تغلب على كافة العوائق والتقاليد المجتمعية..

"رمزي الجعفري" قصة نجاح من المهجر.. في حوار خاص مع المستقبل أونلاين

 
منعته عائلته من ممارسة عمل "المطاعم" كون ذلك يمثل عيبا بالنسبة لمجتمع قبلي منغلق، فغادر إلى الأردن وبدأ مشواره من جديد. بعد امتلاكه مجموعة مطاعم في اليمن، بدأ من جديد في الأردن كعامل في أحد المطاعم، ليصبح في فترة قياسية صاحب كبرى المطاعم اليمنية السياحية في المملكة الأردنية.
 
رائد العمل الشبابي وداعم الفعاليات الرياضية للجالية اليمنية في الأردن؛ عمل كثيرا لإظهار التراث اليمني ومأكولاته الشعبية في شتى المحافل والمهرجانات العالمية. عُين مؤخرا ملحقا تجاريا في سفارتنا في الأردن، ليواصل مشوار تقديم الخدمات لبلاده وأبناء الجالية بشكل رسمي.
 
رجل الأعمال اليمني الشاب "رمزي الجعفري" في لقاء خاص مع "المستقبل أونلاين" نسلط فيه الضوء على قصة نجاح في المهجر، وعمل دؤوب لنشر التراث اليمني على نطاق واسع.
موقع االمستقبل أونلاين كان له شرف استضافة هذه التجربة الشابة الناجحة التي تمثل مصدرا إلهام للشاب اليمني الطموح والباحث عن النجاح فإلى نص الحوار :
 
* حوار / متولي محمود 
 
* أولا مرحبا بك أستاذ رمزي الجعفري معنا في "المستقبل أونلاين" ونحن سعداء باستضافتك.
 
- انا أيضا سعيد جداً معكم أخي العزيز.
 
* من هو رمزي الجعفري، هل بالإمكان تعريفنا على بطاقتك الشخصية؟!
 
- الاسم: رمزي محمد عبدالله الجعفري.
 العمر: 38 عاما.
المحافظة: البيضاء.
 الحالة الاجتماعية: متزوج ولي ٧ أبناء.
 
* متى بدأت رحلتك التجارية في الأردن، وكيف كان ذلك؟!
 
- بدأت رحلتي للأردن عام ٢٠٠٣م. كنت قبلها أملك مطاعم في اليمن تحمل اسم "مطاعم ومطابخ العرب" لكني تعرضت لمعوقات أبرزها معارضة من أسرتي بسبب نوع النشاط الذي أعمل فيه، كونها تعتبر أن هذا العمل معيبا في ذلك الحين، الأمر الذي أجبرني على التوقف والانتقال إلى المملكة الأردنية لأبدأ من جديد.
 
في البداية، عملت موظفا في أحد المطاعم لمدة عام، ثم بدأت بالتفكير لتأسيس مطعم يمني، وبحمد الله تم اختيار الموقع القريب من الجامعة لتأسيسه واخترت اسم "مطاعم باب اليمن السعيد".
 
كان هناك مطعم آخر تحت اسم "مطاعم حضرموت" لكن طموحي كان أن أنقل اسم اليمن السعيد، وأن يكون الأبرز في السوق، وتعريف المجتمع الأردني بالثقافة اليمنية وتراثها الشعبي.
 
* كم مطعما لديك الآن في الأردن، وكيف تم اختيار اسم المطاعم "باب اليمن السعيد"؟!
 
- في البداية كان العمل بطاقم يضم ٨ أفراد فقط من العاملين ومن أبناء بلدي، حيث بدأنا بـ "منيو" بسيط لكون المجتمع ما يزال لا يعرف عن المأكولات الشعبية اليمنية.
 
وفي عام ٢٠٠٦م بدأت بتجهيز مطعم تحت اسم "صنعاء القديمة"، وهو متخصص في المأكولات الشعبية مثل (السلتة، الفحسة، الخبز الملوح، الرشوش، الطبخ البيتي التراثي اليمني، مع إضافة قسم خاص للمطبق والمخبازة) والحمد لله نجحنا في تجهيزه وتقديمه لجمهور الأردن وزوارها.
 
لقد رافق الافتتاح حملات داعائية لمشروعنا، كما بدأنا بالمشاركة باسم المطاعم في دعم الفعاليات للطلاب اليمنيين، العرب، الأجانب والمجتمع الأردني، حيث شكّل الدعم السخي الذي كنا نقدمه بروزا كبيرا لنا، من أجل أن يكون اسم اليمن السعيد حاضرا، وأن يكون لمشروعنا إسهام في كل الفعاليات وبالتالي تعريف المجمتع بتراثنا الشعبي اليمني.
 
* كيف كانت مراحل تطور مشروعك؟!
 
- في عام ٢٠٠٧ بدأنا بتأسيس فرع جديد لمطاعم باب اليمن السعيد في منطقة أخرى بالإضافة إلى فروع أكاديمية الطيران ومنطقة شعبية. 
 
في ٢٠١٤م أخذنا وكالة لمطاعم أمريكية تحت مسمى "uncle mo أنكل مو" والمتخصصة في مجال الشاورما والبرجر وبعض المأكولات الغربية، وبعد عام واخد أسست شركة تحت مسمى ARO متخصصة في مجال الأنظمة الغذائية وتجارة المواد الغذائية.
 
بداية العام الجاري، قمت بتجهيز فرع جديد لمطاعم باب اليمن السعيد في منطقة راقية في عمان "عبدالله غوشة"، ويعد الأول في الأردن بين المطاعم اليمنية من حيث التجهيز والديكور والحجم والفخامة التي جستدها الأصالة التراثية اليمنية والتراثية، حيث تم تجسيد مجسم باب اليمن في العاصمة صنعاء.
 
كان أول لقاء لي مع الصحافة الاردنية في 2009 حيث عُنون اللقاء "المطاعم اليمنية تحقق مالم تحققه السياسية اليمنية الخارجية"، كما عنون لقاء آخر مع صحيفة سياحية في ذات العام "اليمن السعيد حاضرا في عمان: مطاعم باب اليمن السعيد ونموذج يعزز من التبادل الثقافي اليمني العربي".
 
حصلت مطاعمنا على تكريمات ودروع عدة، ففي عام ٢٠١٠ كرمنا بـ" درع النخبة للتميز" من دولة رئيس الوزراء الأردني ضمن مشاركتنا في المهرجان السياحي العربي، كما كتبت الصحافة "رجل الأعمال اليمني يعزز من السياحة الاردنية".
 
فضلا عن ذلك قالت عنا وسائل إعلامية عام 2013 "التراث اليمني حاضر في قلب عمان: مطاعم باب اليمن السعيد، وبجهود رجل الأعمال اليمني رمزي الجعفري تتزين عمان بالتراث اليمني".
 
*  كيف كان تعامل السلطات الأردنية مع استثمارك، وكيف سهلوا لك المهمة؟!
 
- كان لنجاحنا عوامل عد، لعل أهمها التعاون السخي الذي أولته لنا السلطات الأردنية في تذليل جميع العقبات أمام مشروعنا. علاوة على ذلك، كنا نحظى باهتمام كبير من السلطات لكون مشروعنا يعزز أيضا من السياحة في البلاد، ويسهم في تطوير الواجهة السياحية.
 
*  هل تختص مطاعمك بالأكلات اليمنية فقط، أم أن هناك أكلات أخرى أيضا؟!
 
- مطاعمنا متخصصه فى الأكلات الشعبية والتراثية اليمنية فقط.
 
* مؤخرا صدر قرار جمهوري بتعينكم ملحقا تجاريا للسفارة اليمنية في الأردن، كيف أثر ذلك سلبا أو إيجابا على عملكم التجاري؟!
 
- كنا نعمل بشكل خاص مع أبناء بلدنا في الأردن،  في حينها لم يكن هناك قيادة للجالية اليمنية، وعملنا بشكل كبير في تذليل العقبات وخدمة أبناء الجالية فترة ٤ سنوات، فضلا عن خدمة طلاب العلم ودعمهم  في كافة الأنشطة الطلابية والاحتفالات.
 
وكانت السفارة توكل لنا بعض المهام فيما يتعلق بمشاكل أبناء الجالية  أمام السلطات الأردنية، كما قمنا في ٢٠١٣م بتأسيس نادي شباب اليمني وكنت رئيس اللجنة التحضيرية، ولكن بعد اندلاع الحرب في اليمن واجهنا صعوبة في استكمال التأسيس، ومع ذلك علمنا مع السفارة لتخفيف وخدمة أبناء الجالية وكل اليمنيين العالقين في الأردن بعد عاصفة الحزم.
 
وفي عام ٢٠١٦ صدر قرار تعييني ملحق تجاري لدى سفارتنا في المملكة الأردنية الهاشمية، وهذا بكل تأكيد يأثر على نشاطي التجاري، ولكن الوطن يستحق منا التضحية خصوصا في المرحلة الحالية، أسأل الله أن يعينني في هذه المهمة لخدمة بلادي وأبناء شعبنا اليمني العظيم. 
 
 
* ما هي مشاريعكم المستقبلية التي تتطلعون إليها؟!
 
- الحمد لله اليوم أصبح يعمل في مجموعة مشاريعنا أكثر من ٢٧٥ عامل معظمهم يمنيون، ولولا الحرب في اليمن لانتشرت مشاريعنا بشكل أوسع، حيث كان هناك خطة أيضا لتوسعة المشاريع خارج الأردن.
 
و حاليا نأمل   أن ينعم وطننا بالاستقرار، وبعدها بالإمكان الذهاب لاستكمال خططنا الاستثمارية. لقد جعلت الحرب دول العالم تتحفظ على رجال الأعمال اليمنيين وتعيق انتشارهم، خوفآ من غسيل الأموال ودعم الإرهاب وغيرها.
 
*  قصة نجاحك ملهمة للشباب اليمني الطموح، هل هناك نصائح توجهها للشباب لتحقيق تطلعاتهم؟!
 
- علينا أولا أن نعمل بكل إخلاص على تأهيل وتدريب الشباب اليمني في شتى المجالات، ودفعهم إلى سوق العمل وهم يحملون قدرا من الكفاءة  تمكنهم من المنافسة على الوظائف، سواء في الداخل أو الخارج.
 
الشاب اليمني طموح ولديه القدرة على العمل تحت ضغوط والتكيف مع محيطه، وهذا ما لا يملكه معظم الشباب في المنطقة، وعليه لا بد من تعريض أنفسهم لدورات تدريبية مكثفة للإلمام في مجالات متعددة.
 
ومن موقعي كرجل أعمال ومحلق تجاري لبلادي، فأنا  مستعد أن أدعم بكل ما أستطيع لكي يكون الشاب اليمني نموذج لكل الشباب العربي.
 
* ماهي إسهاماتك كرجل أعمال في إظهار التراث اليمني وأكلاته الشعبية للعالم؟!
 
- لقد مثلت بلدي في عدة مهرجانات دولية فيما يخص التراث اليمني، وحصدت العديد من الجوائز كالتالي:
 
- في ٢٠٠٩ مثلت اليمن في مهرجان دبي للتذوق وحصدنا المركز الثاني عربيا.
- في ٢٠١٠ مثلت اليمن في مهرجان القاهرة للتراث والثقافة العربية وحصلنا على المركز الثالث.
- وفي 2010 أيضا مثلت اليمن في اليوم العالمي للطهاة في الاردن وحصدنا المركز ١٢ عالميا.
- في ٢٠١١ مثلت بلادي في مهرجان التسوق الغذائي العربي وحصلنا على المركز الثالث.
- في ٢٠١٢ مثلت اليمن في مهرجان التسوق العالمي في الأردن، وحصلنا هذا العام على المركز ١٨.
- في ٢٠١٣ مثلت اليمن في مؤتمر السياحية للشرق الأوسط وشمال أفريقيا، كما مثلت اليمن في ذات العام في المهرجان الدولي للتجارة والأمن الغذائي، حيث قدمت اليمن في البن والعسل والزبيب واللوز والسمك وبعض المنتجات الزراعية.
- في ٢٠١٤ مثلت اليمن في مؤتمر الأمن الغذائي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
- في ٢٠١٥ مثلت اليمن في اليوم العالمي للصحة والغذاء والدواء.
- منذ عام ٢٠٠٧ وأنا أشارك في مهرجان السلك الدبلوماسي في الأردن الجناح اليمني ولغاية ٢٠١٧، حيث كانت كل مشاركاتي في الغالب بشكل شخصي، وبعضها بطلب من السفير أو من بعض الوزراء.
-منذ عام 2006 وحتى عام 2016 وأنا الداعم والممثل لليمن في كل بطولات اتحاد آسيا للتكونجستو، فضلا عن بطولات المنتخب اليمني  للطلاب في الجامعات الأردنية.
 
* أستاذ رمزي الجعفري، سررنا كثيرا بلقائك، ونتمنى لك المزيد من النجاحات التجارية والسياسية على السواء!
 
- شكرا لك أخي الكريم، ونحن سعداء أكثر بكم.
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص