها وتخلُص إلى نتائج يبحث عنها المتفاوضون عند من يفقهون السياسة ويحملون هماً وقضية، ويتوخون نتائج خادمةً لشعبٍ ما ومنقذةً له من كارثة الحرب، وذلك الذي يفتقده وفد العصابات الهاشمية المفاوض في "السويد" الذي لا يهمه شعب ولا قضية ولا يسع إلى شيء من ذلك لأن عقلة الباطن مسكون بقضيةٍ تتعلق بالصك الإلهي في الحكم والولاية الدينية والتميُز العرقي، الذي لا يقبل المساومة والتفاوض، وهذا ما لم يدركه المبعوث الأممي "جريفيث" ولا الدول التي تريد لهم البقاء تستخدمهم كملف ساخن لإجهاض مستقبل اليمني والهيمنة عليه.
وعليه تنبهوا لذلك يا أمل الشرعية والوطن، وأيقنوا أنكم تمثلون أمة صاحبة حق تبحث عن حياة كريمة وأنكم تبحثون عن قيام الدولة الاتحادية العادلة التي ارتضاها الشعب اليمني وفقاً لمخرجات الحوار الوطني والمرجعيات الأخرى، تذوب فيها كل الأعراق والمذاهب ويتساوى فيها الناس ومن شذَّ منهم شذَّ في النار، ومن لديه مشروع آخر يبحث له عن بقعة خارج اليمن يزجي فيها ما يشاء ويدَّعي فيها ما يريد. 
ولا تستسلموا لإرهاق المفاوضات العبثية وطول زمن الحرب وخسائرها، ولا تستمعوا لأصوات النقد التي في معظمها قد تكون مدسوسة لإرباك المشهد وتشويه القضية، ولا تصغوا إلى حجج وحكايات المآسي الإنسانية وحقوق الانسان التي عانى منها الشعب اليمني منذ دخل المقبور يحي الرسي إلى اليمن، ويستثمرها خصمكم اليوم والذي كان هو السبب الرئيس فيها في البداية والمنتهى لأنها مخرجه الوحيد والقشة التي يتعلق بأطرافها.
ابلغوا جريقيث وكل حاملي ملفات حقو ق الإنسان من المنظمات الدولية والسامعين بمعانات اليمن، أن اليمن ضحية لعصابات لا تؤمن بالديموقراطية ولا التبادل السلمي للسلطة ولا المشاركة في الحكم ولا بالمواثيق الدولية التي تتعلق بحقوق الانسان.
 واسألوا كل من قابلكم قبل بدء المحادثات بعدها واثناءها عن قابليتهم لما تحمله الحركة الحوثية الهاشمية ذراع إيران في اليمن من خرافات ودعاوى تتعلق بميراث حكم اليمن دون سكانه الأصليين، ودعوة سمو جنسهم ونقاء جيناتهم البشرية في القرن الواحد والعشرين، وأن هناك أسرة تدعي حقها في الحكم بحكم صلَتِها بأسرة النبي محمد والتي  ماتت قبل 1400 سنة وأن هذا الظاهرة ليست وليدة اللحظة، بل هي مرضٌ خبيث عانى منه الشعب اليمني قروناً من الزمن واسألوهم و"جريفيث" هل سيقبلون ذلك الجنون على أنفسهم وشعوبهم.
ولا تنشغلوا بزخرف الحياة من حولكم وتلهكم عن أهمية القضية وأيقنوا أن في أعناقكم أمانة مصائر أمة، من حقها أن تعيش كباقي الأمم افتحوا قلوبكم للجميع اجلسوا مع من التقيتم به اشرحوا عدالة قضيكم في ردهات الفنادق وفي القاعات في صالات الاستقبال وعلى أرصفة الشوارع وأينما حليتم ورحلتم.
اعملوا لمرافقة المندوب الأممي لهم وركوبه معهم في مركبٍ واحد وانفرادهم به والحديث معهم طوال الرحلة ألف حساب، هيئوا أنفسكم للميل الأممي معهم بحجة أنهم على الأرض وأنكم في منافيكم لا تحملون هم الوطن، لأن لديهم لوبي إعلامي واستخباراتي ودعائي من النساء والرجال تسنده إيران وحزب الله في لبنان ومتخصصين في كل مجال، واعملوا على مواجهته بالحجج والأدلة الدامغة. 
ارفعوا أصواتكم عاليةً في السماء لأنكم أصحاب الحق والمشروعية والاعتراف الإقليمي والدولي، استغلوا كل لحظة لتحقيق الهدف، ولو لم تعودوا إلا بالتعريف بقضيتكم ومعاناة شعبكم الناتج عن حرب الجرذان التي خرجت من شروخ الصخر ومن غبار التاريخ والتي جاءت من وراء الحدود لكفى.  
شهِّروا بعصابات القتل المدعومة من الفرس المدَّعية زيفاً حقها في حكم اليمن التاريخي الذي حكم نصف العالم في الزمن القديم، وأنها تروم السيطرة على أمتكم منبع العروبة وعرقها الأصيل، وتعمل لصالح الفرس الذين لديهم أطماع في أن يكونوا ملوك البحار في قلب العالم وشرقه الأوسط ونهب الثروات ومصادرة الحق في الحرية والتدين والاعتقاد.
أعلموهم أن الشعب اليمني المشرد في أصقاع الأرض بسبب حرب تلك العصابات يطالب بحق العودة إلى بلده وأنتم على رأس المحرومين من ذلك الحق، وأنه ملَّ الإهانات والوقوف على منافذ الدول البرية والبحرية والجوية، وثقوا بجيشكم المرابط في سفوح الجبال والسواحل والسهول وأن وراءكم شعباً قهر الطبيعة وفتت الصخر وزرع قوته على رؤوس الجبال، سيقاتل معكم ما حييتم وما حملتم قضيته بصدق وإخلاص فلا تهنوا وأنتم أصحاب الحق ولا تملوا وأنتم الأعلون بإذن الله.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص