منذ 5 أيام حاول احد أصدقائي بإقناعي بشرب الشيشة على ساحل أبين ، وطوال 5 أيام أخبرته إنني لا اتعاطى القات ولا اشرب الدخان ولاخلافه ولكن تحت إصراره العجيب وإلحاحه الشديد أخبرته إنني سأحاول تذوق الشيشة عصر اليوم الخميس بساحل أبين.
وهذا الصباح صحوت على صورة عدد من أبناء تعز العاملين بعدد من البوفيات بساحل أبين ينشرها محسوبون على امن عدن ويزعمون أنهم عناصر خلايا إرهابية تم إلقاء القبض عليهم وهم محمولون على ظهر أطقم أمنية. في عدن يعمل "الحشيش" عمايله!! وعلى الناس ان تصدق كل خرافة وكل كذبة .. استغرقتني نوبة هستيرية من الضحك ورفعت سماعة الهاتف واتصلت بصديقي وقلت له ولايزال صوته مكسوا بحالة نوم رهيبة وأخبرته ان الله أنقذني منه ومن شر أعماله لكن سوء الحظ أوقع عدد من الكادحين من أبناء تعز في شر أعمال من يسمونهم "امن"..
وانا أطالع صورة أبناء تعز الكادحين المساكين فوق الأطقم الأمنية واقرأ الأخبار القادمة من كوكب (بلوتو) عن اتهام هؤلاء بأنهم خلايا إرهابية وانهم كانوا يطلقون النار وخلافه استذكر الأفلام السابقة التي شاهدناه سابقا "التعزي الذي لاقوا تحت الجاري حقه سلاح نووي " والتعزيون الذين حملوهم فوق الدينا بعدما داهموا البوفية واكتشفوا أنهم عناصر خلايا استخباراتية يرصدون المنشاءات النووية للميلشيات .
لم يعد مجديا في عدن تحميل الشماليين مايحدث ولاتحميل الإصلاح ولا المؤتمر ولا الحوثي كل هذا الخرى الذي يزكم "الانوف" ، لم يعد مقنعا وان بدأ الأمر مقنعا ولوبشكل جزئي وبسيط قبل سنوات من اليوم فالأمر لم يعد كذلك حتى لدى ابسط بسيط ، هناك انقسام مجتمعي وفشل امني وفوضى وميلشيات وذهاب الجميع صوب دولة تعصم دماء الناس هو الحل ولا شيء غيره . لديك مشكلة عويصة يا اخ .. اختطاف 10 او 20 من ابناء تعز لن ينهي هذه المشكلة.. ولن يقنع احد ، لديك مجتمع منقسم ولديك فوضى وفشل لا اول له ولا اخر . ابحث عن حلول لواقعك .. انكارك لهذا الواقع لن يصنع حلا ولن يفيدك بشيء، هناك مشكلة يجب ان تحل.
في عدن الصورة مخالفة والمشهد أكثر تعقيدا والاقتتال الدائر منذ أيام ليس بين مجاميع إرهابية و قوات أمنية وخلافه . هناك خلل امني استمر لثلاث سنوات ، ثمة شجرة خطيئة زرعت وكبرت وانتجت ثمارها هذا كل مافي الأمر .
هناك دولة غائبة ومؤسسات ضائعة .. منذ 3 سنوات ونحن نقول أفسحوا المجال للدولة ، لمؤسسات الدولة الأمنية ، هذه التشكيلات المسلحة وهذه العشوائية وهذه الاعتقالات وهذه السجون تضغط بقوة على المجتمع وستولد انفجارا.
لا احد يقف إلى جانب أي أعمال تخريب والخروج عن الدولة ومواجهة أجهزتها الأمنية أمر مرفوض جملة وتفصيلا لكن مطلب الناس دولة ومؤسسات أمنية وضبطية ومحاكم وشرط وقانون حقيقي لأنه بدون كل هذه الأشياء سيتكرر هذا المشهد ألف مرة ومرة وستأتي لحظة لن نجد أبناء تعز لكي نشحنهم فوق طقم ونقول للناس أنهم قتلة ومجرمين.
مايحدث في عدن اليوم هو نتاج طبيعي للفوضى السائدة ولذلك لاحل إلا ان تسود الدولة ومؤسساتها اما مانراه في عدن منذ 3 سنوات فليس له من صلة بالدولة ولا مؤسساتها .
وقبل ان انهي منشوري هذا أرجوكم .. أطلقوا سراح أصحاب تعز ، اليوم خميس والناس تريد ان"تشيش"..! وتحياتي