عارضت كل من المانيا وفرنسا وإيطاليا فتح أي مفاوضات غير رسمية مع الحكومة البريطانية بشأن خروجها من الاتحاد الأوروبي، ما لم تقدم لندن طلبا رسميا بذلك وفقا للمادة رقم 50 من اتفاقية لشبونة المتعلقة بالعضوية في الاتحاد.
جاء ذلك خلال اجتماع في برلين بين المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، ورئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي.
وقد أعلن الزعماء الأوروبيون في اجتماع برلين عزمهم إعطاء زخم جديد للاتحاد الأوروبي بهدف تقويته.
وكان الناخبون البريطانيون صوتوا الخميس الماضي بنسبة 52 في المئة لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوربي، مقابل 48 في المئة فقط صوتوا لصالح حملة البقاء، حيث اعتبر الاستفتاء تاريخيا.
وتمثل الدول المشاركة في اجتماع برلين أكبر الاقتصادات الأوروبية داخل الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى بريطانيا.
وكانت وكالة "ستاندرد أند بورز" (S&P) للتصنيفات الائتمانية ووكالة فيتش خفضتا التصنيف الائتماني لبريطانيا، حيث هبط يوم الإثنين درجتين عن مستوى الرمز AAA، في ردة فعل تتعلق بنتائج الاستفتاء حول خروج بريطانيا من الاتحاد، وما نتج عنها من عدم اليقين في الأسواق العالمية.
ومن المحتمل أن يؤثر انخفاض درجة التصنيف الائتماني على الحكومة البريطانية من حيث قدرتها على الاقتراض من الأسواق المالية العالمية.
ميركل: القرار البريطاني مؤلم جدا
وعبر الزعماء الأوروبيون في برلين عن أسفهم لنتيجة الاستفتاء الذي انتهى لصالح خروج بريطانيا من الاتحاد، حيث وصفته ميركل بأنه "قرار مؤلم جدا ومؤسف".
واضافت ميركل خلال مؤتمر صحفي عقب الاجتماع "إننا متفقون أن المادة 50 من الاتفاقية الأوروبية واضحة، أن أية دولة عضو في الاتحاد ترغب في الخروج منه، عليها أن تتقدم بطلب رسمي للمجلس الأوروبي".
وفي أول جلسة علنية لمجلس العموم البريطاني منذ ظهور نتائج الاستفتاء، قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إن بلاده غير مستعدة الآن للشروع في الاجراءات الرسمية للانسحاب من الاتحاد الأوروبي.
وأضاف كاميرون أنه يتعين تحديد العلاقة التي نريدها مع الاتحاد الأوروبي في المستقبل، مشددا على أن تفعيل المادة 50 وتقديم طلب رسمي بالانسحاب من الاتحاد منوط بمن سيخلفه في منصب رئيس الوزراء الجديد قبل نهاية الخريف القادم.
وقال وزير الخزانة البريطاني جورج أوزبورن إنه "لن يخلف كاميرون في منصبه" بحسب تصريحات لصحيفة التايمز البريطانية.
ومن المقرر أن يلتقي كاميرون مع الزعماء الأوروبيين في قمة ستعقد ببروكسل، لأول مرة منذ نتائج الاستفتاء التي جاءت لصالح مغادرة بريطانيا الاتحاد.
يذكر أن كاميرون الذي سعى لإقناع البريطانيين بالتصويت للبقاء ضمن الاتحاد، قدم استقالته بعد فوز حملة الخروج من الاتحاد في الاستفتاء الخميس الماضي
وقالت المستشارة الألمانية: "لن تتخذ أية اجراءات في الوقت الراهن، طالما لم تتقدم الحكومة البريطانية بهذا الطلب، وسيكون الطلب متبوعا بتوجيهات من المجلس الأوروبي، بموجبها سيتضح مسار المفاوضات التي سوف تفضي إلى الخروج من الاتحاد.
6 أسئلة رئيسية بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي
صدمة في أوروبا لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي
زعيم حزب العمال البريطاني يؤكد أنه لا يعتزم الاستقالة
وخلصت ميركل في تصريحها إلى أن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي متفقة بأنه لن تكون هناك أي محادثات مباشرة أو غير مباشرة حول خروج بريطانيا من الاتحاد، قبل أن يتسلم المجلس الأوروبي طلبا رسميا بريطانيا بالخروج من الاتحاد.
ومن جهته شدد هولاند ورانتزي على الحاجة لمعالجة قضية خروج بريطانيا من الاتحاد بسرعة، ثم التركيز على التحديات التي تواجه الدول الأعضاء ال 27 في الاتحاد الأوروبي، مثل قضية مكافحة الإرهاب، وتعزيز الحدود بين الدول الأوروبية.
وقال هولاند في هذا الصدد: "إن مسؤوليتنا هي عدم تضييع مزيد من الوقت في مناقشة مسألة رحيل بريطانيا عن الاتحاد (...) فلا يوجد أسوء من مرحلة عدم اليقين".
أما رانتزي فقال من جهته: "نحن من جهة نشعر بالحزن لهذا القرار، لكننا من جهة أخرى نعتبر أنه الوقت المناسب من أجل كتابة صفحة جديدة من التاريخ الأوروبي حول العوامل التي توحدنا".