حذرت منظمة “أطباء بلا حدود” الدولية من تدهور النظام الصحي في اليمن نتيجة فشل تأمين رواتب ومستحقات العاملين في قطاع الصحة.
وقالت المنظمة، في بيان على موقعها الالكتروني أمس الخميس، إن “قطاع الخدمات الطبية في اليمن، يعاني من مشاكل واسعة وحرجة، وجزء كبير منها يتعلق بعدم تلقي معظم موظفي وزارة الصحة والسكان راتبًا منتظمًا منذ عام”.
ودعت المنظّمة إلى “تأمين الدعم المالي للطواقم الصحية الحكومية بشكل عاجل بغية تجنب مزيد من التدهور في الخدمات الطبية المنقذة لحياة الناس في اليمن”.
وأشارت المنظمة إلى أن “فشل القيام بذلك سيؤدي إلى التسريع في زوال النظام الصحي مع ما يرافق ذلك من عواقب وخيمة؛ حيث تتزايد الأمراض والوفيات التي يمكن تجنبها في اليمن، ويمكن أن يعزى ذلك جزئياً إلى عدم دفع رواتب الأطباء”.
ولفتت إلى أنه “في السنة الماضية، لم يحصل معظم الموظفين المدنيين اليمنيين، والذين يقدر عددهم بـ1.2 مليون موظف، على أي راتب، بما في ذلك عشرات آلاف الموظفين في قطاع الصحة العامة على امتداد البلاد”.
من جانبها، قالت المنسقة الطبية لمنظمة “أطباء بلا حدود” باليمن، ميليسا ماكراي: “يشعرنا الالتزام الذي نراه كل يوم من الطواقم الحكومية بالتواضع”.
وأضاف المسؤولة الدولية، وفق البيان، أن الطواقم الحكومية “يعملون منذ عام دون أي مقابل مادي، ويقوم العديد من الموظفين بكل ما هو ممكن لاستمرار الخدمات الصحية، مهما كانت ضئيلة، وهم يفكرون بكيفية تأمين الطعام والثياب والسلامة لعائلاتهم”.
ونوّهت المنظمة إلى أنها “تقوم بدفع رواتب 1200 من طواقم الصحة العامة الذين يعملون في مرافق صحية تقوم بإدارتها ودعمها على امتداد عشر محافظات يمنية”.
وأشارت إلى أنها “أنفقت في العام المنصرم أكثر من 50 مليون جنيه إسترليني على مشاريع صحية في البلد”، واعتبرت أن مشاريعها “ما هي إلا قطرة في محيط”.
ويعيش مليون ومائتا ألف موظف في القطاع الحكومي من دون صرف رواتبهم للشهر الحادي عشر، بما فيهم موظفي مدينة تعز (جنوب غرب) الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية.
ويشهد اليمن، منذ خريف 2014، حرباً بين القوات الموالية للحكومة من جهة، ومسلحي “الحوثي” والقوات الموالية لصالح من جهة أخرى؛ مخلفة أوضاعاً إنسانية صعبة، فضلا عن تدهور حاد في اقتصاد البلد الفقير.
إضافة تعليق